أكَّد العلاّمة السيِّد علي فضل الله، أنَّ للعراق دوراً كبيراً في حماية الاستقرار الإقليمي، مشدِّداً على أنَّ وحدة العراقيّين هي السّلاح الأمضى لحماية بلدهم والجوار، كما رأى أنَّ الإدارة الأمريكيّة هي شريكة في العدوان السياسي والأمني الإسرائيلي على الفلسطينيين، داعياً الشعوب العربية إلى اختزان ذلك في موقفها من الإدارة الأمريكيّة.
واصلت بعثة سماحة المرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله(رض) نشاطها في مكّة المكرّمة، حيث استقبلت جموعاً من الحجّاج القادمين من كندا، وحجّاجاً من العراق والدّول الخليجيّة، وآخرين قادمين من أوروبّا ومن المملكة المتّحدة، إضافةً إلى عدد من الشّخصيّات السياسيّة والدّينيّة، حيث زار البعثة سماحة الشَّيخ الدّكتور سليم محمود اللّبابيدي، مفتي فلسطين في لبنان والشّتات، ومدير الحجّ الفلسطيني في لبنان الحاج محمود المحمود، وأعضاء من بعثة الحجّ الفلسطيني في لبنان.
وتحدَّث العلامة السيّد علي فضل الله مشيراً إلى معاناة الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلّة وفي الشّتات، مؤكّداً أنّ العدوّ كان ولا يزال يعمل لإقناع العالم بعدم وجود شيء اسمه الشعب الفلسطيني، ولذلك فهو يعيش حالات الانفعال عندما يتقدَّم الفلسطينيّون خطوةً إلى الأمام لتأكيد قضيّتهم وإظهار مظلوميّتهم كشعبٍ أُخرج من دياره بغير حقّ، ويعمل لاستعادة حقوقه، لافتاً إلى حالة الانفعال الكبيرة الّتي أصابت كيان العدوّ لمجرّد اعتراف الأمم المتّحدة بفلسطين كعضو كامل في منظّمة اليونيسكو، وانضمام الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة إلى حفلة الانفعال هذه، بإعلانها قطع مساعداتها للمنظّمة الدوليّة، ما يشير ليس فقط إلى شراكة الإدارة الأمريكيّة في كلِّ ما يتعرَّض له الفلسطينيّون من ظلمٍ على يد العدوّ الصّهيونيّ، بل إلى سعيها الدّائم لمنع الفلسطينيّين من تحقيق أدنى طموحاتهم في تحصيل حقوقهم، ومنها اعتراف العالم بهم كشعبٍ سُلبت أرضه وتمّ الاعتداء عليه..
وأشار سماحته إلى ما يتعرَّض له الفلسطينيّون من عدوانٍ وغاراتٍ مستمرّة من قبل العدوّ على قطاع غزّة، مؤكّداً أنّ كلّ هذه الاعتداءات ما كانت لتتمّ لولا الضَّوء الأخضر الأمريكيّ، مشدِّداً على ضرورة أن تتعاطى الشّعوب العربيَّة مع الإدارة الأمريكيَّة كشريكٍ فعليٍّ لإسرائيل في عدوانها المستمرّ ضدَّ الشَّعب الفلسطيني.
واستقبلت بعثة المرجع الرّاحل السيّد فضل الله(رض)، في مكّة المكرّمة، وفداً عراقياً كبيراً ضمّ رئيس بعثة الحجّ العراقيّة، ووزير التّعليم العالي العراقي علي الأديب، والشّيخ حسين الخطيب، نائب رئيس ديوان الوقف الشيعي، ومستشار رئيس الوزراء العراقي الشّيخ عبد الحليم الزهيري، والنائب في البرلمان العراقي السيّد علي العلاق، والنائب السيّد طالب الجعفري، وجرى خلال اللّقاء بحث في التطوّرات العامّة في المنطقة، وأهمية حماية الوحدة الإسلامية في العراق وتأكيد الوحدة الوطنيّة.
وشدَّد العلامة السيّد علي فضل الله على قدرة الشَّعب العراقيّ بكلِّ مكوِّناته على حماية العراق، من خلال الحرص على حماية الوحدة الداخليَّة، مشيراً إلى أنَّ هذه الوحدة تمثِّل السّلاح الأقوى الّذي يستطيع من خلاله العراقيّون حماية بلدهم وتوفير الاستقرار له وللجوار، مؤكّداً دور العراق الكبير في حماية الاستقرار الإقليمي، وخصوصاً في هذه المرحلة الصّعبة الّتي تمرّ بها المنطقة.
وأُقيم في مقرِّ البعثة مجلس فاتحة عن روح سماحة المرجع الرّاحل السيّد محمد حسين فضل الله، تحدّث فيه الشيخ حسين الأنصاري، فأشار إلى الفاجعة الكبيرة التي أصابت الأمّة الإسلاميّة بفقده، متحدّثاً عن عناصر شخصيّته المميّزة الّتي كانت رائدةً في المجالات الفقهيّة والأدبيّة والسياسيّة والفكريّة.