قوانين بول بريمر حلال على البعض وحرام على البعض الاخر
كل يوم من ايام الاحتلال الامريكي على العراق يكشف لنا حقيقة من حقائق التزوير الوطني المتمثلة بمن جاء مع الامريكان على دباباتهم او بمن عينه الامريكان ليكون ممثلا عن العراق. فكل ما وافقوا عليه في ايام عزهم وسلطتهم الوقتية ، رفضوه الان رفضا ملفت للنظر. فالكل يعرف ان الامريكان هم من عين اعضاء مجلس الحكم السابق واعضاء الحكومة الحالية حسب درجة الاستفادة المرجوه منهم ، وايضا الكل يعرف ان من يتعامل مع العدو سوف يأتي اليوم الذي فيه يتخلى عنه العدو. ولا تنفع المسميات او الانتماءات او الخطابات عندما يحس العدو ان دور من تعامل معه قد انتهى.
الدلائل كثيرة ونحن لا نريد ان نذكرها لانها اصبحت واضحة جدا جدا لابسط شرائح المجتمع. ولكن ما لفت النظر هذه الايام هو قضية المحمداوي (العضو السابق في مجلس الامريكان) ، فقد كشفت هذه القضية من هم هؤلاء الاعضاء. فبعد ان وقعوا على كل شيء طلبه منهم السيد بول بريمر (دام ظله) وبعدما انقطع الراتب المغري جدا (50 الف دولار امريكي) بدأ هذا العضو وغيره من الاعضاء ببث الاقاويل بأن ما يصدر عن بول بريمر ليس شرعياً وليس له الحق بالتدخل بشؤون العراق الداخلية ، وكل المعينين من طرفه لا يتمتعون بالشرعية ... الخ من الخطابات المؤثرة. وبالتأكيد هذه الافعال هي جزء من المخططات التي يقودها بعض الذين حرموا من الكراسي في الحكومة الحالية لكي يأسسوا لهم قاعدة جماهيرية بعدما كانوا لا يمرون في الشوارع خشية انتقام الشعب منهم. يعتقدون بأن هذه الافعال سوف تقربهم من الشعب طامعين في موقع جيد في الانتخابات القادمة (هذا اذا كان هناك انتخابات اصلا) ويعتقدون ايضا انهم بهذا الافعال سوف يثبتون للعالم انهم ضد الامريكان وضد ما يفعله الامريكان في العراق من تدمير لكل شيء وبشكل متعمد. ولكن فاتهم ان ما يفعلونه سوف لن يغير من الحقيقة شيء وسوف لن يزيح عنهم جرائمهم التي باتت مكشوفة ومؤكدة. فالمحمداوي مشترك بجريمة قتل بشاهدت المحمداوي نفسه والعديد من الذين كانوا موجودين ساعة وقوع الحادث ، وارادوا ان يقولوا حينها ان مدير الشرطة كان بعثيا وكان متضرر من زوال النظام السابق وما الى ذلك من التهم التي يتوقعون انها سوف تسيء الى شخص البطل الذي رفض ما فعله البريطانيون. هذا يعني انك مطلوب للعدالة ويجب عليك تنفيذ القانون ايا كان الموقع ...
وعجيا عجاب ، الم يكن بول بريمر هو من امر بحل الجيش العراقي والمؤسسات الامنية والشرطة والاعلام وطرد اكثر من 60 الف مواطن من عملهم ، وهو من جعل الحدود مفتوحة واصبحت سرح مرح لكل من هب ودب ، الم يكن بول بريمر هو صاحب كل القرارات التي منحتكم ولاصحابكم عقودا بملايين الدولارات وهو من اعطاكم السيارات المصفحة وهو من له حق الفيتو في قراراتكم العجيبة . لماذا لم تقولوا له ان قراراتك غير شرعية ، الم يكن القاضي هو نفسه من امر بالقاء القبض على مقتدى الصدر بموافقتكم، الم والم والم ...
وكما تقولون ان القانون فوق الكل ، فأجلعوه اذن فوقكم اولا ومن ثم فوق مليشياتكم وعشائركم وبعدها فوق الشعب العراقي...
د. حسن المغترب
22 حزيران 2004