المفتي الجعفري الشيخ احمد طالب في حوار
مع «الفجر» متحدثاً عن السيد الراحل



كان السيد متميزاً في تعامله مع النصّ الديني بسبب قدراته الأدبية وما تمتع بهِ من إستحضار ملفت ومميز للنص القرآني مما يشكل قدرة متميزة على تحكيمه وإخضاع الرواية له وتوجيه الرواية في إطاره المنهجي وضوابطه

لقد جرؤوا البسطاء ليأتوا ويسألوا السيد(رض) نفسه عن ما كان قد علمه لأجدادهم وأباءهم ؟!


حرب تموز2006 م من المحطات التي أشعرتني بصدق بقوة وصلابة وعنفوان هذا المرجع المميز..زاره بمجرد وقف العمليات الحربية السيد حسن نصر الله على رأس وفد من القيادة العسكرية لحزب الله ليقبّلَ الجميعْ يدَه تعبيراً عن الأبوة التي شعروها منه خلال المعركة



(شبكة الفجر الثقافية) - (2011-01-29م)


تحدث المفتي الجعفري في لبنان الشيخ احمد طالب في حوار خص به «شبكة الفجر الثقافية» عن علاقته وقربه من المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه .

وقال الشيخ طالب ان ابرز سمات الراحل كان حثه على الحوار وقبوله للاعتراض والنقاش مستشهداً ببعض المواقف التي جرت له حول ذلك .

وحول تتلمذه عند المرجع فضل الله ،قال : «لقد كان رحمه الله متميزاً في تعامله مع النصّ الديني بسبب قدراته الأدبية وما تمتع بهِ من إستحضار ملفت ومميز للنص القرآني,فقد كان يجري القرآن على لسانه بشكل إنسيابي مما يشكل قدرة متميزة على تحكيم النصّ القرآني وإخضاع الرواية له.ويؤمن قدرة على توجيه الرواية في إطار المنهج القرآني وضوابته».

واعتبر الشيخ طالب إن رحيل السيد فضل الله ترك فراغاً واسعاً لاسيما في أوساط الناشئه،قائلا: «لقد كان سماحة السيد رحمه الله ملاذهم السهل يلجأون إليه بسهولة ويسر ويبثون شكواهم دون حرج أو تعقيد,لقد كان الغطاء الحقيقي فأين من يستر ما إنكشف بفقده ؟»

وينقل طالب ذات مره انه سأل الراحل عن رضاه بحجم القرآءة لإنتاجه الفكري، فأجابه : "أنا لا أكتب لقراء اليوم ,فربما يأتي جيل بعد أربعين سنة أو أكثر يتفاعل مع هذا الفكر ويجد ضالته فيه."

وحول الذين يشنون الحملات تجاه المرجع الراحل ، قال: «لا أعتقد أن أمثال هؤلاء إستطاعوا أن ينفذوا إلى عقول الأجيال المتنوعة الأديان والمذاهب كما إستطاع السيد (رض)».

مضيفاً: «فهذا العالم أمامكم شرق أو غرب ,لن تسمع أسمائهم على لسان متدين أو مثقف,بينما ستجد الكثير ممن يحدثك على تأثره بفكر السيد(رض) ومتابعته له».

وحول الظلامة التي تعرض لها السيد الراحل، أجاب : «أولائك جرؤوا البسطاء ليأتوا ويسألوا السيد(رض) نفسه عن ما كان قد علمه لأجدادهم وأباءهم طيلة سنين بأنه هل يؤمن بها أو لا؟ مما يذكرك بجده علي(ع) إمام الصلاة والمصلين,حين سُئلَ هل كان علي يصلي ؟».

هذا وقدم الشيخ طالب نصيحة إلى جمهور مدرسة السيد،قائلا: «يجب أن يتحلّى جمهور سماحة السيد (رض) برحابة الصدر التي كان يملكها ويتميز بها وهو الذي كان يقول دائما ويردد قول جده رسول الله(ص): "اللهم إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"..»

ولعل الحدث الابرز في حياة الشيخ احمد طالب هو مرافقته للمرجع السيد فضل الله لحظة بلحظة أثناء حرب تموز في عام 2006 م ، وحول هذه المرحلة، يقول: «كانت من المحطات التي أشعرتني بصدق بقوة وصلابة وعنفوان هذا المرجع المميز».

ثم تحدث الشيخ طالب عن بعض التفاصيل وعن طريقة عمله مع السيد أثناء حرب تموز وعن كيفية اعداده للتقارير وبعض الاعمال التي يتابعها السيد بكل تفصيل رغم معاناته من المرض والوهن.

ويروي المفتي الجعفري اثناء وجوده مع السيد : «بمجرد أن أعلن عن وقف العمليات الحربية وبعدها ساعات قليلة ,زراه في مكان إقامته المؤقتة السيد حسن نصر الله على رأس وفد من القيادة العسكرية للحزب,وقبّلَ الجميعْ يدَه كتعبير عن الأبوة التي شعروها منه خلال المعركة».

كما تحدث الشيخ طالب في حواره مع «شبكة الفجر الثقافية» عن تفاصيل أخرى ومواضيع متفرقة ، وسوف يتم نشر اللقاء كاملاً في وقت لاحق .