النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي رمضان... البُعد التّربوي

    لا شكَّ أنَّ رسالة الإسلام في غاياتها النّهائيَّة، ترمي إلى بناء الإنسان تربويّاً وأخلاقيّاً، وهي أتت لتنقل الإنسان من عبادة الشّهوات والعباد، إلى عبادة الله تعالى، بما تعنيه من عزّةٍ وكرامةٍ وسموٍّ وكمال، وإذا تعمَّقنا في المنظومة العباديَّة أكثر، لوجدنا أنَّ هدفها المحوريَّ هو بناء شخصيَّةٍ عنوانها الصَّلاح والتَّقوى، لتزكية النَّفس وتربيتها على أعمال الخير، لتحقِّق وجودها وتسير في كمالها. والصّيام كعبادةٍ يهدف فيما يهدف إلى تزكية النَّفس وتصفيتها مما علق فيها من المفاسد والمهلكات والشَّهوات الّتي تعيق سير النَّفس في خطّ الصّلاح والتّقوى.. لذا علينا أن ننتبه إلى هذا الهدف.. فهل نحن في خطّ الصّلاح والتقوى؟ وهل نحن نعمل على تزكية أنفسنا وتربيتها لتحقّق العبادة أهدافها التربويّة؟
    سؤال يطرح نفسه بقوّة على الصّائمين، فالمسألة في هذا الشّهر هي كم حقّقت لنفسك من مكاسب معنويّة تسهم في تقوية صلاحها وتربيتها وتهذيبها، وليست المسألة مجرّد تقطيع الوقت وانتظار الموائد، وكأنّنا تحوّلنا إلى آلاتٍ وعدّاداتٍ لحساب الوقت، فلا مكاشفة ولا مصارحة مع الذَّات، لنرى كم من التّقوى والصَّلاح حصَّلت وسلكت!!
    علينا الالتفات ولو قليلاً إلى الأهداف التّربويَّة الحقيقيَّة للصّيام، وعدم الاستغراق في المظاهر الّتي تعمل على سلب روحيَّة الصَّوم وإطفاء جذوته الرّوحيّة، فتحوّلنا إلى الشّكليّات الفارغة من العبادة، على عكس ما هي عليه من حقيقةٍ يفترض أن نحافظ على أهدافها...
    فأين نحن اليوم من دروس الصّوم وأهدافه؟ وهل هناك من بيئة تربويّة تتغيير فيها أخلاقنا وسلوكيّاتنا أكثر من هذا الشّهر المبارك؛ شهر الهدى والقرآن؟ إنّ علينا أن نعيش الهداية لنبصر طريقنا بوضوح، لنعرف أين نحن سائرون، فرمضان المبارك كان ولا يزال مدرسة الإسلام العليا في تربية النفس وتزكيتها، إن أحسنّا العمل والالتفات إلى رسالتها، لننتبه إلى أوضاعنا الفرديّة والجماعيّة، ونعمل على تصويبها ما أمكن، في زمنٍ كثرت فيه التحدّيات على كافّة الصّعد..
    فالإنسان مهدّدٌ في وجوده الأخلاقيّ والرّوحيّ، وعليه أن يحافظ على توازنه في وجه تلك العواصف، وليس هناك أفضل من هذه الأوقات المباركة ليثبت قيمه الرّوحيّة والأخلاقيّة والإيمانيّة ويرسّخها كي لا يسقط...
    فهلاّ توقّفنا ولو يسيراً مع أنفسنا، في عمليّة تأمّلٍ ومصارحة، لنرى هل إنّنا نؤدّي زكاة أنفسنا؟
    فالعمل على تهذيب النَّفس وتزكيتها هو الدَّرس الأوَّل والأخير لمدرسة رمضان التّربويَّة، فإذا لم يكن الأمر كذلك، فنحن من الرّاسبين في امتحان هذا الشّهر، وبالتّالي نسقط في امتحان الحياة...
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    1,948

    افتراضي



    جزاكم الله ألف خير وبارك بكم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني