النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,307

    افتراضي النموذج النرويجي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
    تاريخ النشر : 20130725

    النموذج النرويجي

    قال رئيس الوزراء المالكي في لقاء جمعه مع عدد من المختصين بالشأن السياسي والاقتصادي يجب أن نفكر ببدائل للنفط . وسأتناول هذه الملاحظة حصرا حيث يعتبر النفط مصدر من مصادر الطاقة المستدامة واكثرها انتشارا . والسؤال الذي يخطر على بال أي عراقي . هل النفط في العراق هو ظاهرة نقمة أم نعمة ؟
    في هذا المضمار سوف أنقل لكم تجربة الاستاذ العراقي فاروق القاسم الذي يعمل في شركات النفط النرويجية . واقدم لكم خلاصة كتابة ( النموذج النرويجي ) . وسوف يكون تركيزي في هذه الزاوية حصرا ( ظاهرة نقمة النفط ) . لكي نستفاد من تجارب الدول المتقدمة وكيف نجحت في زيادة الايرادات النفطية والقضاء على البطالة وتحقيق التطور وازالة الفقر والحاجة .
    منذ الثمانينات انشغل كثير من الباحثين بالظاهرة المؤسفة التي اطلق عليها اصطلاح ( نقمة النفط ) . فلقد لاحظ كثير من العاملين في المؤسسات التي تساعد الدول النامية ان النفط بدلا من أن يؤدي الى تحسين وضع الدول التي تحظى بوجوده في اراضيها . أدى ويؤدي في الواقع الى ظواهر مؤسفة للبلد المضيف .
    1 _ يزداد اعتماد البلد على ايرادات النفط بحيث يصبح الاعتماد كليا على ريع النفط بعد فترة قصيرة من الزمن .
    2 _ يتدهور الاقتصاد الوطني غير المرتبط بصناعة النفط تدريجيا مع الزمن . بحيث يكون النمو فيه سلبيا بدلا من أن يتحسن مع زيادة ريع النفط في البلد .
    3 _ عند اكتشاف النفط او الغاز في اي بلد . فأن طبيعة البشر تدفع أكثر الناس الى محاولة الاسراع للاستفادة من هذه الثروة الفورية . وهذا يعني أن الاجور العالية في قطاع النفط سوف يؤدي الى ارتفاع مستوى الاجور في القطاعات الاخرى .
    وبسبب هذا الارتفاع تخسر الصناعات غير النفطية في البلد اسواقها . وفي هذه الحالة سوف يكون هناك تأثير سلبي بازدياد نسبة البطالة .
    4 _ من ناحية اخرى تسبب ايرادات النفط المفاجئة ارتفاعا ملحوظا في قيمة العملة بحيث يخلق رغبة ملحة من قبل المستثمرين على الصعيد الدولي في استثمار أموالهم في البلد . وهذا بدوره يسبب ضغط كبيرعلى العملة المحلية بحيث ترتفع قيمتها مقارنة بالدول المجاورة والدول المنافسة تجاريا وكذلك تزداد قيمة البضائع .
    5 _ بسبب اندفاع الكفاءات البارزة في البلد الى الالتحاق بقطاع النفط . ينخفض مستوى الكفاءات المتبقية في الصناعات التقليدية غير النفطية . مما يقلل من جودة البضائع المنتجة مقارنة بمنافسيها في البلدان الاخرى .
    وعندما تواجه الحكومة مثل هكذا صعوبات تكون معالجتها بصورة سطحية مثلا عن طريق المنح والتعويضات لبعض الصناعات المهددة . مايزيد البلد على الاعتماد المزيد من الايرادات النفطية بدلا من معالجة العلة جذريا عن طريق منع الارتفاع في تكاليف انتاج السلع غير النفطية .
    من الناحية السياسية توفر ايرادات النفط المالية فرصا كثيرة لحكام البلد تمكنهم من تعزيز قبضتهم على السلطة . بإمكانهم مثلا منح المواطنين فوائد فورية التي تجعلهم راضين عن الحكومة من دون ان تكون هذه المنح مشجعة على الانتاج , واحيانا رفع مستوى الرواتب الذي يؤدي الى زيادة الاستهلاك والى زيادة الاستيراد .
    وكذلك استعمال ايرادات النفط الى تسليح القوات العسكرية . كذلك تقوية اجهزة المخابرات والشرطة . ولكن هناك نقطة مهمة جدا الا وهي تسرب مليارات الدولارات الى البنوك الاجنبية كأرصدة فردية لحماية المبتزين من احتمال محاسبتهم في المستقبل وهذا مايحدث عندنا في العراق .
    لهذا السبب تتسرب ثروة المواطنين من النفط الى حيث لايمكن استعمالها في البلد .
    او استرجاعها في وقت لاحق . وهذا التسرب في الواقع ( للثروة الوطنية ) هو أخطر وابشع الظواهر لنقمة النفط .
    وفي هذه الظروف المؤسفة تختفي مفاهيم الحكم الرشيد كضمان لأمان المواطنين أو سيادة القانون مما يؤدي الى كثرة الفساد في اجهزة الدولة وباقي مؤسساتها . وتختفي الكفاءة الحكومية والاهلية بحيث ينتفي دورها كأعمدة ضرورية لنظام الحكم . ولأن النفط يمثل طريقا سريعا للثراء لبعض الفئات والافراد . نجد في اغلب الحالات انه يكون سببا للنزاع بين الافراد أو الاحزاب أو العشائر أو الاقاليم التي تطمع في السيطرة على السلطة في مسائل النفط . لأنها ترى في ذلك وسيلة لتحقيق مصالحها الضيقة . ولكي تبرر هذه الفئات اعمالها الانفصالية تستعمل غالبا فساد الاوضاع القائمة في البلد ذريعة لكسب تأييد المواطنين لهم ضد الحكم القائم .
    وفي مثل هذه الظروف تظهر للعيان بوادر أزمات جديدة تجر البلاد والعباد الى منزلق خطير بحيث انك تجد من يبرر الرشوة مثلا بكونها السلاح الوحيد لاسناد العائلة وردع الفقر . أو يستعمل الفصل من الوظيفة أو السجن أو فقدان لقمة العيش عقابا ضد عدم الوفاء او التآمر على جهاز الحكم . فتنتشر الفتنة والاتهامات الباطلة . عندها يصعب ترميم روحية وخلقية كثيرين ممن يقعون ضحايا لهذا التفسخ في القيم والمفاهيم . ولعل هذه الظواهر لنقمة النفط أخطرها في الامد البعيد .
    أما أهم الخطوات التي اتخذتها النرويج لتجنب نقمة النفط :
    1 _ التأني في منح الامتيازات 2 _ دعم وتشجيع الصناعات الوطنية 3 _ دعم شركات النفط 4 _ دعم الصناعة النرويجية وزيادة تجهيز الخدمات المحلية لعمليات النفط 5 _ اهمية الصناعة النفطية في اقتصاد النرويج 6 _ شرط موافقة البرلمان على خطط التطوير 7 _ توزيع المهام الحكومية المتعلقة بادارة النفط وانشاء صندوق التقاعد الدولي في النرويج .
    وتتلخص أهم الخطوات التي ساعدت على تحاشي نقمة النفط في النرويج فيما يلي :
    الاجماع السياسي المبكر على ضرورة السيطرة الوطنية على اتجاه وزخم عمليات النفط . دعم وتشجيع الصناعة المحلية على المشاركة في عمليات النفط سواء كان ذلك مباشرة كمستثمر أو بصورة غير مباشرة عن طريق تزويد عمليات النفط بالمعدات والخدمات . التأني في منح التراخيص ريثما يتهيأ البلد اقتصاديا واجتماعيا . الاجماع السياسي المبكر على ضرورة استعمال النفط وسيلة لتنمية صناعات جديدة مستديمة معتمدة على استمرار عمليات النفط في النرويج . اشتراط عرض خطط تطوير الحقول على البرلمان للمصادقة عليها قبل الشروع في التنفيذ . ولقد ساعد هذا كثيرا في دعم مبدا السيطرة الوطنية .
    أما بالنسبة الى صندوق التقاعد كانت هناك تعليمات وضعتها وزارة المالية للعمل في الصندوق منها تحقيق أعلى ربح ممكن مع أقل مجازفة . والصندوق مخول باستثمار امواله فقط خارج النرويج . ( يمنع الاستثمار داخل النرويج ) .
    على الصندوق تحاشي المشاريع التي تسيء الى حقوق الانسان أو حيث هناك شك بالرشوة او الاساءة الى البيئة . ويمكن تلخيص قرارات صندوق التقاعد كما يلي :
    1 _ 1990 تأسيس صندوق النفط بموجب القانون .
    2 _ 1996 تحويل الاموال لأول مرة من خزانة الدولة الى الصندوق .
    3 _ 1998 السماح بتوظيف اموال الصندوق في أسهم تجارية .
    4 _ 2000 السماح بتوظيف اموال الصندوق في خمس أسواق مختلفة .
    5 _ 2005 تسمية الصندوق بـ ( صندوق التقاعد ) .
    6 _ 2007 تجاوز حجم الصندوق 2008 مليارات كراون نرويجي أي مايعادل 330 مليار أمريكي في نهاية عام 2007 .

    سيد احمد العباسي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    782

    افتراضي

    وأين كنت يا حضرة السيد المالكي وبقية قادة الأحزاب منذ عام 2006 عندما صاغة الأستاذ فاروق القاسم واثنين من الخبراء قانون النفط العراقي الذي لم يرى النور لحد الآن ؟؟

    وأين أحتضان العراق للكفاءات ؟؟

    كلمة الكفاءات التي تم تحديدها وتفسيرها حسب رأي وزارة الهجرة والمهجرين لتصبح فقط من الحاصلين على الماجستير او الدكتوراه!!؟

    فهل أن فاروق القاسم قد فعل ما فعل كونه حاصل على شهادة الماجستير او الدكتوراه؟ ام انه مجرد مهندس له خبرة في مجال عمله ؟

    طبعا سيكون الجواب لكل هذا ان السبب في ذلك البرلمان وهيمنة الأحزاب عليه وعلى الوزارات وما الى ذلك ؟؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    2,529

    افتراضي

    سيد احمد العباسي ! هل سمعت حديث دولة المالكي بتمعن ؟
    هل علمت بان الرجل نايم ورجليه بالشمس ؟
    سيدنا ارحمنا رحمة لوالديك

    فانظر بعقلك إنّ العين كاذبة ... واسمع بحسّك أنّ السمع خوّان
    ولا تقل كلّ ذي عين له نظر ... إنّ الرعاة ترى ما لا ترى الضان


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني