الباحث والمفكرالليبي الدكتور فرج نجم:


السيد فضل الله جعل التشيع
مدرسة للفكر والثقافة والتعدد
عوضاً عن الصورة النمطية


(شبكة الفجر الثقافية)
(2010-09-26م)
قال الباحث والمفكر الليبي الدكتور فرج نجم إن " الحديث عن قامة بحجم وعلو ومكانة السيد فضل الله تثير في النفس شجوناً لما لهذا الرجل من تأثير وأثر علي شخصيا، وكذلك على جيلي ممن تعاطى وتأثر بما أنتجه الراحل من الفقه وأصوله والأدب وأجناسه، وكذلك ممن غمرهم الحراك السياسي في منطقتنا المضطربة فكرياً ومنهجياً " .

واضاف الدكتور فرج نجم ضمن حفل التأبين الذي أقامة مركز الابرار في لندن أقامت يوم الخميس 8 يوليو 2010م إنه ممن راقب ظاهرة السيد فضل الله منذ التسعينيات، مضيفاً: " وأقول ممن وقفوا على ضفة التخندق ولم يقحم أو يجرفه – ولله الحمد – التعصب والتمذهب، حتى أن أحد الإخوة الغيارى من الشيعة سألني - في الثمانينات - في حيرة إن كنت من السادلة أم القابضة فأخبرته حينها من السادلة فحمد الله لي على أتباعي لمذهب الآل، ولكنه لم يكن يعرف بأن المالكية السنة والإباضية أيضا يسدلون .. فلقد كنت ممن استحثهم السيد بجرأته وأصبحت لا أخشى الغوص في البحث عن أجوبة لأسئلة حرجة وملحة في الدين والدنيا كانت تدور فى العلن وفى الكواليس ".

وأضاف: "كان الفقيد علامة فارقة من حيث أنه جسّد منهلاً ورافداً للعلم والحكمة والرجاحة والاعتدال في كل شيء بالنسبة لي. والأهم أنه كان العالم المعلم الذي نراه صورة ونسمعه صوتاً في وقت كان فيه بعض أقرانه أما صورة بلا صوت أو صوت بلا صورة ".

مضيفاً: " كان يعيش بين الفقراء .. بل سخر حياته لهم .. يحاكيهم ويخفف عنهم، وعنا، نحن الذين مللنا تشدد المذاهب وعسر أساليبها " .

وقال نجم : " لقد قرب بين المسلمين وغيرهم، فكان وحدوي المزاج - كما وصفه أحد الكتاب – تقريبي الهوى، عاش على مائدة القرآن وتكلم بمفردات القرآن، فأصاب وأخطأ، وكان محمدي المسلك ورحمة للعالمين، ولم يكن منكفئاً على الماضي بل عارك الحاضر وراهن على المستقبل " .

وأضاف: "لقد جعل التشيع مدرسة للفكر والثقافة والتعدد عوضاً على الصورة النمطية الخاطئة من تشكيك وتطبير وعزلة، فتصدى بشجاعة وثبات لتلك الروايات التي كان لها الأثر في فرقة المسلمين فاستحق عليها بامتياز بطل التقريب غير عابئاً بضغط العوام وإغراء الحكام ".

ويضيف: "كما كان صديقاً للمرأة وأنيساً لها عندما توحش عليها الرجل واستغول على حقوقها وأدميتها، فلم يرها السيد عورة في الصورة والصوت ولا متعة أو متاع - كما هو المعهود في مجتمعاتنا - بل رآها الإنسانة كما كرمها خالقها " .

وقال: " لقد نفرنا من الخزعبلات والخرافات التي ابتلي بها تراثنا والتي أساءت إلى الرسالة المحمدية الطاهرة، ووضع حداً بيننا وبينها ".

ويضيف: "ويجب أن نتذكر رقته – في حين تفاخر نظرائه وأنداده بالشدة – حيث دعا إلى السلام والوئام والتعايش مع الآخر .. فقال الشعر وتحدث عن المسرح والغناء في سلاسة ومحبة ، وفي نفس الآوان تصدى بحزم للعربدة والظلم والطغيان سواء الداخلي أو الخارجي المتمثل في الامبريالية الأمريكية وربيبتها الصهيونية وكيانها العنصري في فلسطين السليبة التي أحبها ولم ينساها حتى أخر لحظة من عمره المعطى" .

وفي ختام كلمته قال نجم : "رحل عنا السيد فضل الله ولكن سيبقى معنا تراثه الذي سيحيى بيننا ما حيينا.. رحل بعد أن قال كلمته فى جيله .. وختم أمانته التى أملاها عليه ضميره .. ورفع راية العلم والإيمان .. ومد يده مصافحا الشارع الإسلامي دون شروط .. رحمه الله فى هذا اليوم الذي قيضه الله لي ولجيلي لنقول كلمتنا فيه".