الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطاهرين
في زمن باتت قيادات الحكومة والأحزاب الإسلامية والعلمانية في العراق ترقع ثيابها ثياب الدجل التي مزقتها أيدي وحناجر العراقيين الناقمين عليهم جميعا وفي أوج انشغالها في المناصب والمصالح ولغة المحسوبية وجدنا السيد مقتدى الصدر كقائد جماهيري يوضف الجماهير في أمور مغايره تماما ربما هم يراها السياسيون تافهة وغير مناسبة .
في زمن ينشغل السياسي الفلاني في تحشيد إمكانياته وأفكاره – ان كان له أفكار – ينشغل في الدفاع استحقاقه وعن اختلاساته المفضوحة ويوظف جماهيره باتجاه شن حملات تسقيط ضد مناوئيه.
نعم أيها القارئ ....
في العراق معظم الشخصيات السياسية والدينية والشعبية تحشد جماهيرها باتجاه أهدافها السياسية وهذا الأمر من الوضوح والعيان لا يحتاج الى أدلة أو برهان .
بين كل هذا وذاك وجدنا سماحة السيد مقتدى الصدر في هذه الأجواء يوجه الناس الى شيء أخر وينادي جماهير الشعب العراقي الى عمل ( أخلاقي أنساني اجتماعي وطني حضاري ) من خلال القيام بحملة تنظيف مدن العراق الحبيب .
انا لست مستغربا من موقف السيد الصدر هذا لان المواقف الصحيحة شان القيادات النزيهة ولان آل الصدر اخذوا على عاتقهم إحياء الإعمال الرائعة والنافعة التي تؤدي الى تكامل الفرد والمجتمع .
فالسيد مقتدى باعتباره قائد إسلامي يبرز اهتمامه بقيم الإسلام وتعاليمه وليس استخدامها كشعارات فقط كما يصنع كثير من القيادات الإسلامية من جعل التعاليم الإسلامية جسرا للوصول الى مكاسبهم ومصالحهم الدنيئة الخبيثة .
كان السيد مقتدى الصدر رائعا جدا وصريحا أيضا في تحديد الخطوط العامة والرئيسية التي ترتسم من خلالها أهم الأهداف الأساسية لإصلاح ما أفسده الاحتلال وعملائه .
وقضية ( تنظيف مدن العراق ) تدلل على الاهتمام بقيم الإسلام سواء كان المشهور منها او المندثر والمعروف او المجهول ومن هنا كانت هذه الدعوة التي توضف الجماهير من خلالها باتجاه إصلاحي خدمي فريد من نوعه .
ان الفرق كبير بين المقتدى والآخرين فهو يحي الشعائر المجهولة والمتروكة من اجل رضا الله تعالى وتربية المجتمع إيمانيا وإما هؤلاء السياسيين فهم يركضون فقط نحو الشعائر الجماهيرية من اجل مصالحهم السياسية وخصوصا الانتخابية .
لا ينسى السيد الصدر وأتباع الصدرين العظيمين ان هناك واجبات و فرائض إلهية على عاتقهم لا توقفهم و تثنيهم عنها الحملات الشرسة التي تشنها قوى الاحتلال والحكومة والقوى الحزبية المسيطرة على الأجهزة الأمنية ضد الصدريين الشرفاء !
حقا لم نرى في تجارب الإنسانية ثباتا يلين مع اشد صعوبات الحياة كثبات الصدريين .
ثم انه لا يخفى على كل مسلم ما لخدمة الناس من مكانة سامية في نفوس المسلمين حيث أنه من الأمور التي دعا إليها رب العالمين الخلق أجمعين وهو سبب السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة .
الصدر يرى انه على جميع المسلمين الغيرة على مدنهم وخدمة أبناء بلدهم والوقوف بقوة في مناصرة المحرومين والعمل في جميع المواقع في رفض التعديات السافرة على خدمات الناس .
فمرحبا بك يا ابن الصدر العظيم ....
يا من نضفت نفوسنا من حب أعداء الله وأوساخهم ....
واليوم تعمل على نظافة مدننا ....
وحياك الله يا سيد المقاومة الإسلامية العراقية صدر العراق الثالث على موقفك الشريف تجاه إخوانك العراقيين .
وأيضا نثمن جهود ونبارك للإخوة سعيهم في مكاتب السيد الشهيد الصدر وكافة مؤسساته في عموم العراق لإنجاح هذا العمل .
ونحيي السيد القائد مقتدى الصدر على موقفه الإسلامي النبيل وننتظر منه المزيد .
ملاحظة ( سؤال ) : هل يقدر القيادات السياسية والدينية – باستثناء المراجع الكرام – ان يأمروا أتباعهم بمثل هذا ؟؟؟
وهل يطيعونهم ؟؟؟؟ !!!!


أبو فاطمة العذاري