الرئيس بوش يقطع العلاقات مع الشلبي:
محطات الاخبار العالمية نشرت خبر ايقاف البانتجون للمعونات التي كانت تصل للسيد الشلبي. والمبلغ الذي كان يستمله الرجل، منذ صيف 2002 كان حوالي 335 الف دولار شهرياً. اي حوالي اربع ملايين دولار كل عام.
وقد قدم مقابل هذا المبلغ معلومات اعتبرتها الولايات المتحدة قيمة. ولكن حاليا، بينما يستمر البحث عمن يمكن اتهامه بشأن المعلومات الخاطئة عن اسلحة الدمار الشامل، تم القاء التهمة على الشلبي. وقد قيل انه قدم معلومات عن عربات ضخمة تحوي مصانع كيماوية متحركة لم تقدر جماعات التفتيش في الامم المتحدة على العثور على اي منها قبل الحرب. ولم يُعثر على اي منها حتى الساعة.
هناك ايضاً حديث عن شخصية قريبة للشلبي، سموها كوريبول.. يقال انها قدمت معلومات مغلوطة للمخابرات الامريكية.
ومن المفهوم ان السيد الشلبي، الذي كره الرئيس العراقي المخلوع، اراد الخلاص منه باي طريقة، فقدم معلومات غير صادقة. ومن الممكن ايضاً ان يكون تقبله للمال مقابل المعلومات الغير صائبة .. شطارة. ومن لا يقدم معلومات يخترعها ويكسب الملايين؟ وما الضرر في هذا؟ - حسب وجهة نظره؟
ولكن السؤال هو: هل صدقوه بالفعل؟ ام عرفوا كذب المعلومات واستخدموها، مدركين انهم بعد ذلك سيلقون اللوم عليه؟
وقد نشرت الصحافة الامريكية معلومات اخرى عن السفير السعودي، الامير بندر، الذي قيل انه شجع الرئيس بوش على دخول الحرب مع العراق، في خضم حملة اعلامية ضد السعودية، ومحطة فضائية اذاعية تبث فضائح الوضع هناك من لندن.
ولكن لم يتحدث اي احد عن دور اسرائيل في اشعال الحرب، وما قدمته من معلومات خاظئة بشأن ارتباط الرئيس المخلوع بالقاعدة والارهاب الدولي. وان قدمت محطة سي سبان الامريكية لقاء مع شخصية امريكية اسرائيلية في قمة السي أي ا، اكد ان لصدام علاقات مع الارهاب.. اذ انه ساعد اسر فلسطينية هدمت اسرائيل منازلها. (ومن الطريف ان مواطن بريطاني اتصل بالبرنامج الحواري وتسائل عما يفعله مواطن اسرائيلي في قمة المخابرات الامريكية؟ .. هم دائماً اكثر جرئة منا في الانتقاد.
بعد الحرب، عمل السيد الشلبي في مشروع "اجتثثاث البعث". وقدم الكثير من المعلومات - التي اعتبرها البنتاغون صائبة - عن خلايا بعثية نشيطة ضد قوات التحالف.
وقد انتقد السيد الشلبي امام الامم المتحدة في سبتمبر الماضي اداء قوات التحالف في العراق. مما اغضب الرئيس الامريكي. ولكن بقي للسيد الشلبي دوماً من يعاونوه من المحافظين الجدد في الادارة. حتى الاسبوع الماضي حين اجتمع الرئيس بالسيد دونالد رمسفلد وكولن باول وآخرين، وتم اتخاذ القرار بايقاف المعونات لمجموعة الشلبي.
السيد الشلبي يقول ان الادارة الامريكية الان صارت تفضل التعامل مع البعثيين السابقين على التعامل مع مجموعته. ويقدم مثالاً لذلك ما حدث في الفلوجة.
هناك اسئلة كثيرة تطرح نفسها بشأن نشر البنتاجون لهذه المعلومات الان: هل هي محاولة لالقاء اللوم على السيد الشلبي في ما يحدث من فشل للمشروع الامريكي في العراق؟ وهل هي محاولة لاحراق الرجل، على اساس انه كان متعاوناً معها؟ ام انهم يعتقدون ان انتقاد الامريكان له سيجعله اكثر نجاحاً وشعبية في العراق؟
وهل هناك محاولة لالقاء التهم عليه بشأن ارتباطاته مع المخابرات في قضية ابو غريب؟ ومن المؤكد ان بعض من ذهبوا هناك لم يذهبوا بسبب سوء الحظ فحسب، بل بسبب تقارير جماعته ايضاً.
وقد كان السيد الشلبي الاكثر نجاحاً بين السياسيين العراقيين في استخدام الشبكة العنكبوتية. وهناك حتى الساعة مواقع عراقية في الانترنت هدفها الاساسي الدفاع عنه وعن وجهات نظره. وهم بالطبع لا يتحدثون البتة عن موضوع المال الذي استلمه الرجل.. وغيره من تصرفات ستجعله في عين البعض مشبوهاً..
شخصياً، تذكرني شخصية الشلبي بالوزير العباسي الذي تحالف مع المغول.. ربما توقع ان تتحسن احوال عامة الناس بعد ذلك، ولكن افضل ما كُتب عن بغداد حينذاك كان مراثي تلك المدينة الحزينة. لا اريد هنا ان اقدح الرجل، وهو على الاقل خلصنا ممن كان سياتي بعد صدام، الاولاد والاحفاد.. والكثير من المصائب التي كانت ستصيبنا لاجيال.
واتمنى ان كان لديكم معلومات اضافية عن الشلبي، ان تذكروها.. حتى يجد القاريء في الموقع ملف عن السيد الشلبي.. وهو في الواقع من الشخصيات التي اثرت في حياتنا.. وتاريخ بلادنا.
والله اعلم..
المحجوب.