فريضة من الله لأمة الحبيب.. الصلاة عماد الدين من أقامها أقام الدين

بلادي اليوم

بني الاسلام على خمس، واهمها الصلاة وهي من أهم العبادات التي أوصى بها الله تعالى ونبيه محمد - صلى الله عليه واله وسلم - الصلاة لأنها الصلة بين العبد وربه، وقال تعالى: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء)، «سورة إبراهيم: الآية 40»، وكانت آخر وصايا النبي "ص" وهو في سكرات الموت: «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم». ويحدث أن رسول الله - صلى الله عليه واله وسلم - قال: «فرج - أي فتح - عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء: افتح قال: من هذا؟ قال: جبريل قال: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد "ص" - فقال: أرسل إليه؟ قال: نعم فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه - أشخاص - وعلى يساره أشخاص إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره، بكى فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم عليه السلام وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم - أي أرواح - بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا قبل شماله بكى حتى عرج بي إلى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح، فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح. وقال النبي - صلى الله عليه واله وسلم-: « فرض الله على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى عليه السلام، فقال: ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعني فوضع عني شطرها، فرجعت إلى موسى قلت: وضع شطرها فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه، فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعته، فقال: هي خمس وهي خمسون - خمس بحسب الفعل وخمسون بحسب الثواب امتثالاً لقوله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) - لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك فقلت: استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي؟ ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبائل اللؤلؤ وإذا ترابها المسك».

هذه الأحاديث تدل على أهمية فريضة الصلاة من بين الفرائض المختلفة ولهذا اختصها الله تعالى بالفرضية في السماء دون غيرها من العبادات فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به قال صلى الله عليه واله وسلم: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»، كما بين"ص" أنها أول الأركان بعد الشهادتين، كما في الحديث أن النبي قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت»، كما بين - صلى الله عليه وسلم - أنها الفارق بين المسلم وغيره قال رسول الله "ص" : «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر». وتواترت النصوص القرآنية على وجوب الصلاة وأنه لا يجوز التفريط فيها بحال من الأحوال والمتتبع لآيات القرآن الكريم يرى أن الله سبحانه وتعالى يقرن الصلاة بالذكر، فيقول عز وجل: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر)، «سورة العنكبوت: الآية 45»، وقوله تعالى: (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى)، «سورة الأعلى: الآيتين 14 - 15»، وقوله تعالى: (وأقم الصلاة لذكري)، «سورة طه: الآية 14»، وتارة يقرنها بالزكاة فيقول عز وجل: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)، «سورة البقرة: الآية 110»، وتارة بالصبر فيقول عز وجل: (واستعينوا بالصبر والصلاة)، «سورة البقرة: الآية 45»، ومرة أخرى بالنسك: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)، «سورة الأنعام: الآيتان 162-163». والصلاة كفارة للخطايا والذنوب قال تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)، «سورة هود: الآية 114»، وقال النبي : «أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا» والصلاة نور للعبد . ويؤخذ من هذه الأحاديث أن الصلاة من أهم أركان الإسلام ولذلك تشدد العقوبة على تاركها، وأن الله تعالى يجزي على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.