تم بحمد الله إصدار كتاب "أيها الأحبة"
وصايا للأمة والمؤمنين
في لقاء مع المرجع الراحل السيد فضل الله
[align=justify]

أعلن موقع بينات أنه تم بحمد الله تعالى اصدار كتاب "أيّها الأحبَّة"، وهو جزء من حوارٍ مطوَّل مع سماحة المرجع المقدَّس، آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله(رضوان الله عليه)، أجراه الشّيخ يوسف عبّاس والشّيخ محمّد عمير، ويتضمّن كلمات سماحة السيّد(رض) ووصاياه إلى العالم الإسلاميّ، وإلى الجيل الرّساليّ، والحركات والأحزاب الإسلاميّة، والمرجعيّة الشّيعيّة والجيل الحوزويّ.


يمكنكم تحميل الكتاب من هذا الرابط
http://www.bashaer.org/vb/images/ayoha_ahebba.pdf

ويتوجّه سماحة السيّد بوصاياه أيضاً إلى قيادة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وإلى أهل الكتاب، ولا ينسى أصدقاء الأمس، والأشخاص الّذين تربّوا على يدي سماحته، ثم انحرفوا مع تيّار الفتنة في مواجهته، كما يتحدّث عن إرث مشروعه ومؤسّساته، ويتوجّه بوصيّته إلى جميع من عاشوا معه في حياته...
ويتضمّن الكتاب عناوين عدَّة، مثل: كيفيّة خروج سماحة السيّد من الذّات إلى الرّسالة، ونظرته إلى الحياة، والشّخصيّات التي أثّرت في سماحته، ونظرته إلى الموت، والانفتاح على الآخرة، وشوقه للقاء الله، وغير ذلك من الموضوعات.
وقد شاءت العناية الإلهيَّة أن لا يُنشَرَ الحوارُ إلا بعد وفاة سماحة السيِّد(رض)، مع أنَّ هذا الحوار تمَّ إجراؤه في صيف العام2000 م، ولم يُجرَ في آخر حياة سماحة السيِّد. وربما تكمن أهميَّته هنا، لأنَّ ما تعكسه أجوبة سماحته من سموٍّ أخلاقيّ وروحيّ، هو في عمق حالة الصّراع الّذي كان يضغط على كلِّ مشاعره وأحاسيسه، ويُدخل الواقع الإسلاميّ كلّه، في نوعٍ من الفتنة الّتي تستدعي كلّ مفردات التّضليل والتّكفير والإخراج من الملّة والدّين، بكلّ وسائل الاتّهام والكذب وتحريف الكلام عن مواضعه وما إلى ذلك. ومع ذلك، لا تلمح فيه حقداً حتّى على الّذين أدخلوا الواقع الإسلاميّ في الفتنة، ولكنّه يكلهم إلى الله عزّ وجلّ، لأنَّ الحقَّ العام بيد الله وحده.

بينما لو كان هذا الحديث في أواخر حياته الشّريفة، فربما كان السموّ الرّوحيّ طبيعيّاً لشخصٍ يقترب من الله، ويحاول أن يطهِّر القلب مما يدنّسه من المشاعر السلبيّة تجاه الخاطئين أو الجاهلين، فيكون السموّ والترفّع والسّماحة شيئاً تفرضه طبيعة الظّرف الّذي يمرّ به السّامي والمترفّع والسّمح، وليس شيئاً نختبره اليوم في عمق ذات "السيّد"، كأنّنا نقرأه للمرّة الأولى.

ويتلمّس القارئ الكريم في هذا الحوار أفقاً لا يراه في غيره من الحوارات؛ فهو ـ كما يوضح سماحة السيِّد جعفر فضل الله، نجل المرجع الرّاحل - ليس حواراً عاديّاً، يتناول أحداثاً ووقائع جرت في حياة المُحاوَر، يعلِّق عليها كما كان يعلِّق عندما يُطلَب رأيُهُ في الملمَّات...
كما أنَّ هذا الحوار لم يُبنَ على فرضيَّة غياب المحاوَر عن الحياة الدّنيا، لتتركَّز الأسئلة عمَّا يتوقَّع أن تكون الحال من بعده فحسب، بل هو حوارٌ ذهب بعيداً في فرضيّاته، إلى عالم الآخرة، والانفتاح على مشاعرها وأحاسيسها، وردود الفعل فيها لدى المحاوَر.
وإذ يعكس هذا الحوار فرادة موضوعه، ففي أجوبة المحاوَر، الَّذي هو مالئ الدّنيا وشاغل النَّاس في عصره، عنوان الإسلام الحركيّ، ومربّي الأجيال الإسلاميَّة الحركيَّة والجهاديَّة، ورائد الوحدة الإسلاميَّة، والّذي تعرَّض لمحاولات اغتيالٍ جسديّ ومعنويّ، وعانى الكثير من العنت والتعسّف في حياته، حتَّى اجتمعت عليه أطرافٌ لم يجمعها سوى محاولة النَّيل منه؛ في أجوبته عن الأسئلة المطروحة، يعكس سماحة المرجع المقدَّس(رض)، شخصيّةً تكاد تكون أعجوبةً في الارتقاء الأخلاقيّ إلى مستوى نكران الذَّات حتَّى في أبسط حقوق التَّعبير عنها، وفي السّموّ الرّوحيّ إلى مستوى الذَّوبان في حبِّ الله، وفي التّواضع الإنسانيّ إلى الحدّ الّذي لا يتجرّأ فيه على توقّع ما يقول أو يفعل بين يدي الله، وفي البُعد الرّساليّ الّذي يذوب فيه الشّخص ـ بكلّ خصوصيّاته ـ لمصلحة الرّسالة، وفي الواقعيّة الّتي تتفهّم ردود الفعل ضدَّ الرّساليّة، مهما كانت قاسيةً، لتدعوها إلى الاستفادة من التّجربة بعد أن يشعر الآخرون "بالأمن من تعقيدات وجوده عليهم".
في هذا الحوار، نجد الثَّبات والتَّجانس بين العناصر الإيمانيَّة والرّوحيَّة للشّخصيَّة، والعناصر الفكريَّة، بل نجد تجانس الحالة الشّعوريّة مع كلّ ذلك، تلك الحالة الّتي قد تبرِّر للإنسان كثيراً من التّعبير السّلبيّ عن حال الانتصار للذّات أمام ضربات الخصوم، أو تأكيد عناصر قوّتها أمام إنكار المنكرين. ونلمح عمق هذا التّجانس عندما يُسأل عن استخدامه حقّ الشّفاعة لو أعطي له، فيجيب السيّد ـ تطبيقاً للآية الكريمة: {ولا يَشْفعُونَ إلاّ لِمَنِ ارتَضَى}[الأنبياء:28] ـ ليقول: "سأتطلَّع إلى مستوى الإذن وحجمه"، ليحصر السيِّد توقّعه الدّنيويّ في إطار إذن الله غداً، وهذا منتهى التَّواضع الإنسانيّ العبوديّ أمام الذَّات الإلهيَّة والرّبوبيَّة.
الكتاب الَّذي يصدر في طبعته الأولى، يقع في 64 صفحةً من القطع الصَّغير.

[/align]