الامين العام لحزب الفضيلة هاشم الهاشمي في حوار مع " الصباح الجديد":


تغييرات لافتة شهدها المشهد السياسي العراقي ، ومع ان الصورة لا زلت ضبابية لمواقف بعض الكتل والاحزاب ، الا ان البحث عن المكاسب والمناصب هو اهم ما يسعى اليه الفرقاء ، وبين تأييد وتحفظ تبقى مهمة تشكيل الحكومة من قبل المالكي تتطلب الكثير من الجهد لاقناع الحلفاء اولا قبل اقناع الخصوم . حزب الفضيلة تأرجح موقفه بين الرفض والانسحاب او المباركة ولكن بشروط ، امين عام الحزب هاشم الهاشمي يعلنها بوضوح ان حزبه مع اسقاط الخطوط الحمر عمن يجد في نفسه الكفاءة لقيادة سفينة العراق للمرحلة القادمة .

*هل سنشهد في الأيام القادمة انسحاب الفضيلة من التحالف الوطني ؟

- لم يعرب الفضيلة في اي مناسبة عن نيته الانسحاب من التحالف الوطني بل أن البيان الصحفي الذي اصدره الحزب يوم الاحد 3/10/2010 أكد بوضوح موقف الحزب تجاه التحالف الوطني.

* أسباب تحفظكم على ترشيح المالكي ؟

- لم نشر الى اي اسم في خطاباتنا ولم نعرب عن تحفظنا على اي مرشح لرئاسة الوزراء طيلة الاشهر الستة التي تلت اعلان نتائج الانتخابات ، بل كنا من الداعين الى اسقاط الخطوط الحمر واتاحة الفرصة لكل من يتوسم في نفسه الكفاءة لخدمة الشعب العراقي من خلال هذا المنصب المهم ، ولكننا تحفظنا على ادارة هذا الملف الحيوي والالية التي افضت الى هذا القرار في الجلسة التي تم فيها تسمية المرشح وكان بودنا أن يحضر جميع اطراف الائتلاف الوطني كي يكون القرار رصينا والمرشح مستندا الى ركن قوي في حواراته التي سيجريها مع الكتل السياسية الاخرى.

* سمعنا أنكم قدمت مطالب عالية (نائب رئيس الوزراء مع وزارة سيادية ) للمالكي وقد رفضها الأخير ؟

- السيد المالكي افضل من يجيبكم عن ذلك.

* عدم حضوركم والمجلس الأعلى اجتماع ترشيح المالكي هل هو بداية للتصدع في البيت الشيعي ؟

- البيت الشيعي تمثله المرجعيات الدينية الشيعية أما نحن فأحزاب سياسية ، نعم قد تكون لدينا انتماءاتنا العقائدية التي نعتز بها ولكننا نعمل بالعنوان السياسي وما يجمعنا هو مصالح الوطن ككل ومصالح الناخبين الذين صوتوا لنا وبرأيي ما يمكن ان يهدد وحدة أي ائتلاف هو أهمال معالجة المشاكل وتكرر الاخطاء في العمل ، لحد الان نعتقد أن مشاكل التحالف الوطني هي ضمن الحدود المسموح بها وقابلة للحل والاحتواء.

* الى أين وصلت تفاهماتكم مع القائمة العراقية ؟

- عدا الأختلاف في وجهات نظرنا في تفسير مفهوم الكتلة الاكبر وتحديد صاحب الحق في تشكيل الحكومة من الائتلافات الفائزة ، تكاد وجهات نظرنا تتطابق في معظم القضايا الاخرى ، نحن نحترم القائمة وشخصياتها ولنا معهم رؤى واهداف مشتركة ومازلنا مستمرين بالحوار معهم ولكن هذا الحوار لم ينتج تحالفا استراتيجيا ولم يؤد بنا للوصول الى مناطق وسطى للعمل ولكنني أؤكد لكم أن المشتركات التي تجمعنا مع العراقية كثيرة جدا وقابلة للتوسع مستقبلا.

*برأيكم ماهي أسباب تغير موقف الصدريين من المالكي ؟

- هذا السؤال يوجه للاخوة الافاضل في كتلة تيار الاحرار.

* أعضاء في التيار الصدري كشفوا بأن المرجعية مارست ضغطا عليهم للقبول بالمالكي ؟

- أهل مكة أدرى بشعابها ، أنا لم أسمع بذلك وأستبعد تدخل المرجعية في هذه التفاصيل ومع ذلك فالرواية على عهدة الراوي.

*برأيكم هل سيوفق المالكي في تشكيل حكومة شراكة وطنية ؟

- هذا يعتمد بالاضافة الى جهوده الذاتية على دعم شركائه في التحالف الوطني من جهة والكتل السياسية التي تؤيد ترشيحه من جهة أخرى ، وبعد ذلك فالتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

* البعض وصف اختيار المالكي هو بداية الأزمة وليس نهايتها ؟

- هناك توصيفات ذات تأثير اعلامي أكثر منها تقريرا لواقع الحال ، أنا أرى أن الازمة معقدة بمالا مزيد عليه ، الامر مرهون بالجهد الذي سيبذل ودعم القوى السياسية التي تمتلك القرار والتاثير ، صحيح لايمكن الذهاب الى اقصى حدود التفاؤل ولكن التوصيفات السوداوية ليس لها مصداق واقعي.

* في حالة فشل المالكي في هذه المهمة ما هو البديل عنه وهل سوف يترك الخيار لحزب الدعوة لترشيح احد غير المالكي ؟

- هذا ما قصدته بالاليات التي يجب ان يعتمدها التحالف الوطني والتي نرى انها تحتاج الى المزيد من الحوار كي نصل بها الى أتفاق سياسي ، وعلى كل حال فالامر منوط بالاتفاق بين اطراف الائتلاف في وضع الية تضمن عدم العودة الى المربع الاول.

* ما هو موقفكم من الورقة الكردية ؟

- الورقة عرضت على المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء حصرا وابداء الرأي بشأنها من اختصاصهم ، نحن لم نطلع عليها وليس مطلوبا منا تحديد موقف منها.

* طرح خيار أعادة الانتخابات ما هو موقف حزبكم من هذه الدعوة ؟

- هذه الدعوة ليست عملية من عدة وجوه ، الاول أن الانتخابات بحد ذاتها حدث وطني كبير يستنزف من الجهد والاموال شيئا كبيرا ، الثاني أن هذا الاجراء يعتبر تراجعا ونكوصا في العملية السياسية وتدويرا لعجلة التقدم الى الوراء ، ثالثا الانعكاسات الامنية والاجتماعية الخطيرة على المشهد الوطني ، رابعا هناك خيارات أكثر سهولة وعملية من اعادة الانتخابات ومنها على سبيل المثال المبادرة التي قدمها سماحة المرجع اليعقوبي (حفظه الله).

*نسمع بين آونة و أخرى بمرشح التسوية كحل أخير للخروج من الأزمة ما تعليقكم ؟

- لم يطرح لحد الان مثل هذا المقترح ، وقد يكون احد الخيارات المؤجلة ولكنه مستبعد في الوقت الحاضر.

*طالب المرجع اليعقوبي بإجراء استفتاء شعبي لاختيار رئيس الوزراء ، الا يؤشر ان النظام النيابي لا يصلح للحالة العراقية ؟

- النظام النيابي يعني تحديد صلاحيات للبرلمان فيما يخص (التشريع والمراقبة) والمقترح لايمس ايا من الصلاحيات البرلمانية ، أما الاقتصار على تمثيل النواب للشعب فهناك شواهد ذكرناها أقرت فيها الكتل السياسية شرط الاحتكام الى استفتاء رأي الشعب كالذي تضمنه قانون المصادقة على الاتفاقية الامنية ، على كل حال ليس العيب في النظام السياسي بل العيب في نقص الدستور الذي ترك النهايات سائبة بعد أن حدد صلاحيات رئيس الجمهورية بما مجموعه ستون يوما من انعقاد جلسة المجلس الجديد وسكت عما بعد ذلك وهذا ما نبهت له مبادرة سماحة المرجع (دام ظله).

*نتائج الانتخابات الأخيرة أظهرت قاعدة حزبكم الجماهيرية هي قاعدة متواضعة ، ما تعليقكم ؟

- نحن لم ندع شيئا مبالغا به ولم نخدع انفسنا ولكن اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان نسب التصويت في محافظاتنا كانت بحدود 40 بالمئة فلا تعد قاعدتنا بالتواضع الذي تعتقدونه.

*يلاحظ عدم استقرار في الهيكل التنظيمي لحزبكم ما أسبابه ؟

- هذه وجهة نظر من ليس لديه اطلاع على واقع حال الحزب وأنا أختلف معه ، فلو صح الادعاء لظهر عدم الاستقرار في التأثير السياسي للحزب مع ان الوقائع تشير الى عكس ذلك فالحزب مؤثر سياسيا وفاعل في الاطر التي ينتمي اليها ، كما كان فاعلا ومؤثرا في البرلمان المنتهية دورته ، من المفيد ان يعلم القارئ الكريم ان الفضيلة هو مشروع واسع يشكل الحزب جزءا منه فيما تشكل منظمات المجتمع المدني وجماعة الفضلاء وكيان جامعيون وتجمع المهندسين وتجمع الطلبة مؤسسات أخرى ضمن هذا المشروع ، فيمكن ان يتخلى شخص عن مكانه في مؤسسة منها كي يعمل في مؤسسة أخرى ولكنه بالنتيجة يعمل ضمن المشروع.

حوار : احمد مطير