إصدار خاص يوثّق الحدث: الكويت تحتضن رحيل العلامة المرجع فضل الله




(شبكة الفجر الثقافية) - (2010-11-02م)
بينات: "الكويت تحتضن رحيل فضل الله"، عنوانٌ لإصدارٍ خاصّ أعدّه السيِّد جابر سيّد خلف البهبهاني، متناولاً فيه أصداء رحيل المرجع فضل الله في الكويت، ومجموعة من الشّهادات في الراحل الكبير لشخصيّاتٍ كويتيّة وعربيّة.

يحتوي الإصدار على مواضيع عديدة فيما يخصّ رحيل العلامة المرجع(رض)، كما يقدّم نبذةً عن حياته ومؤلّفاته ومرجعيّته ومؤسّساته.

وقد أشار السيِّد جابر سيِّد خلف البهبهاني في المقدِّمة، إلى أنَّ هذا الإصدار يهدف من جهة، إلى توثيق المشاعر النَّبيلة تجاه سماحة المرجع الاستثنائيّ السيِّد فضل الله، والتّعبير عن الاحترام والتَّقدير له، والحزن والأسى على رحيله، ويهدف من جهةٍ أخرى إلى شكر هذه المشاعر وتخليدها شهادةً للتّاريخ.

يقدّم الإصدار لمحةً عن تغطية الإعلام الكويتيّ لحدث رحيل المرجع فضل الله، وأصدائه في لبنان والعالم العربيّ والإسلاميّ، وتفاعل المؤمنين في الكويت مع هذا المصاب الجلل، حيث تناولت الصّحف الكويتيَّة باهتمامٍ كبيرٍ، حدث رحيل سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، واحتلّ هذا الحدث موقعاً بارزاً في صدر الصَّفحات الأولى منها، فكتبت صحيفة "القبس" في عنوانها الرّئيس: "غياب العلامة فضل الله داعية الاعتدال والتّسامح"، كما أشارت صحيفة "الوطن" إلى أنّ آخر أمنيات الرّاحل كانت زوال الكيان الصّهيونيّ، ووضعت على صدر صفحتها الأولى: "فضل الله يرقد في "الحسنين" والعالم الإسلاميّ ينعى الوسطيّة والاعتدال برحيله"... في حين عنونت صحيفة "الدّار": "الحزن يخيّم على العالم الإسلاميّ برحيل فضل الله". وجاء في العنوان الرّئيس لصحيفة "الأنباء": "سيّد الاعتدال والحكمة في ذمّة الله"، حيث أوردت الصّحيفة في مقدّمتها: "فقد لبنان والعالمان العربيّ والإسلاميّ أمس، المرجع الشيّعيّ العلامة فضل الله، الّذي لم يكن ضليعاً في الفقه والاجتهاد فحسب، وإنما كان رجلاً معتدلاً وحكيماً من رجال الثّقافة الواسعة والفكر العميق في شتّى المجالات، إضافةً إلى كونه مرجعاً من مراجع الموقف السياسيّ".

بدورها، تفاعلت صحيفة "النّهار" الكويتيّة مع الحدث، وتصدَّر خبر الرّحيل صفحاتها الأولى، فكان عنوانها الرّئيس: "الأمّة الإسلاميّة فقدت فقيه المقاومة والاعتدال"... وتميّزت صحيفة "الرّاي" بعنوانها اللافت والمعبّر: "رحيل فضل الله: عالِم اختزل عَالَماً"...

كما يعرض الإصدار لأبرز برقيّات التّعازي بالمرجع الرّاحل (رض)، الّتي أرسلتها كبار الشّخصيّات الرّسميّة في الكويت، ومنها: أمير دولة الكويت الشّيخ صباح الأحمد الجابر الصّباح ، ووليّ العهد الشَّيخ نوّاف الأحمد الجابر الصَّباح، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي ناصر المحمد الأحمد الجابر الصّباح، ورئيس مجلس الأمّة جاسم الخرافي، والعديد من الشخصيّات السياسيّة والفاعليَّات الثّقافيَّة والفكريَّة والاجتماعيَّة والشّعبيَّة.

وتحت عنوان: "قالوا في المرجع الرَّاحل"، يستعرض الإصدار أقـوال مجموعة من الشَّخصيَّات الكويتيَّة والعربيَّة والإسلاميَّة، الّتي عزَّت بالمرجع فضل الله(رض)، وخصوصاً الشّخصيَّات العلمائيَّة والدّينيَّة ومنها: الشَّيخ محمّد محمّد طاهر الخاقاني، والشّيخ علي حسن غلوم، إمام مسجد سيِّد هاشم بهبهاني، والشَّيخ حسين المعتوق، الأمين العام للتَّحالف الإسلاميّ الوطنيّ، بالإضافة الى مجموعة من الشخصيات السياسية والاعلامية، والنواب الأعضاء في مجلس الأمة الكويتي: النائب د. يوسف زلزلي، والنائب الدكتور حسن جوهر، والنائب فيصل الدويسان، والنائب د. معصومة المبارك، والنائب مبارك الخرينج، والنائب عدنان المطوع، والنائب السابق عصام الدبوس، الّذين أجمعوا في كلماتهم على أنّ الأمّة الإسلاميّة خسرت بفقدان العلامة المرجع فضل الله(رض)، شخصيّةً كان لها دور كبير في إحياء العلوم الإسلاميّة وتطوير الفكر المستنير.

كما يغطي الإصدار تأبين السّفارة اللّبنانيّة في الكويت للراحل الكبير، حيث أصدرت السفارة بياناً نعت فيه المرجع الإسلاميّ الكبير، وفتحت أبوابها لاستقبال المعزّين ابتداءً من يوم التّشييع، لمدّة ثلاثة أيّام، حيث توافد عدد كبير من السّفراء والشّخصيّات الدّبلوماسيّة والقنصليّة من مختلف دول العالم.

كما وتضمّن الإصدار تغطيةً مفصَّلةً للاحتفالات التّأبينيّة الحاشدة الّتي أقيمت في العديد من الحسينيّات والمساجد في الكويت، والّتي عبّرت عن عمق ارتباط الشّعب الكويتيّ بالمرجع الرّاحل وأفكاره الإسلاميّة الوحدويّة، وتمسّكه بنهجه ومواقفه.

ومن أبرز هذه الاحتفالات، الاحتفال التّأبينيّ الحاشد الّذي أقيم في مسجد سيّد هاشم البهبهاني، والّذي ألقيت فيه كلمات للسيّد عدنان عبد الصّمد، والمحامي حسيب سبيتي والشيخ علي حسن غلوم علي". كما أقيم احتفال تأبيني للجالية اللبنانية في الحسينية الجديدة، ألقيت فيه كلمات لكل من: جابر سيد خلف البهبهاني، الدكتور صلاح الدين سليم أرقه دان.

وأقامت حسينية البلوش حفلاً تأبينياً، تحدث فيه فؤاد عاشور وهاشم عبد المطلب الوزّان. كما أقيم حفلٌ حاشد في مسجد الإمام الحسين(ع)، حيث ألقيت كلمات للحاج صالح جوهر، وكلمة لجواد العطَّار.

وفي احتفال جامع الوزّان ألقى د. عبد الله بهبهاني كلمة تناولت شخصية المرجع الراحل، وكان للشاعر السيد طلال فضل الله قصيدة رثائية.

وأقامت حسينية دار الزهراء احتفالاً تأبينياً حاشداً تحدث فيه الدكتور سيد يوسف الزلزلة، والحاج محمد جواد كاظم، وألقيت قصيدة للشاعرة جمانة سالم درويش، كما أقيم في حسينية أهل البيت (ع) احتفال تحدث فيه الحاج سلطان أسد.

وتحت عنوان: "كتبوا في المرجع الرّاحل"، يقدّم الإصدار مجموعةً كبيرةً من المقالات الّتي كُتبت في الصّحافة الكويتيّة، تأبيناً للمرجع الرّاحل(رض)، حيث يتحدّث العديد من الكتّاب عن شخصيّة المرجع فضل الله وتميّزها وفرادتها. ونجد في هذا الملفّ مقالات عديدة، منها: "السيّد فضل الله كما عرفته"، للنّائب الدّكتور يوسف الزّلزلة، و"محمّد حسين فضل الله سياسيّ أحبّ الشّعر"، لعلي حسين الجاسم، و"محمّد حسين فضل الله.. حكمة انطفأت"، لـفؤاد الهاشم، و"وريث الأنبياء" للشّيخ علي حسن، و"كيف أنسج ذكرياتي" لفاطمة شعبان، وغيرها من العناوين بأقلام مجموعة كبيرة من الكتّاب والصحفييّن.

وفي القسم الأخير، يستعرض الإصدار جانباً من مشاريع الرّاحل وإنجازاته، وهو الّذي تميّز بفكره المؤسّساتي، حيث يقدّم نبذةً مختصرةً عن هذه المشاريع، على امتدادها وتنوّعها، مثل: الحوزات العلميّة، والمعاهد والمراكز الإسلاميّة الثّقافيّة، والمكتبة العامّة، والمؤسّسات الإعلاميّة، ومكاتب الخدمات الاجتماعيّة، والمؤسّسات التّربويّة والصّحيّة.

كما يستعرض مجموعةً كبيرةً من مؤلَّفات المرجع الرّاحل السيّد فضل الله(رض)، الّتي أغنت المكتبة الإسلاميّة، وقدّمت زاداً خالداً للأجيال، ومنها: تفسير "من وحي القرآن"، "الإسلام ومنطق القوّة"، "خطوات على طريق الإسلام"، "قضايانا على ضوء الإسلام"، "الحوار في القرآن"، و"أسلوب الدّعوة في القرآن"، إلى العديد من الكتب الفقهيّة، مثل "فقه الشّريعة"، "أحكام الشّريعة"، و"دليل مناسك الحجّ"، والعشرات من التّقريرات الفقهيّة الاجتهاديّة المتخصّصة، إضافةً إلى المؤلّفات التي كتبها سماحته في مختلف المجالات، والّتي أغنت ثقافة الأمّة والأجيال الإسلاميّة على امتداد العالم العربيّ والاسلاميّ.

ويستعرض الإصدار أيضاً، مؤسّسات "جمعيّة المبرّات الخيريّة" ومراكزها، مع تفاصيل عن تاريخ كلّ مؤسّسة ونشاطاتها.

ويستوقفنا في الختام، أبيات وجدانيّة مؤثّرة للرّاحل الكبير، والعلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، تمّ وضعها على الغلاف الأخير للإصدار، والّتي تعبّر عن عمق شاعريَّة المرجع الإنسان، وتلخّص مسيرة حياته وجهاده الحافلة، فتنتابك مشاعر الشّوق إلى سماحته، وإلى وجهه الرّحمانيّ المشرق الّذي يشعّ بهاءً، ويفيض هيبةً وخشوعاً، وأنت تقرأ ما خطّه يراع قائدٍ رساليّ ومرجعٍ مجدّد يمثّل منهج ورثة الأنبياء:

أنا حسبي إن تغشّاني الدّجى ** في ظلام اللّيل آهات جروحي

فالتفاتــــــــاتُ حـياتي فـكرةٌ ** سوف تبقى حُلماً فوق ضريحي