إستقالة وزير الدفاع الألماني على خلفية إتهامه بتزوير أطروحة دكتوراه في القانون






قدم وزير الدفاع الألماني كارل ثيودور تسو غوتنبورغ، البالغ من العمر 39 سنة والأكثر شعبية في حكومة المستشارة أنغيلا ميركل، استقالته على خلفية اتهامه بتزوير أطروحة دكتوراه في القانون






إعداد أ ف ب بتاريخ 01/03/2011 - 18:23

استقال وزير الدفاع الالماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ الاكثر شعبية في حكومة انغيلا ميركل، الثلاثاء على خلفية فضيحة اتهامه بالتزوير في اطروحة دكتوراه في القانون.

واعلن تسو غوتنبرغ (39 عاما) الارستقراطي الذي يحمل لقب بارون واحد اصغر الوزراء سنا في فريق ميركل "انني انسحب" وسط حملة انتقادات متزايدة يتعرض لها منذ منتصف شباط/فبراير.

وقال "اقدم اعتذاراتي الى جميع الذين اسأت اليهم" مؤكدا حسه بالمسؤولية و"الانتقادات الكثيفة المتعلقة بمصداقيته". واضاف "انها مسالة ادبية. لطالما ابديت استعدادا للنضال لكنني قمت باقصى ما يمكنني القيام به".

ويبدو ان نفيه المتكرر، والدعم الذي عبرت عنه المستشارة له مرارا، وتأييد الرأي العام (75% من الالمان لا يؤيدون الاستقالة) لم يكف لثنيه عن هذه الخطوة بعد اسبوعين من كشف صحيفة سودوتشي تسايتونغ عن هذه القضية.

فسرعان ما انطلقت حملة "مطاردة للسرقة" على الانترنت ودعي متصفحو الشبكة الى التدقيق في الاطروحة.

وقدمت شكويان الى القضاء ضد "البارون الناسخ" و"البارون فون غوغلبيرغ" المتهم بنسخ مقاطع عديدة من كتاب لم يذكرهم مطلقا في اطروحته للدكتوراه في القانون.
وفي 23 الشهر الماضي سحبت جامعة بيروث (جنوب) منه لقب الدكتور الذي حصل عليه في 2007 معتبرة ان اطروحته لم تكن نتيجة "عمل علمي صحيح".

ووجه اكثر من 50 الف جامعي رسالة نشرت الاثنين نددوا فيها بما قام به الوزير وارسلوها الى المستشارة ميركل.
كما ان المشرف على الاطروحة نفسه اخذ مسافة من تلميذه. ووجهت المعارضة وقسم كبير من الصحافة انتقادات شرسة تطعن ب"الغشاش" وعلت اصوات متزايدة حتى داخل الفريق المحافظ، الاتحاد المسيحي الديموقراطي-الاتحاد المسيحي الاشتراكي للتنديد بالوزير.

لكن بالرغم من كل ذلك جددت ميركل الاثنين ثقتها الكاملة به واشادت بعمل هذا الوزير الخارج عن المألوف الذي تولى حقيبة الاقتصاد في شباط/فبراير 2009 ثم الدفاع بعد ثمانية اشهر من ذلك، والذي يغذي بانتظام صفحات المشاهير في المجلات مع زوجته التي تنتمي الى عائلة بيسمارك بالولادة.
وقال الخبير السياسي غيرو نوغباور لوكالة فرانس برس ان هامش المناورة اصبح "ضيقا" بالنسبة لميركل بعد هزيمة انتخابية في شباط/فبراير في هامبورغ (شمال) وقبل ستة اقتراعات اقليمية اخرى هذه السنة، اولها في 20 اذار/مارس الجاري. معتبرا "ان الافضل ان يرحل غوتنبرغ قبل هذه الاستحقاقات".

وراى ان اسم غوتنبرغ النبيل المقترن ب"المقاومة والثقافة" والذي يعود الى القرون الوسطى تلطخ و"الارجح ان العائلة مارست ضغوطا لكي يكف عن تلطيخ سمعتها".
فالبارون انكر في البداية اي عملية تزوير منددا باتهامات عارية من الصحة ومقرا على مضض باخطاء "ادماج" محتملة في ملاحظات اسفل الصفحة. ثم بعد تعرضه لانتقادات شديدة في البرلمان الاسبوع الماضي اقر في نهاية المطاف ب"اخطاء كبيرة" وطلب ان يسحب منه لقب دكتور.

واليوم الثلاثاء قال كارل تيودور تسو غوتنبيرغ انه يود ان ينجز القضاء "بسرعة" تحقيقاته حول انتهاك حقوق الكاتب، وذلك بعد رفع محتمل لحصانته البرلمانية.
وقال نوغباور "انها خسارة كبيرة بالنسبة لانغيلا ميركل". لانه بالرغم من كره الصحافيين له "فانه نجم يجسد بشكل رائع المثال المحافظ، حتى انه طرح لخلافة ميركل في المستشارية كما لفت الخبير السياسي مضيفا "لا احد غيره سيثير الاهتمام نفسه لدى الرأي العام".




http://www.france24.com/ar/20110301-...sm-controversy