50 ألفا اعتنقوا الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر
شبكة معلومات إسلامية.. بثها من لندن قبل رمضان




كتبت: هالة كمال الدين


أكد المدير التنفيذي وإمام المعهد الإسلامي بولاية جورجيا الأمريكية خالد ياسين ضرورة تعزيز دور الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وإيجاد المنافذ والأساليب التي يمكن من خلالها ان تؤثر الدعوة الإسلامية على العالم المعاصر وخاصة في أعقاب حادث الحادي عشر من سبتمبر والذي بدل كثيرا من الأوضاع والمفاهيم المتعلقة بالإسلام والمسلمين في مختلف بقاع العالم.

وأضاف في حوار لـ"أخبار الخليج" لدى زيارته المملكة بدعوة من مركز اكتشف الإسلام ان هناك توجها عربيا وإسلاميا نحو الاستثمار في المجال الإعلامي بالعالم الغربي وأنه انطلاقا من هذا التوجه حصل مؤخرا المعهد الإسلامي على ترخيص بإنشاء شبكة معلومات فضائية تبث برامجها من لندن مشيرا الى انه من المتوقع ان تبدأ بث برامجها قبل شهر رمضان المقبل. "أخبار الخليج" حاورت السيد خالد ياسين الذي اعتنق الإسلام عام 1966 وأصبح أحد زعماء الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية وأحد الخبراء في شئون التعليم والذي حضر الى البحرين لإلقاء عدة محاضرات في العديد من الشئون الإسلامية ضمن جولاته لنفس الغرض.

* متى وكيف قررت اعتناق الدين الإسلامي؟ ــ اعتناقي للديانة الإسلامية عام 1966 جاء بعد العديد من القرارات والبحوث وإجراء اتصالات بالمسلمين في كافة أرجاء العالم، وكان أحد العوامل أو الأسباب التي شجعتني على هذه الخطوة المباركة مساعدة الحاج "ملكم إكس" والذي يتمتع بخلفية واسعة عن الإسلام والحج والشئون الإسلامية. وبعد زواجي بعام واحد قررت اعتناق الديانة الإسلامية ورغم اندهاش واحتجاج البعض من العائلة إلا أنني قررت عدم الالتفات الى أي رأي معارض ومنذ ذلك اليوم بدأت في متابعة الدراسات الإسلامية لمدة عشرة سنوات تالية وسافرت الى أكثر من 32 بلدا وألقيت محاضرات فيما يزيد على 125 جامعة وكلية في 35 مدينة رئيسية. { ما هي أهداف المعهد الإسلامي بولاية جورجيا وماذا حقق حتى الآن للإسلام والمسلمين؟ ــ أنشىء هذا المعهد الإسلامي عام 1977 وذلك لهدفين محددين الأول محاولة تصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام والقيم والعادات الإسلامية الى جانب دعوة غير المسلمين الى اعتناق الديانة الإسلامية، ولقد استطعنا خلال السنوات العشر الأخيرة فقط استقطاب أكثر من خمسة آلاف شخص الى الإسلام وذلك من جميع أنحاء العالم. كما أننا ومنذ أحداث 11 سبتمبر استطاع المعهد الإسلامي إلقاء العديد من المحاضرات في 17 قطرا و27 مدينة حول العالم حيث أسلم حوالي 1300 شخص.

كما أن أعضاء المعهد وجميعهم من المتطوعين قرروا القيام بتعليم المبادىء والقيم والأصول الإسلامية لكل من يعتنق الإسلام. { ما هي أعداد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوضاعهم هناك؟ ــ يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي ثمانية ملايين مسلم ستة ملايين منهم في الولايات المتحدة الأمريكية و2.5 مليون من الستة ملايين من المسلمين الجدد الذين تحولوا من الديانة المسيحية الى الديانة الإسلامية، كما يوجد في أمريكا حوالي 3500 مسجد وفي أطلانتا وحدها مقر المعهد الإسلامي يوجد حوالي ربع مليون مسلم. أما عن أوضاع المسلمين هناك فيمكن القول بأنه بصفة عامة يعامل المسلمون معاملة جيدة وذلك لتحليهم بالأخلاق الحميدة والسلوك الطيب وعدم اقترافهم أية جرائم تمس بالأمن العام، ولكن هناك بالطبع استثناءات في المعاملة تصدر من الذين يمتلكون انطباعات خاطئة عن المسلمين والإسلام، فهناك من ينظر الى الإسلام على أنه دين إرهاب وتعصب وهذه قلة ويجب هنا ان نفرق بين التعامل مع المسلمين المقيمين والمهاجرين الذين جاءوا الى أمريكا يحملون معهم مشاكل أقطارهم. { وكيف يعكس الإعلام الأمريكي صورة الإسلام والمسلمين؟ ــ للأسف هناك صورة خاطئة عن الإسلام والمسلمين تتجسد في الإعلام الأمريكي والذي يعمم أي سلوك غير سوي على الأمة الإسلامية جميعها، كما أن الأمريكان لا يعلمون عن الإسلام سوى ما تنقله وسائل الإعلام هناك سواء المرئية أو المكتوبة ولكن من الممكن التغلب على ذلك بالعلم والصبر والدعوة السمحة والتخاطب الإعلامي مع العالم الغربي ومن هنا انطلقت فكرة انشاء شبكة معلومات فضائية اسلامية تبث من لندن والتي من المؤمل ان تبدأ في بث برامجها قبل رمضان المقبل، وقد حصل المعهد الإسلامي بولاية جورجيا على ترخيص هذه الشبكة مؤخرا كما أن المعهد استطاع ان يوفر ستوديو خاصا لمده الشبكة والهيئة العاملة به إلا أننا مازلنا في حاجة الى التمويل اللازم من خلال الشركات العربية والإسلامية التي نأمل أن تدعمنا في هذا المشروع الحيوي الذي انشىء لتحقيق نفس أهداف المعهد الإسلامي وقد تم اختيار لندن لأنه من السهل الحصول على ترخيص للبث من هناك مقارنة بأمريكا ولأن أمريكا ولندن هما أكثر مكانين في العالم تعرض على أرضهما الإسلام للتشويه.

{ كيف يمكن للعرب والمسلمين الرد على أحداث 11 سبتمبر؟ ــ يجب أن نتعامل في هذه القضية مع العالم الغربي بحكمة واقتدار والتريث وعدم الانفعال، بل علينا الرجوع الى الأدب الإسلامي في التعامل مع الأشياء وأن نتذكر النهج الذي كان ينتهجه الرسول عليه الصلاة والسلام في نفس المواقف التي يهاجم فيها. فقد كان يتحلى بالصبر والحكمة والأدب وهكذا يجب أن نعكس الصورة المشرفة للإسلام والمسلمين للعالم أجمع وان نؤكد على تمسكنا بالسلام والحرية أكثر من غيرنا وان نكشف للعالم الكنز الإسلامي ولا يجب ان نغفل حقيقة مؤكدة وهي أنه خلال السنوات العشر الأخيرة اعتنق الإسلام حوالي 70 الف شخص من مختلف بقاع العالم. وانه ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر اعتنق الإسلام 50 ألف شخص وذلك لأن الكثيرين بدأوا يسعون نحو التعرف على الإسلام وقراءة القرآن ويمكن القول أن الباب مفتوح على مصراعيه حاليا أمام الديانة الإسلامية. { كيف تتعامل الحكومة الأمريكية مع المعهد الإسلامي؟ وهل هناك معوقات أمام تحقيق المعهد لأهدافه؟

ــ في كثير من الأحيان لا تبادر الحكومة الأمريكية بمنع أي أنشطة أو برامج للمعهد وما يشاع من أننا نهاجم من قبل الحكومة الأمريكية هناك خطأ في أغلب الأحيان. صحيح أننا لا نقول بأن الأمريكان أصدقاء لنا أو يقدمون لنا المساعدة ولكن في بعض الأوقات يمنحوننا الفرصة لتحقيق أهدافنا وذلك إيمانا منهم بأن المسلمين يخلقون مجتمعا آمنا ويسددون الضرائب ولا يقومون بإيذاء أحد. { هل للمعهد الإسلامي في جورجيا دور تجاه القضية الفلسطينية؟ ــ الدور الحقيقي والأساسي للمعهد تجاه تلك القضية هو عكس الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين أمام العالم والتعبير عن الموقف الإسلامي من قضية القدس هذا فضلا عن ان المعهد قام بجمع تبرعات للفلسطينيين من لندن وصلت الى 150 الف دولار ومن أمريكا 117 الف دولار وتم ارسال هذه الأموال الى الجهات المختصة في فلسطين للتصرف بشأنها في صورة أموال لليتامى أو أدوية أو ملابس أو أغذية وغيرها من أشكال المساعدة.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...=47462&Sn=BNEW