لغز الجنة التي لا تُدخَل إلا على أشلاء العراقيين
http://www.kitabat.com/r21641.htm

كتابات - ضياء الشكرجي

لغز أقف في غاية العجز أمام رموزه كي أحلها .. وكي أفهم ولو مركبا واحدا من مركبات هذا اللغز المتناهية في التعقيد. ما الذي يثير كل هذه الشهوة والغريزة التي لا تملك حدا تتوقف عنده حتى تتفجر وتفجر وحتى ترى الدم العراقي يتناثر والشلو العراقي يتطاير؟ مسلم .. موحد .. مؤمن يفترض أن يكون هذا الذي يفجر نفسه .. والذي حشوا دماغه بفكرة أن خير سبيل لنيل الجنة أن تفجر معك هؤلاء الذين أمامك من العراقيين .. إنهم في أغلب الأحيان في كثير من الملامح مثله .. شرقيون مثله .. سمر مثله .. عرب مثله .. ينطقون بالشهادتين مثله .. هاتين الشهادتين اللتين ينبغي أن تمثلا حصانة لدم الناطق بهما .. ولو إن الله جعل الحصانة لكل نفس إنسانية، إذ جعل "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" ثم جعل "من أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا". لغز لا تحل رموزه، لغز شاب أسمر مسلم يقتحم جموعا من العراقيين ليفجر نفسه بهم، فينتقل – كما يظن - في لحظة التفجير لنفسه وللأبرياء معه من عالم الدنيا إلى جنة الله، وينقلهم في ذات اللحظة – كما يظن - من عالم الدنيا إلى جحيم الله، ليواصل لذة الحقد هناك، إذ بعدما عاش لحظة إشباع شهوة رؤية الدم العراقي، سيتمتع في شهوة أبدية في التفرج على محرقة العراقيين في جحيم الله الأبدية كما يظن هذا المعتوه بعته الحقد الأسود. لا أفهم كيف يقتل هؤلاء قتلا بالجملة باسم الله الذي خص نفسه فيما خصها من الأسماء الحسنى باسم "السلام" واسم "المؤمن"، وهم ينتزعون في العراق السلام من ربوع البلاد والأمن من نفوس العباد. لا أفهم اللغز كيف استطاعوا أن يحشوا الدماغ المتعفن لهذا المسكين بهذه الخرافة المرعبة .. إنها خرافة الرعب والعنف والإرهاب .. إنها ثقافة العمليات الاستشهادية كما يسمونها .. ثقافة الحقد الأعمى .. ثقافة نشر الخوف .. ثقافة – عفوا – جهالة وخرافة الجنة التي لا يدخلونها إلا عبر أشلاء ودماء العراقيين. ولكن هيهات ثم والله وبالله وتالله لألف هيهات من أن ينتزعوا من نفوسنا الأمل الكبير. أشلاؤنا تتطاير .. ودماؤنا تتناثر .. بمفخخاتكم الحاقدة .. ونحن نواصل الطريق .. نواصل بناء العراق .. نواصل زرع حقول العراق بالسلام والأمان .. نبني المستقبل .. وإن مستقبل العراق ولو كره الحاقدون لآت.



ضياء الشكرجي

17/06/2004