25 ألف مرتزق يعملون في العراق
كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية معلومات تشير الى وجود أكثر من 25 ألفا من المرتزقة يعملون في العراق لحماية مؤسسات وشركات أجنبية تعمل في قطاعات النفط والمقاولات والإعمار.

وذكرت المعلومات أن جيوش المرتزقة اشرفت أربع شركات أميركية وبريطانية وألمانية على تجنيدها من عناصر أمنية واستخبارية وعسكرية عملت سابقا في أجهزة محترفة، وتجنيد تنفيذ مهمات ذات طبيعة خاصة.
وقالت المصادر إن تلك الشركات هي: تايتان" وهي أميركية ومقرها في سان دييغو "كاليفورنيا"، و"سي. ايه. سي. اي" وهي أميركية ومقرها في مدينة ارلنغتون "فرجينيا"، و"باليتك" ومقرها في مدينة لوبيك "شمال ألمانيا"، وشركة "سي. اي. سي. اي" ومقرها في لندن.

الصور التي هزت مشاعر العالم
جيوش من المرتزقة تشارك الاحتلال في التعذيب ( سمير عواد )
حدث في العراق ما كان ينبغي على الأميركيين والبريطانيين عدم القيام به.
وحدها الصور التي نشرت في صحف العالم من الرباط إلى إندونيسيا وهزت مشاعر العرب والمسلمين بصورة خاصة، حولت الأميركيين والبريطانيين في العراق إلى قوة احتلال تنتهك القوانين الدولية بممارستها التعذيب وبشكل سادي.
إن تحدث الرئيس الأميركي جورج بوش لمحطات تلفزة تبث بالعربية وتتبع في الحقيقة سياسة لا تخدم مصالح العرب فإنه لن يطفئ نار الغضب. إن ما يجري في العراق إذا استمر على هذا المنوال في ظل وجود الاحتلال السادي ستكون النتائج وخيمة أولا: استمرار واستفحال التصعيد العسكري بين المقاومة العراقية المتعددة. ثانيا: وقوع حرب أهلية في ظل غياب الأمم المتحدة والدعم الدولي ومن ضمنه الدعم العربي. في مطلق الأمور فإن مستقبل العراق بعد صدام حسين يبقى من الصعب التنبؤ به لأن عملية خلط الأوراق متواصلة على رغم ظهور بعض الفائزين نتيجة الحرب: الأكراد وإيران لكن، بالتأكيد ليس الشعب العراقي الذي جاءت الولايات المتحدة بجحافلها العسكرية لتحقق على أرضه الديمقراطية والحرية ومبادئ أخرى وعد بها بوش. نقطة الخلاف الآن تدور حول السؤال: هل سيحصل مجرمو الحرب على محاكمة منصفة أم لا؟ إن التجارب تدل على أن المؤسسة العسكرية الأميركية توفر الحماية لأفراد القوات المسلحة ومن أبرز الأمثلة على ذلك رفض الولايات المتحدة الاعتراف بمحكمة الجزاء الدولية لأنها ترغب في مواصلة العمل بنهجها في حماية عسكرييها من الوقوف يوما أمام هذه المحكمة ومحاسبتهم على جرائم الحرب. أليست جريمة حرب تلك الممارسات التي جرت من قبل عسكريين أميركيين في سجن أبوغريب وتلك التي نشرتها الصحف البريطانية لعسكري بريطاني وهو يفعلها على سجين عراقي؟ ثم أليس من سخافة القدر أن تحطم حفنة من العسكريين الأميركيين والبريطانيين سمعة أمة متحضرة أيدت حرب العراق لأن المسئولين السياسيين أقنعوا الشعبين الأميركي والبريطاني بأن هدف الحرب هو تغيير نظام صدام حسين وحلول نظام ديمقراطي مكانه يعمل بمبادئ الغرب القائمة على الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان؟ ما لم ينشر من صور لكن تم ذكرها في تقرير رفع إلى الإدارة الأميركية أن جثث بعض المعتقلين العراقيين الذين ماتوا داخل سجن أبو غريب على الأرجح نتيجة التعذيب وسوء العناية الطبية، تركت لكلاب مفترسة. أصبح سجن أبو غريب العراقي رمزا لسادية الاحتلال. هل أصبح العراق فيتناما جديدة؟ المؤكد أن الأميركيين لم يتعلموا من دروس حرب فيتنام. ما حدث في سجن الفظائع أبو غريب لم يكن أقل وحشية من ممارسات التعذيب التي انتقدها العالم الغربي بشدة إن كان التعذيب الذي قام به الجيش الأحمر ضد النازيين بعد استسلام ألمانيا الهتلرية وتعذيب مخابرات شاه إيران للمعارضين الإيرانيين.
من الطبيعي أن يصمت الغرب على ممارسات تعذيب الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. و"إسرائيل"، الدولة الوحيدة في العالم يجيز قانونها تعذيب المعتقلين الفلسطينيين مثلما تجيز حكومتها تصفيتهم ورميهم بالصواريخ. الآن، وقعت الولايات المتحدة نفسها في فخ التعذيب ولم تعد مختلفة عن الذين انتقدتهم ووصفتهم بأنظمة الشر. إن الصور التي تناقلتها أجهزة الإعلام العالمية فاجأت مؤيدي حرب العراق ومعارضيها في وقت واحد. وما حصل هو أسوأ عملية خرق لاتفاق جنيف المتعلق بأسرى الحرب وبالنسبة إلى كثيرين تساوي جريمة حرب مثل مجزرة ماي لاي في فيتنام التي هزت الرأي العام العالمي ودفعت بآلاف الأميركيين إلى الشوارع مطالبين بوقف الحرب.
يعرف العراقيون الآن، بعد كل ما نشر وقيل، أنهم يتعاملون مع احتلال لا يختلف عن نظام الرئيس السابق صدام حسين المتهم باستخدام التعذيب ضد معارضيه. وتم عمدا إخفاء ما كان يجري من أعمال سادية ضد المعتقلين عن الرأي العام على رغم أن القيادة العسكرية الأميركية كانت على علم بالمجريات منذ اشهر سبقت الكشف عن هذه الجرائم. كما كان لديها علم بأن الجنود الأميركيين يستخدمون آلات ووسائل التعذيب نفسها التي كان النظام السابق يعمل بها. وتم إرغام المعتقلين على النوم واقفين وضمن مساحة لا تتجاوز 90 ضرب 90 وتم إرغام آخرين على ممارسة الجنس مع بعضهم بعضا وأمام أبصار الجنود الأميركيين الذين كانوا يسخرون منهم. الجندية الأميركية ليندي إنجلاند وزملاؤها حطموا مبادئ العسكرية الأميركية في ساعات قليلة وكذلك دمروا سمعة الولايات المتحدة والأنكى من هذا كله أنها لن تواجه مع رفاقها المجرمين عقوبة تستحق الذكر.
في تقرير أعدته المؤسسة العسكرية الأميركية بخصوص نقطة مهمة تكشف احتمال أن تتفاقم الفضيحة. إذ تبين أن الولايات المتحدة لا تستخدم فقط قوات تابعة لها وعملاء الاستخبارات الأميركية في استجواب المعتقلين وإنما تستخدم أيضا محققين خصوصيين أي مرتزقة لا تخضع نشاطاتهم وطرق الحصول على معلومات إلى مراقبة كما لا يمكن محاسبتهم أمام محاكم أميركية. هذا معمول به في سجن أبو غريب وفي معسكر الاعتقال غوانتنامو. جاء في التقرير إسما شركتين كان عملاؤهما في سجن أبو غريب الأولى شركة Titan في سان دييغو وشركة CACI في آرلنغتون/فرجينيا. يعمل في خدمة مثل هاتين الشركتين عملاء سابقون في السي آي إيه خصوصا الذين لهم خبرة في استجواب المعتقلين من دون خشية أي عقاب في حال اللجوء إلى التعذيب.
لم يعد تحالف الاحتلال في العراق يتكون من 135 ألف جندي أميركي و11 ألف جندي بريطاني و15 ألف من الحلفاء التابعين لنحو 33 دولة. هناك أيضا جيش من المرتزقة البالغ عددهم 25 ألف مرتزق همهم الوحيد كسب المال الوفير في هذه الحرب. بينما يطالب بوش العالم بدعم بلاده لمحاربة الإسلاميين المتطرفين الذين يقول أنهم يتسللون إلى الأراضي العراقية، يوجد في العراق جيش من مهماتها من أجناس مختلفة، من المحاربين السابقين في جنوب إفريقيا ومن نيبال ومن روديسيا السابقة ومن جزر الفيجي وكذلك من "إسرائيل"، وهؤلاء يشكلون التهديد نفسه لأمن العراق كما ليس من مصلحتهم تحقق الأمن والاستقرار في العراق. إن ما يقوم به هؤلاء المرتزقة معناه أن الحرب عبارة عن مشروع كبير تنفق فيه الأموال والعامل الأقل أهمية فيه هو أمن وسلامة المواطنين العراقيين. لأن حرب العراق أصبحت تثير اهتمام شركات الجيوش الخاصة ولأن الولايات المتحدة ترغب في مساهمات جيوش المرتزقة لعدم توافر جيوش نظامية نتيجة رفض غالبية حكومات العالم حرب العراق وتوقعوا مسبقا أن تنتهي الأمور لما هي عليه اليوم، فإن شركات أمن تعمل في تصدير المرتزقة مثل شركة Baltic Safety Network في مدينة لوبيك بأقصى شمال ألمانيا، لديها موافقة 280 مرتزقا ألمانيا يريدون العمل في العراق. ويعترف الضابط السابق في حرس ويلز وهو صديق حميم لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، هاري ليغي بوركي الذي يرأس شركة أمنية لها مرتزقة في العراق تولوا في البداية توفير الحماية لفرق الصحافة الأجنبية، بأنه في العراق فرص كثيرة تعود بالربح المادي الوفير على شركات تصدير المرتزقة ويشبه الوضع بمنافسة حامية على منجم للذهب.
وتتعاون جيوش المرتزقة بصورة فعالة مع سلطات الاحتلال في العراق إذ من مهامها أيضا فحص الطائرات الحربية وتزويدها بالصواريخ والقنابل كما يقوم أفرادها بحماية ممثلي إدارة الحكم المؤقتة في العراق، وتعمل شركة براون وروت التابعة لشركة خدمات النفط الأميركية هاليبيرتون التي كان يرأس مجلس الإدارة فيها نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، بتزويد القوات المسلحة الأميركية بالعتاد العسكري والمؤن الأخرى. وتشهد تقارير صحافية أن المرتزقة في العراق يعبرون في كل مناسبة عن خروجهم التام عن القانون.
وحين يحتاج بعضهم إلى وقود للسيارات فإنه يقتحم محطة للوقود ويهين أصحابها ويجبرهم تحت تهديد سلاح عوزي الإسرائيلي بيده كي يقوموا بتعبئة خزان سيارته لأن من شروط سلامة المرتزقة عدم المكوث أكثر من دقائق معدودة بين العراقيين. وهكذا دفع أربعة من المرتزقة التابعين لشركة بلاك ووتر الأميركية حياتهم ثمنا لوجودهم في الفلوجة مطلع الشهر الحالي وتم التمثيل بجثثهم وقامت شركات لتصدير المرتزقة لاحقا باستخدام طائرات مروحية أغارت على الفلوجة. يذكرأن شركة بلك ووتر موكلة بحماية أمن الحاكم الأميركي في العراق بول بريمر. لقد خسرت الولايات المتحدة آخر محاولة لكسب قلوب العراقيين على رغم الظهور التلفزيوني لبوش في محطات التلفزة العربية فإنه من العبث بعد اليوم أن تحاول الولايات المتحدة كسب قلب عربي واحد.

مرتزقة وإرهاب ( وليد نويهض )
بات بالإمكان الآن، وبعد أكثر من سنة على احتلال العراق، رسم صورة توضح إلى حد ما الطرف الذي يقف وراء تلك الأفعال الشنيعة التي ارتكبت بحق المساجد ورجال الدين والعلماء والكثير من مواقع العبادة والسفارات ومقرات الأمم المتحدة والمعاهد والمتاحف والجامعات.

آنذاك كانت إدارة الاحتلال تتهم فورا عناصر إرهابية وإجرامية تسللت عبر الحدود من إيران وسورية. وأحيانا اتهمت تنظيم "القاعدة" وتلك المنظمات المعروفة بصلتها بـ "أنصار الإسلام" أو "الزرقاوي" وغيرها من هيئات أعلنت في حالات سابقة مسئوليتها عن أفعال مشابهة.
الآن بدأت تتضح هويات جديدة يمكن أن نطلق عليها "طوابير خامسة" أو "أطراف ثالثة" تعمل في الخفاء على شن "حرب سرية" لإثارة البلبلة والانقسام الأهلي بين أبناء العراق.
لاشك في أن افتضاح أمر تلك التجاوزات والجرائم سيكون له أثره الكبير الذي لا يقل عن تلك الصور التي كشفت عن الاهانات التي أشرفت عليها أجهزة الأمن الأميركية بحق السجناء والأسرى.
الآن بدأت المعلومات تتحدث عن وجود جيوش من المرتزقة يبلغ تعداد عناصرها أكثر من 25 ألفا استجلبت من كل بقعة وصوب للقيام بمهمات خاصة... ومن ثم تلقى تبعة الأفعال الشنيعة على سورية وإيران والسعودية.
الكلام الآن لم يعد يقال كما كان الأمر سابقا حين يقع حادث إجرامي. في مطلع أيام الاحتلال كانت التهم جاهزة وتلصق فورا بمجموعات إرهابية لها صلة بأيمن الظواهري وأبومصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن. وبعد مرور تلك الأيام على الاحتلال بدأت وسائل الإعلام تتردد في إطلاق التهم من دون فحص للمعلومات وتدقيق في الأخبار المنقولة عن جهات لها صلة بالاحتلال.
هذا لا يعني عدم وجود شبكات معقدة التركيب والتنظيم تقوم بمثل هذه الأفعال التي تثير الاستغراب والاشمئزاز، ولكن انكشاف أمر المرتزقة وتلك الشركات الخاصة التي تجند القوات للعمل في العراق فضح تلك الاتهامات المزورة والباطلة التي كانت "البنتاغون" تلقيها على حكومات طهران ودمشق والرياض. فالكلام الأميركي عن تسلل مجموعات إرهابية من خارج الحدود صحيح ولكن تبين أنه من تدبير إدارة الاحتلال نفسها، فهي التي رصدت الأموال وشجعت شركات خاصة على تجنيد المرتزقة للقيام بمهمات سرية "شنيعة" تتهم بها مجموعات إسلامية أو تلقى مسئوليتها على إهمال بعض الدول العربية المجاورة للعراق.
المعلومات تشير حتى الآن إلى وجود أربع شركات أميركية وبريطانية وألمانية تخصصت في تجنيد المرتزقة وهي: شركة "تايتان" أميركية ومقرها سان دييغو في ولاية كاليفورنيا، شركة "سي. ايه. سي. اي" أميركية ومقرها ارلنغتون في ولاية فرجينيا، شركة "بالتيك سايفتي نتورك" ألمانية ومقرها مدينة لوبيك في شمال البلاد، وشركة "سي. اي. سي. اي" بريطانية ومقرها لندن. وهذه الشركات نشرت إعلانات وطلبت موظفين للعمل محققين في العراق، واشترطت على طالبي الوظيفة أن يكون المتقدم صاحب خبرة سابقة في الشئون الأمنية وعنده تجربة في تقنيات الاستجواب والاستنطاق.
الآن ترجح المعلومات وجود أكثر من 25 ألفا من المرتزقة يعملون في شركات أمنية خاصة. وهذا الجيش السري تموله جهات كثيرة وتألفت عناصره من مسرحين من أجهزة أمنية وعسكرية أو تقاعدوا في سن مبكرة وعندهم تجارب سابقة أو خدموا في أنظمة قمعية وبوليسية. وتشير تلك المعلومات إلى أن جيوش المرتزقة التي تعمل الآن سرا في العراق وتقوم بمهمات خاصة لإبعاد الشبهات عن قوات الاحتلال الرسمية استقدمت في غالبيتها العظمى من دول جنوب إفريقيا وروديسيا سابقا "أنظمة التفرقة العنصرية" ونيبال وهندوراس ونيكاراغوا وطبعا "إسرائيل" وغيرها من دول العالم.
مهمة المرتزقة المعلنة القيام بحراسات أمنية للشركات "النفط وغيرها" وبعض المؤسسات التي تهتم بالأعمال والمقاولات وتسويق البضائع، إلا أن المهمات غير المعلنة كثيرة، من نوع معاونة الاحتلال في الاستخبارات وجمع المعلومات والإشراف على التحقيقات وتعذيب السجناء، إضافة إلى مهمات خاصة من نوع تكليفها بتنفيذ اغتيالات وتفجيرات وتفخيخ سيارات وسفارات ومقرات تابعة للأمم المتحدة لتأليب الرأي العام على المقاومة العراقية.
الآن وبعد مرور أكثر من سنة على الاحتلال بات بالإمكان رسم صورة تقريبية توضح طبيعة الأعمال الشنيعة التي ارتكبت. فالمسألة كبيرة ومعقدة والطوابير الخامسة والأطراف الثالثة ليست بعيدة عنها. ومن يعش يرى.


الوسط البحرينية 9 - 5 - 2004

من أراد الاطلاع اكثر على دور المرتزقة في العراق وعددهم ومهماتهم القذرة فليبحث في الشبكة عن كلمة :
Black water وسيجد مايشيب له الرأس .. جبش سري يعبث في العراق قوامه مابين 20 الف الى 25 الفا من المرتزقة الذين لاضوابط لهم .. ولاقانون يحكمهم .. ومبروك على العراقيين هذه الديمقراطية الوافدة .. ليت اولئك الذين يتحدثون عن الارهاب المستورد .. والمقاتلين العرب الذين يتسللون للعراق .. والغزو الارهابي القادم .. يلتفتون الى هذه الظاهرة الاجرامية الخطيرة التي تمارس على أرض العراق اليوم بحماية من الاحتلال وفي خدمة أغراضه الدنيئة