المقاومة شان صدري بامتياز لا ينافسهم عليها اي كيان أخر في الشارع العراقي عموما وفي الوسط الشيعي خصوصا.
سنين عاشها أبناء الخط الصدري وهم يسطرون أروع ملاحم الجهاد والشجاعة في مختلف ميادين الجهاد وفي عموم مدن العراق.
فمن هنا كانت و لا تزال المقاومة من الثوابت الأساسية في حركة ونتاج أبناء الخط الصدري ولم يفرطوا بها تحت أقسى الظروف التي واجهوها من قبل الاحتلال وأذنابه .
والمقاومة الصدرية أخذت أشكالا أكثر نضجا ووعيا وشمولية عبر مسيرتها الرائدة .
فمرة يكون النزال عسكريا جهاديا مع جيوش الباطل التي تغزو الأمة ومرة يكون فكريا ثقافيا اجتماعيا مع أفكار الباطل التي تجتاح الأمة ومرة يكون سياسيا ضد مشاريع الباطل للسيطرة على الامة .
مسيرة طويلة وملؤها الصعوبات والمخاطر عاشتها المقاومة الإسلامية عموما وخصوصا تلك التي خاضها أبناء جيش الإمام المهدي (عج ) ضد الاحتلال الأمريكي للعراق
توجت تلك المسيرة المعبدة بتضحيات الشهداء وبثبات المعتقلين بمرحلة جديدة وبخطوة متقدمة في تاريخ الحركة الجهادية لأبناء الخط الصدري وذلك بتأسيس لواء اليوم الموعود .
والرائع في ذلك ان تأسيس اللواء رافقه انطلاقه مشروع الممهدون الكبير الذي يمثل بناء عقائدي فريد من نوعه في تاريخ التشيع ومن ثم انطلاق مشروع المناصرون التعبوي الاجتماعي .
ان الاحتلال الأمريكي أغراه النصر السهل والسريع على نظام الهدام الدكتاتوري الذي كان يحكم بلدا أنهكه الحصار طيلة سنين عجاف مضافا الى ان شعبا المظلوم عاش مختلف المحن لمدة عقود من الزمان وقد تباهى كبير الشر بوش عند احتلاله العراق معلنا بداية " القرن الأمريكي الجديد " و " إعادة هيكلة الشرق الأوسط " تحت سقف (( النظام الدولي الجديد المسيطر عليه امريكيا )) من خلال اعتباره العراق نموذجاً للديمقراطية الامريكية !!
وامريكا لا تتحرك باي خطوة الا من خلال لغة المصالح وان سحقت لاجلها مستقبل شعوبا بكاملها بل أن الهدف الأمريكي لم يكن احتلال العراق فقط رغم أهمية العراق اقتصاديا وسياسيا وفكريا .
بل كانت الاستراتيجية الأمريكية تهدف إلى السيطرة على كامل المنطقة، بدءاً بأفغانستان وآسيا الوسطى المليئة بالقواعد العسكرية الأمريكية، وصولاً إلى العراق وباقي الخليج، ثم باقي البلدان والطموح الأمريكي هو في " تغيير النظم " و" المناهج السياسية " معاً في كل هذه المنطقة من اجل ضمان السيطرة التامة عليها بالتعاون مع الكيان الصهيوني ليعاد ترتيبها بما يحقق المصالح الأميركية الصهيونية .
وطريق ذلك السيطرة على العراق استعدادا لمواجهه الإصلاح الإسلامي الذي يتوقعون ان ينطلق به الإمام المهدي ( عليه السلام) .
قال السيد الشهيد الصدر قدس سره في احدى خطب الجمعة:
(( والان، ـ والظاهر انكم تعلمون بذلك ولكن هذا محل بيانه ـ يوجد من الاخبار ما يكفي من ان امريكا قد اسست منذ عدة سنوات، ربما عشرة سنين، ما يسمى بقوات التدخل السريع تحسبا لظهور المهدي (عليه السلام) وليس لشيء آخر. كما انها افتعلت حرب الخليج لاجل ان تملء بالبوارج الحربية، تحسبا لظهور المهدي (عليه السلام). كما ان من الاكيد ان له في البنتاغون ملفا كاملا وضخما عن اخباره التي تستطيع امريكا جمعها، حتى قالوا انه يفتقر فقط الى الصورة الشخصية له، وطبعا هي مفقودة. ولا شك ايضا انها تأخذه بنظر الاعتبار في كومبيوتراتها السياسية كاحد اهم المحتملات التغير الاجتماعي الممكن حصوله في الشرق المسلم طبعا، مع التعتيم التام على كل هذه الامور))
ومن هنا نعرف كم كان حساسا ومؤثرا تأسيس مقاومة إسلامية للاحتلال الأمريكي باسم جيش الإمام المهدي (عج) وكم هو عميق تأسيس جناح المقاومة من نفس ذلك الجيش العقائدي باسم لواء اليوم الموعود .
كان خيار التيار الصدري هو مقاومة الاحتلال بكل الوسائل ولم تكن المقاومة شعارات فقط بل تحولت الى مقاومة رائدة لأبطال جيش الإمام المهدي (ع) المنصور بالرعب الذين أذاقوا قوات الاحتلال المرار والضيم رغم التكتم والتآمر الإعلامي في الداخل والخارج .
وخطاب السيد مقتدى الصدر السياسي سواء كان في صلاة الجمعة او البيانات او التصريحات واضح في رفض الاحتلال والضغط عليه وكشف مؤامراته ومراجعة سريعة لمواقف السيد المقتدى وتصريحاته تكشف وبوضوح كيف ان سماحته وتيار الصدر كانا اشد الناقمين والرافضين للوجود الأمريكي في العراق والمبينين لمفاسده وخطورته .
في جانب أخر فمن المنطلقات الإسلامية الفذة وجدنا توجيه سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر ( دام عزه) لأبناء الخط الصدري للدخول في مشروع عقائدي ثقافي سياسي ديني أجتماعي يتكفل بالجهاد الفكري والعلمي بالطرق العلمية من اجل تحرير العقول والقلوب والنفوس من المد الغربي الذي يبغي السيطرة على الامة ومسخ هويتها.
فالقاعدة الصدرية من ابرز اهدافها الأساسية هو أن تمهد لأعداد المؤمنين بالطرق الفكرية الشاملة للوصول إلى مرحلة استحقاق تحقيق العدل الإلهي.
(( الممهـــــــــــدون )) و (( المناصــــرون )) .
هذه المؤسسة الإلهية التي هدف وجودها الأساسي أن تمهد لأعداد المؤمنين بالطرق الفكرية الشاملة للوصول إلى مرحلة استحقاق تحقيق دولة العدل الإلهي.
فالإشراف العقائدي التثقيفي هو إشراف ديني وعقائدي واجتماعي وأخلاقي من حيث انه يتكفل بترتيب وبناء الخلفية الثقافية الأساسية لـ(الممهدون) من أبناء جيش الإمام المهدي (عج) حسب نظام إداري يتميز بالقوة والدقة والمرونة.
واليوم نشهد مشروعا جديدا يعنى بالعمل الاجتماعي التعبوي وهو مشروع (( المناصرون )) .
ولا ننسى المشروع السياسي المقاوم الذي تتبلور قيمته في إقامة مجتمع إسلامي يتحلى بأعلى الصفات الأخلاقية الإسلامية عبر تطبيق تعاليم أهل البيت (ع) .
فالمنصب انما هو وسيلة منتجة لتكثيف الجهود من اجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطرق الأخلاقية واللسانية عبر استهداف الإصلاح الاجتماعي بما يهدف الى حفظ الأنظمة الشرعية و العقلائية وتحقيق الأمن الاجتماعي ونشر كافة القيم الإسلامية التي تمثل بعدا تنظيميا للوصول بأبناء المجتمع إلى مواطن السلامة.
ومشروع المقاومة السياسية يتبنى احترام الأقليات في المجتمع العراقي بل والعمل إلى مساعدتهم عبر احترام الأفكار ما دامت لا تصطدم مع حقوق الأفراد والمجتمعات.
وتبرز قيمة مشروع المقاومة السياسية من خلال الالتزام التام بتعاليم الشريعة الإسلامية ورعاية المصالح العامة المتمثلة بطاعة الله سبحانه ورسوله وأهل بيته والجهاد في سبيلهم.
وتطمح المقاومة الى بناء نسيج اجتماعي موحد بين أبناء المجتمع الواحد فتجد من واجباتها الرعاية المادية لعوائل الشهداء والمعتقلين والجرحى والمهجرين من جيش الإمام الحجة ( روحي فداه) بالمقدار الممكن والتواصل المعنوي مع الأصناف السابقة .
الفرد المقاوم بالعمل الصالح سابق في الالتحاق بركب الثائرين والمجاهدين وسائر في طريق ذات الشوكة ويتحمل ما يتحمل اي شكل من أشكال الظلم والاضطهاد من أجل المبادئ الرسالية الكبرى وهو بذلك يستحق وسام الوطنية والنزاهة والشرف ويحق له لا لغيره أن يرفع شعار ( هيهات منا الذلة ) .
الفرد المقاوم هو من يرفض الظلم ويحرك الجماهير نحو التغيير ويمارس عملية إصلاحية داخل الأمة مبلغاً رسالات الله ولا يخشى فيه أحدا فساحة الصراع التي يخوضها الصدريين تظهر دائما عبر حراك في دائرة أوسع يعمل لها الف حساب وحساب في الواقع العراقي وفي الساحة الدولية ضمن الحالة العراقية .
في ثقافة المقاومة ان القرار بيد القاعدة و أي شاب من أبناء الخط الصدري (( إنما هو صاحب قرار )) يصوغ مستقبل الخط الصدري الذي هو جزء منه حسب اختياره وتطلعاته وعلى هذا الأساس لا يوجد مصادرة وتغييب لأي شخص من الكفاءات النزيهة التي تحصل على قبول قواعد المقاومة في هذا الخط الجماهيري الإسلامي الملتزم والواعي.
من هنا سيترجم عمليا هدف من أهداف الخط الصدري وهو (( المقاومة السياسية من داخل السلطة )) فالسيد مقتدى الصدر – دام عزه – ومعه ابناء الخط الصدري يرون أن السلطة الرافضة للوجود الأجنبي تعتبر وسيلة منطقية وناجحة لإنهاء الاحتلال وعودة السيادة – الحقيقية – بيد العراقيين ومن هنا ننظر من خلال الزاوية الصحيحة الى (( كتلة الأحرار )) .
وكم هو الفرق كبير بيننا وبين قيادات الأحزاب السلطوية التي تعتبر السلطة وسيلة إلى مزيد من التقرب للاحتلال وبالتالي حصول منافع اكبر وأكثر كما رأينا سابقا ونرى حاليا.
المقاومة الإسلامية هي فرصة للتوحد والتكاتف وهي محطة لمواجهه التفرقة والانشقاقات ولم الصفوف فهي ستتحول إلى حجر يلقم كل المتشدقين والمرجفين من المنشقين الذين لم ولن تنفع سمومهم في زعزعه أبناء الخط الصدري عن مبادئهم الإسلامية والوطنية .

حيا الله المقاومين العراقيين الإسلاميين ...
منهم الإبطال من رجال لواء اليوم الموعود ...
ومنهم المتنورين من رجال الممهدون ...
ومنهم المثابرين من رجال المناصرون ....
ومنهم الشرفاء من رجال كتلة الأحرار ...

وحيا الله القواعد الجماهيرية الملتزمة الصابرة المؤمنة ...
وحيا الله قيادات الخط الصدري والعاملين في مكاتب السيد الشهيد الصدر ....
وحيا الله سيد المقاومة الإسلامية الوطنية وقائدها المجاهد الشريف الصالح المقتدى ...
والله الموفق ...


حارث العذاري