محمد عبد الجبار الشبوط
الدولة المدنية الحديثة تقوم على اساس العلم، فضلا عن المواطنة والديمقراطية والمؤسسات والقانون. العلم هو جوهر معنى صفة «الحديثة» في الدولة، وهو الطريق الى تحديثها، وحداثتها.
قبل اكثر من خمسين سنة تحدث الفليسوف البريطاني برتراند رسل (1872-1970) عن دور العلم في حياة المجتمع. وكان هذا الدور كبيرا.
وقبل اكثر من 1400 سنة تحدث الاسلام عن العلم ودعا الى طلبه ولو كان في الصين، واعلن عدم تعادل الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
وكلنا يعرف الان ان الحياة اليومية الحديثة تقوم على العلم والتكنولوجيا الحديثة. صديق بعث لي رسالة اليكترونية تتضمن معلومات مفيدة عن مجلس النواب في العراق وغيره من بلدان العالم.
جاء في هذه المعلومات ان 56 بالمئة من برلمانيي افغانستان لم يستخدموا الكومبيوتر في حياتهم ، بل ان بعض نواب بنغلاديش متخرجون من كتاتيب الملالي فقط!.
طبعا ليس نواب هذه البلدان هم النموذج الذي نقيس عليه الحالة عندنا. فالعراق بلد عريق ومهد الحضارات في العالم. ورغم عهود التخلف والطغيان التي مرت علينا فاننا نأمل ان يعود العراق الى احتلال مقعده الريادي على صعيد الاسهام في الحضارة العالمية.
من بين هذه المعلومات ان ثُلث أعضاء مجلس النواب العراقي ، ليسَ عندهم عنوان بريد اليكتروني (أي ايميل email) حيث ان “ 108 “ أعضاء من مجموع “ 325 “ كتبوا في حقل عنوان البريد الاليكتروني : لا يوجد !
ويتضح من هذه المعلومات ان نواب كربلاء هم الاوفر حظا في هذا المجال إذ ان 90 بالمئة من نوابها يملكون إيميلات . وأسوأ محافظة هي ذي قار ، حيث ان اكثر من 60 بالمئة من نوابها ليس عندهم !.
تقول معلومات غير رسمية ايضا ان جميع الاعضاء الـ 325 لديهم أكثر من رقم موبايل او هاتف نقال. غير ان 78 منهم لايعرفون إدخال ارقام كارت الشحن ويستعينون بمرافقيهم في ذلك، وان 112 منهم لايستطيعون كتابة الرسائل او المسجات !.
نحن، اقصد جمهور الناخبين، نتمنى ان يدخل كل نوابنا ووزرائنا عالم الحداثة من باب الكومبيوتر والانترنت والهاتف النقال والقرص المدمج و”الفلاش مموري” والتواصل عبر الايميلات والماسنجر والرسائل عبر الهواتف النقالة لتسهيل عملية الاتصال بيننا وبينهم، ولتسهيل تدفق المعلومات والاراء والتقييمات وجعلها في المتناول.
لا عيب في ان بعضاً لم يدخلوا هذا العالم الان. فلم يفت الوقت بعد. يمكن لهؤلاء ان يدخلوا دورات سريعة يمكن ان تقام في مبنى مجلس النواب لتدريبهم واعطائهم المعلومات الاولية والاساسية لعالم الانترنت والكومبيوتر والتواصل عبرهما.
نأمل من القائمين على الموقع الاليكتروني لمجلس النواب نشر قائمة باسماء اعضاء المجلس تتضمن الاسم الكامل، والشهرة، والعنوان الاليكتروني، والهاتف، والمحافظة، والعمر،والجنس، واسم الكتلة التي ينتمي اليها، والشهادة التي يحملها، ومختصر السيرة الذاتية. لكي تكون هذه المعلومات متاحة للجميع بما فيهم الصحافيون.
وارجو ان لا يتم اعتبار العامل الامني سببا في حجب مثل هذه المعلومات. فالنواب الذي سعوا بجهودهم الى الوصول الى هذا الموقع في الدولة انما يعملون على خط النار الاول من اجل خدمة ناخبيهم ومواطنيهم، بلا خوف او وجل واحتياطات امنية مبالغ فيها.