إن معنى أن تمضي سنةٌ من عمرنا، هو أن جزءاً من هذا العمر عشنا مسؤوليته ونتحمّل مسؤوليته، لأن الله تعالى سوف يحاسبنا على كلِّ ما أسلفناه في هذه السنة، ولأنّ ما عملناه في تلك السنة، سوف ينعكس سلباً أو إيجاباً على المستقبل الذي يُصنع في الماضي والحاضر، ولذلك، لا بدّ لنا من أن نجلس للتأمل بما سلف من أعمالنا، وهل نستطيع التخفّف من سلبياتها والتكثير من إيجابياتها؟! وعندما تبدأ سنة جديدة، ما هي مخططاتك لهذه السنة؟! ما هي مخططاتك بين يدي الله، ومخطّطاتك لرعاية عائلتك، وللانفتاح على حياتك الاقتصادية والثقافية والاجتماعية؟! إن مسألة ذهاب سنة ومجيء سنة يمثل قراراً من أخطر القرارات، لأنها جزء من عمرنا، ولذلك لا ينبغي لنا أن ندخل الزمن من دون وعي وتأمل وتفكير، وأن نخرج من الزمن من دون حساب.
وهكذا على صعيد الأمة، يجب أن ننظر نظرة تأمل في الزمن الماضي، ونقوم بمراجعة دقيقة لأوضاعها وأحوالها، وما تعانيه من مشاكل، وما يعصف بها من أزمات، لدراسة السبل والخطط الآيلة لحلحلة هذه المشاكل وطريقة معالجتها.