بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
تاريخ النشر : 2013 0717

دولة القانون قبل أن تجتمعون أنصفونا

لاأحد ينكر تعرض شريحة كبيرة جدا من شباب العراق في زمن النظام البائد الى أقسى أنواع العذاب بكل اشكاله . وتعرض غالبية الشباب في تلك الفترة المظلمة الى نظام ممنهج ومخطط له بعناية في كواليس الامن العامة والمخابرات والحرس الجمهوري وكل اشكال أجهزة الامن السري التي كانت لاتعد ولاتحصى !!
عمل صدام المقبور على تدمير شباب العراق بكل الوسائل المتاحة . ولم يكن يستقر يوم دون أن يرمي في غياهب السجون والاقبية السرية التي حفرت تحت الارض خيرة شباب العراق لا من أجل شيء وانما ارضاء لغروره وصلفه وتعنته . بل أن حقده وصل الى درجة افتعال الحروب والأزمات والتي أدخلنا فيها بنفق مظلم لانهاية له أحرق فيه العراق من الشمال الى الجنوب .
هنا يجب أن نضع النقاط فوق الحروف يادولة القانون وكل المسؤولين في الحكومة العراقية . هنا يجب ان ينصف أبنائنا البررة والمحرومين من أبسط ظروف المعيشة . ولااريد الاسهاب والتفصيل والاقناع . ولكن هذه هي الحقيقة .
فقد عمد الدكتاتور المقبور الى جدول منظم عرف كيف يقلل من نسبة سكان العراق بعدة طرق . وقاده غباءه الى نهاية محتومة ومختومة أوصلته الى الحضيض الذي كان يستحقه بجدارة ومن وقت طويل .
وانقل لكم بعض ماشاهدته بأم عيني والله شاهد على ما أقول في هذا الشهر الفضيل . كانت الناقلات العسكرية ( الزيل ) و ( الكاز 66 ) وغيرها بأعداد لاتقل عن خمسين ناقلة بين فترة واخرى تأتي الى أي منطقة وفي أي محافظة من محافظات العراق . تطوق المنطقة وتحف بها سيارات عسكرية صغيرة فيها ضباط يحملون رتب كبيرة ومعهم جيش مدجج بالسلاح يطوقون المنطقة ( يضربون طوق أمني ) ويبدأون بجمع الشباب المار في الشوارع ومن كل مكان !!!
كان السبب أو الحجة بأن هؤلاء الشباب ملتحين . ولم يكن أي كان يعترض او يتكلم أو يحتج . فالخوف من العقاب والسؤال كان طاغيا الى درجة مات آباء وأمهات الكثير ممن ( أختطفتهم ) الحكومة الصدامية في تلك الفترة المظلمة من تأريخ العراق . والدولة لها حسابات خاصة لمثل هؤلاء . والعقوبة فتح معسكرات جديدة أو يدخلوهم معسكرات هي أصلا موجودة ولكنها تحتاج الى بناء قاعات كبيرة جدا تحت الارض لخزن السلاح وخنادق وممرات وشوارع وغرف وووو الخ . وهذا يتم كله ( براس ) هؤلاء الشباب قبل أن يدخلون الخدمة العسكرية المتعارف عليها في ذلك الوقت !!
وكان يطلق البعض من هؤلاء سراحهم بعد أن تكتمل القاعات والانشاءات التي تريدها الحكومة . ويجب أن لاننسى هناك الكثير من الشباب من فقد حياته وتمرض نتيجة المعاملة السيئة والغذاء السيء نتيجة الظروف الصعبة التي كانت في وقتها .
بعد فترة تدعو الحكومة الى خدمة العلم ممن استحق العسكرية . وكل من ( يلبس ) عسكري في تلك الفترة هم اغلبية أولئك الشباب الذين اختطفتهم الحكومة من الشارع بشكل او اخر . اضافة من أنهوا الدراسة الجامعية وغيرهم الى الالتحاق بخدمة العلم . وكل هذه ( الماكنة ) كانت تعمل وفق دراسة لقتل أكبر عدد من شباب العراق .
أرجع الى الحالة الاخرى التي كان يعاني منها شباب العراق . واذكر كل السجناء السياسيين وكل القادة الحاليين ممن تعرضوا الى الاضطهاد أن لاينسون اخوانهم من دخلوا السجون حتى ولو كان ( شهرا واحد ) !!!
واليوم يناديكم المظلومين ويقولون لكم يانواب دولة القانون قبل أن تجتمعون لتعديل قانون السجناء السياسيين انصفونا .
وهنا يأتي سؤال مهم جدا . كيف يتساوى من سجن 20 أو 10 أو 5 أو 1 سنة واحدة مع من سجن شهر واحد ؟ والله سؤال مهم وواقعي ومهم أكثر مما يتصور القاريء . والجواب بسيط جدا . وهنا اناشد دولة القانون واقول لهم مهلا !!
أنتم الان في السلطة . ومقاليد الحكم في ايديكم . والمناصب توزع حسب الكفاءات بإنصاف وغير انصاف حتى نكون عادلين ومنصفين الى هذا وذاك .
ولانريد أن نغبن حق الاخرين . ولانصادر من حقوقهم . ولانأخذ رواتبهم وامتيازاتهم ومنحهم وجوازاتهم الدبلوماسية وقروضهم وحماياتهم ووو الخ !!!
وهذي ليست مزايدة ولكن هذا الواقع . يجب أن ينصف السجين الذي سجن شهر واحد مع الذي عانى في رفحاء والامن العامة وغيرها من سجون المقبور .
يجب أن تعطى حقوق ورواتب ومنح لكل من دخل السجن عنوة بشهادة شهود اثنين واقسم بكتاب الله عز وجل . لماذا نصادر حقوق الكثير ممن سجنوا بإعطائهم منحة اوراتب بقدر سجنه شهر او شهرين ولايعطى حقوق كاملة كغيره من السجناء ؟
هنا يجب أن نفكر بشجاعة يادولة القانون . فأنتم الحكومة الان . وعليكم أن تفكروا وتتدبروا وتنصفوا هؤلاء الذين اختطفهم المقبور وخدم أقل واحد فيهم 10 سنوات .
ومثال انا خدمت في الجيش أكثر من 12 سنة بين خدمة علم واحتياط ورب الكعبة !
كان يجب أن تمتلكوا الشجاعة التامة وتعلنوها على الملأ . وتنصفون كل ذي حق حقه . من سجن شهر واحد يعادل كل يوم سنة بالتمام والكمال . اليس كذلك ؟
قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين .
ومعنى هذا الكلام من سجن يوم واحد في سجون المقبور يعادل سنة هو حقيقة لاريب فيها . وأنتم اليوم تجتمعون عليكم بقراءة المقال جيدا . قد يكون فيه ثغرات وهفوات . وقد يكون نسيت أشياء لم أذكرها . عليكم بمراجعتها وتدقيقها وتمحيصها والتركيز عليها . فوالله من تعرض للسجن شهر واحد أو خدم الخدمة العسكرية يستحق الراتب التقاعدي وكل الامتيازات التي حصل عليها أقرانهم .
واقول نحن ندعم ونؤيد تعديل مشروع القانون الذي سيشمل محتجزي رفحاء في نفس الوقت يجب أن لانغبن ألكثير من أبناء العراق حقوقهم . وهم اليوم يعيشون معاناة ومأساة .
خاصة ممن هجروا قسرا في دول الغربة ويرمون العودة ومن هم في العراق لاراتب تقاعدي ولاعمل ويعانون الامرين . فهل فكرتم بهذه الشريحة المظلومة ؟

سيد احمد العباسي