قصيدة ( مصابيح الهدى ) للشيخ رشيد الصيمري البحراني
-------------------------------------------------------------
الى كم مصابيح الدجى ليس تطلع = وحـتّام غـيمُ الـجو لا يـتقشع
لـقد طـبّق الآفاق شرقاً ومغرباً = فـلا يـنجلي آنـاً ولا يـتقطع
وأمـطر فـي كل البلاد صواعقاً = وهـبت له ريح من الشر زعزع
مـنازل أهـل الجور في كل بلدة = عـمار وأهل العدل في تلك بلقع
يقولون في أرض العراق مشعشع = وهـل بـقعة إلا وفـيها مشعشع
وأعـظم مـن كل الرزايا رزية = مـصارع يوم الطف أدهى وأشنع
فما انس لا أنس الحسين ورهطه = وعـترته بـالطف ظلماً تصرع
ولـم أنسه والشمر من فوق رأسه = يـهشم صـدراً وهو للعلم مجمع
ولـم أنس مظلوماً ذبيحاً من القفا = وقد كان نور الله في الأرض يلمع
يـقبله الـهادي الـنبي بـنحره - = ومـوضع تـقبيل الـنبي يقطع
إذا حـزّ عـضواً منه نادى بجدّه = وشـمر على تصميمه ليس يرجع
تـزلزلت بـأفلاك من كل جانب = تـكاد السما تنقض والأرض تقلع
وضـجت بأفلاك السما وتناوحت = طيور الفلا والوحش والجن أجمع
وتـرفع صـوتاً أم كـلثوم بالبكا = وتـشكو الـى الله العلي وتضرع
وتـندب مـن عظم الرزية جدها = فـلو جـدنا يـرنو إلينا ويسمع
أيـا جـدنا نـشكو إلـيك أمـية = فـقد بـالغوا فـي ظلمنا وتبدعوا
أيـا جـدنا لو أن رأيت مصابنا = لكنت ترى أمراً له الصخر يصدع
أيـا جـدنا هـذا الحسين معفراً = على الترب محزوز الوريد مقطع
فـجثمانه تـحت الخيول ورأسه = عـناداً بـأطراف الأسـنة يرفع
أيـا جـدنا لم يتركوا من رجالنا = كبيراً ولا طفلاً على الثدي يرضع
أيـا جـدنا لـم يـتركوا لنسائنا = خـماراً ولا ثـوباً ولم يبق برقع
أيـا جـدنا سـرنا سبايا حواسراً = كـأنّا سبايا الروم بل نحن أوضع
أيـا جـدنا لـو ان تـرانا أذلة = أسـارى الـى أعـدائنا نتضرع
أيـا جـدنا زيـن الـعباد مكبّل = عـلـيل سـقم مـدنف مـتوجع
====================================