بيان حزب الدعوة الاسلامية بخصوص اعادة البعثيين الـى وظائفهم
بسم الله الرحمن الرحيم
[واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة]
صدق الله العظيم.
بعدما لون حزب [البعث] المنحل صورة العراق بالدم والمعاناة عبر الاسلحة الكيمياوية وعمليات الانفال والمقابر الجماعية وحرمان العراق من علمائه وطاقاته وملاكاته العلمية، وبعدما جعل العراق جزيرة معزولة عن محيطها الاقليمي والدولي بسبب المغامرات والحروب والتدخلات في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وبعدما استنزف خيرات العراق ونفطه وثروات اجياله التي نهبها قادة [البعث] وازلامه جاء دور العراق والمظلومين من العراقيين بعدما قاوموه بكل شجاعة وشرف المواجهة دفاعاً عن انفسهم وكرامتهم وارضهم، ليعيدوا بناء عراق جديد خال من العنف والفساد واخلاقية الطغيان ونهج الدكتاتورية البغيظ، ليؤسسوا لمسيرة تضامنية تستبعد شبح [البعث] وجرائمه واخلاق قادته، فكانت الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث [البعث] كآلية وطنية لازالة هذه الغدة السرطانية التي هي قابلة للعودة اذا تركت بعيداً عن الاستئصال والعلاج.
وقد شكلت هذه الهيئة باجراءاتها المتوازنة والعادلة البعيدة عن الظلم وتكريساً للواقعية التي تدرك ان ليس كل من كان [بعثياً] فهو مؤمن [بالبعث] وافكاره وسياساته، وقد حفظت هذه الهيئة الواقع العراقي من عمليات الانتقام والثأر وبعثت على الاطمئنان بان الحقوق ستعود لاصحابها، كما شكلت حماية للكثير من العناصر التي انخرطت في صفوف [البعث] في اجواء الضغط والارهاب برغم مشاركتهم بقدر واخر في مأساة العراق التي لازالت اثارها قائمة وماثلة للعيان.
وقد فوجىء شعبنا بعدما تكشفت الحقائق بما تحدث عنه السفير بريمر عن محاولات اعادة [البعثيين] الى دوائرهم والاستعانة بهم في الجيش والتعليم بل زاد الامر غرابة ما تردد عن نية لتجاوز فكرة حل حزب [البعث] واستبعاده في الحياة السياسية فيما اعطى انطباعاً سيئاً عن احتمال عودة سلطات الاحتلال للاعتماد على [البعث] ثانية وهذا الاجراء اذا استمر فانه يذكر العراقيين بالمعاناة الجماعية والاسلحة الكيمياوية ويشكل تهديداً حقيقياً لمصداقية الشعارات التي اطلقها الاحتلال ويضعها امام اليأس الذي لا يجدون علاجاً له الا بممارسة حقهم في التصدي وحتى لا نعود الى دورة العنف والعنف المضاد ولأجل ان تستقر العملية السياسية وتأخذ مسارها الطبيعي نؤكد على اهمية تعضيد ودعم برامج واجراءات ازاحة من هو غير مؤهل للمشاركة الوطنية وايقاف الحملة المضادة التي روج لها [البعثيون] عبر طرق التآمر والتحريك التي يحسنونها.