بغداد: سكوت باترسون *
تعتبر وزارة الصحة العراقية التي جرى تسليمها من قبل سلطة التحالف مثالا للنجاح الذي تحقق في مجال تسلم العراقيين لوزاراتهم.
فقد حصل العاملون في المؤسسات الطبية العراقية على زيادات في مرتباتهم الشهرية، فيما شهدت المستشفيات في البلاد تطورا ملحوظا في مجالات اعادة تأهيلها.
ورغم ما حصل من تطور قال سعد العاملي مدير مكتب وزير الصحة ان هناك عقبات عديدة تقف حائلا امام المزيد من التقدم، من بينها ان الادارة الجديدة في الوزارة ورثت (اوضاعا تعيسة) ناتجة عن نهج النظام السابق ازاء المؤسسات الصحية في العراق.
ويقارن مسؤولون في وزارة الصحة بين المبالغ المخصصة من قبل نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين للقطاع الصحي وبين التخصيصات الحالية.
وقالوا ان ميزانية وزارة الصحة لعام 2002 كانت 16 مليون دولار وهي لن تفي بما تتطلبه الاحتياجات الصحية لـ25 مليون عراقي، اي ان نصيب الفرد الواحد يوازي 64 سنتا فقط، في حين ان ميزانية الوزارة لعام 2004 تصل الى 948 مليون دولار اي بزيادة مائة في المائة.
وقال جلال عبد علي الطبيب في مستشفى الكاظمية انه متفائل بمزيد من التقدم، لكن ذلك يحتاج بعض الوقت وذلك بسبب الاضرار التي لحقت بالبلاد.
واضاف انه خلال عهد الرئيس المخلوع صدام حسين كان يجري تدمير العديد من المعدات الطبية وحفظ الأدوية في مخازن حتى تنتهي صلاحيتها وذلك في محاولة تحميل العقوبات الدولية التي فرضت على العراق عقب غزو الكويت عام 1990 مسؤولية شح الادوية في البلاد وموت الأطفال العراقيين.
واشار الى ان العقوبات الدولية لم تشمل الأدوية والأغذية، ومعروف ان وزارة الصحة كانت اول وزارة يجري تسليمها الى العراقيين في 28 مارس (آذار) الماضي.
* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»