رمضان كريم استبشاراً بشهر الطاعة

بلادي اليوم

مع بداية شهر رمضان يتبادل المسلمون التهاني بقدوم الشهر المبارك، قائلين لبعضهم البعض «رمضان كريم»، وحتى عندما تبدو في الأفق خلافات بين الناس يتبادلون عبارة «رمضان كريم»، شهر رمضان هو بالفعل شهر الخير والبركات والعِبر والعظات، شهر يستبشر بقدومه المسلمون في كل مكان، لما فيه من حُسن الجزاء من الله تبارك وتعالى لعباده، ولما فيه من عظيم المثوبة، وجزيل الأجر، فهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، ويفرح المسلمون بقدومه ويستبشرون خيراً ويتبادلون التهنئة بدخول شهر رمضان والتهنئة بقدوم الشهر المبارك لا بأس بها، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان، ويحثهم على الاجتهاد فيه بالأعمال الصالحة، وقد قال الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، «سورة يونس: الآية 58»، فالتهنئة بهذا الشهر والفرح بقدومه يدلان على الرغبة في الخير، وقد كان السلف يبشر بعضهم بعضاً بقدوم شهر رمضان، اقتداءً بالنبي "ص"، ويقول العلماء: يجب على الإنسان أن يتقي الله- عز وجل- في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما في الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله- عز وجل: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «البقرة، الآية 183»، فالحكمة من فرض الصوم تقوى الله- عز وجل- بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عن النبي- صلى الله عليه وآله سلم- أنه قال: «من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، فالصيام عبادة لله، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله، وليس كما قال الجاهل: إن هذا الشهر لشرفه وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي.