تحقيقات

في العمليات العسكرية والارهابية ؟ من ينصف المتضررين

باهر غالي



عندما جاءت قوات الاحتلال في ربيع العام الماضي ودخلت العراق استبشر العراقيون بهذا المقدم باعتبار ان هذه القوات ستزيح عن صدورهم اعتى دكتاتور على وجه الارض شرب من دمائهم اكثر ما شرب من ماء دجلة والفرات.. فقد تأمل الكثير منهم ان امريكا وحليفاتها سيغيرون واقع العراق المظلم الى واقع مشرق تتوفر فيه للعراقيين كل الاسباب التي تؤدي الى ان يحيا العراقيون حياة رفاه وعز بعيدة عن الخوف والذل والامتهان والقتل والتشريد الذي مورس ضدهم طيلة اكثر من 35 عاماً. ومما دفع العراقيون ان يعيشوا او ليتصوروا هذا الامل بناءاً على تصريحات قادة التحالف بأنهم سيحولون العراق الى نموذج يقتدى به في منطقة الشرق الاوسط برمتها بعد ان تعالج كل المشاكل والمصاعب التي يعاني منها العراق بما فيها نشر الامن والعدالة والحرية والديمقراطية فيه فلا خوف ولا ظلم ولا سجون ولا اعتداء على الحقوق ولكن مع الساعات الاولى لدخولهم ارض العراق ومدنه حتى للحظة تمارس قوات الاحتلال كل يوم انتهاكات لحقوق الانسان العراقي في مختلف الجهات فالبيوت هدمت وشرد اصحابها وبقوا في العراء يعانون من التشرد تحت شمس الصيف الحارة وبرد الشتاء القارص دون ان تمد اليهم يد المساعدة من قبل قوات الاحتلال باعتبارها مسؤولة مسؤولية اخلاقية باعتبارها دولة محتلة تتحمل كل تبعات هذه المسؤولية ولا حتى من قبل الجهات والمنظمات والجمعيات التي تعمل تحت يافطة حقوق الانسان والاعمال الخيرية بينما يتساقط كل يوم رجال ونساء واطفال بنيران القوات المحتلة لأتفه الاسباب وكأن العراقيون ليس لهم صفة الانسانية ويحق قتلهم لأتفه الاسباب في نظر القوات المحتلة.



ناهيك عن احراق العجلات واعتقال المواطنين وزجهم في معتقلات لا يمكن الا ان تشبه بمعقتلات النازيين تنتهك فيها حرمات العراقيين واعراضهم دون ان نسمع صوتاً يعلو على صوتهم ويغادر تصريحات الشجب والاحتجاج والمطالبة التي لا تثمر في ارض ملئت ظلماً في عهد الطاغية [صدام] وملئت جوراً في عهد الاحتلال.



فالمباني المهدمة والسيارات المحرومة والقتلى والسجناء من يدفع لهم التعويض عنها المحتلون يعللون ان معظم هذه الحالات وقعت ضمن المناطق الحربية وهذا موافق لنظامهم فلا يمكن لهم ان يعوضوا وقتل الابرياء جاء نتيجة الدفاع عن القوات المتحالفة .. ويبقى المواطن الذي عانى من الظلم كثيراً يشرب من نفس الكأس دون ان يرى املاً في الأفق لانجلاء هذا الظلم او يحس بيد تمتد نحوه لانتشاله من هذا الواقع المأساوي وتمسح من عينيه الألم والدموع والاحزان.



تفجير الاسلحة وسط المناطق السكنية



+ المواطن عبدالله محمد وهو واحد من الذين تضرروا من العمليات العسكرية يقول: بعد انسحاب الجيش العراقي عند دخول القوات المحتلة الى بغداد تركوا كميات كبيرة من الاسلحة والمعدات بين المناطق السكنية ومنها منطقتنا الزعفرانية فقامت قوات الاحتلال بجمع هذه الاسلحة بعد تمشيطها للمنطقة وقامت بتفجير هذه الاسلحة دون ان تنذر المواطنين وغير آبهة بنتائج ما سيحل بهم من جراء تفجير أكداس كبيرة من العتاد والاسلحة، مما ادى الى تحطيم وتهديم اجزاء كبيرة من منزلنا وذلك في يوم العاشر من نيسان عام 2003. لكن الله وحده رأف بنا وانجانا من هذه المحنة حيث خرجنا من الباب الخلفي للبيت، الذي تحطم الجزء الاكبر من مقدمته بعد ان تعر ض 3 من اطفالي الى جروح ونحن الآن بلا مأوى فقد قام بمساعدتنا بعض الاصدقاء والاقرباء، لفترة قصيرة لكن الى متى نبقى مشردين فنحن لا قدرة لنا لبناء هذه الدار المحطمة لأننا نعاني من بطالة بسبب تسريحي من الجيش.



ويضيف المواطن عبدالله محمد: اننا راجعنا مقر قوات الاحتلال وقدمنا لهم وثائق مصورة بالاضرار التي حصلت لمنازلنا كما راجعنا امانة بغداد وقد قام فريق منها بالكشف عن الاضرار التي حصلت في عدد من منازل المواطنين ثم ذهبنا الى مقر القوات الامريكية في الكاظمية في مقر الشعبة الخامسة سابقاً الا ان القائد العسكري كتب على فايلاتنا [نقطة حرب] هذا يعني عدم تعويضنا للاضرار التي حصلت لنا ولمنازلنا.



قصف عشوائي ونحن ندفع الثمن



+ اما المواطنة ام احسان الذي تهدم بيتها هي الاخرى نتيجة القصف الجوي من قبل القوات الامريكية تقول: بعد ان قامت قوات الاحتلال بقصف شديد لمنطقتنا في الدورة تعرض منزلنا مع عدد كبير من المنازل الى اضرار كبيرة حيث سقطت عدة بيوت نتيجة هذه الانفجارات فأنا ام لخمسة ايتام وكان هذا البيت يؤويني انا واطفالي ولكن المشكلة لم تسأل عنا اي جهة سواء حكومية او انسانية حتى قوات الاحتلال كانت ترفض القيام بالتعويض رغم محاولاتنا المتكررة لهم باعتبار ان بيوتنا تهدمت اثناء العمليات العسكرية وهذا يعني عدم التعويض ونتساءل من ينصفنا نحن الفقراء فقد ظلمنا في العهد البائد والآن نظلم مرتين مرة لتهديم بيوتنا فوق رؤوسنا وترويع اطفالنا ومرة ثانية بعدم تعويضنا عن هدم منازلنا، سواء بالمال او اعادة بنائها لنا.



قتل زوجته وهدم بيته واقتياده للسجن بسبب كلاشنكوف



+ اما المواطن مرتضى عباس فقد واجهنا والمرارة تقطر منه فهذا المواطن هاجم بيته الامريكان بحجة وجود اسلحة في بيته وتم هدم البيت وقتل زوجته واقتياده الى السجن لمدة اكثر من سنة خرج بعدها مصاباً بأمراض نفسية بالرغم من انهم لم يعثروا في البيت سوا على بندقية كلاشنكوف.



ويضيف المواطن من يعوض اولادي الصغار من حرمانهم من امهم وسجني لعدة شهور دون سبب هل هذه الديمقراطية، التي أتت بها امريكا لنا فيقول بعد خروجي قدمت طلباً الى الجهات المعنية في قوات الاحتلال وراجعت حقوق الانسان لكن لم أر اي شيء على ارض الواقع لتعويض عن ممتلكاتي التي هدمت وزوجتي التي قتلت.



حرق السيارات وقتل اصحابها بدم بارد



. فيما قال المواطن ارشد عباس تم قتل 3 من اخوتي وحرق سيارتهم على طريق بغداد - بابل بسبب تعرض دورية لهم لاطلاق نار في منطقة اللطيفية وقامت القوات الامريكية بحرق عدد من السيارات وقتل اكثر من 10 مواطنين من بينهم 3 من اخوتي دون ان يكون هناك سبب فالامريكان عندما يتعرضون الى اطلاق ناريقومون بتمشيط المنطقة حولهم ويقتلون كل من كان في هذه المنطقة سواء من مواطنين يسيرون على الاقدام او يستقلون سياراتهم وهناك شواهد عديدة في كل انحاء العراق فالقوات الامريكية تقتل العراقيين بدم بارد لانهم يعرفون مسبقاً ان لا احد يحاسبهم على فعلتهم.



بين قوات الاحتلال والدولة والمنظمات الانسانية ضاعت الحقوق



+ يقول المواطن سامي عباس: بعد ان تم هدم بيتي واحتراق جميع محتوياته بالاضافة الى اصابتي بشلل الاطراف السفلية نتيجة لسقوط البيت عليّ نتيجة وقوع قذيفة عليه ولولا مشيئة الله سبحانه وتعالى لكنت من الاموات الآن بعد ان سقط 5 شهداء من عائلتي بينهم 3 اطفال، حيث رقدت بالمستشفى لمدة اكثر من شهرين وتحملي مصاريف العلاج الباهظة لهم موثقاً بالتقارير الطبية عن حالتي المرضية وأني عاجز 100% بالاضافة الى شهادة الوفاة لاطفالي وصور فوتوغرافية واشرطة [CD] عن مدى الاضرار التي لحقت بمنزلي الا ان القوات الامريكية المحتلة لم تجب عليّ بنعم ولا ورغم مرور اكثر من عام لازال الامر على حاله وقد راجعت وزارة حقوق الانسان وملئت استمارات لكن الامر لا يتعدى مجرد اوراق تركت في ملف بعيداً عن الانظار كما اتجهت الى منظمة حقوق الانسان وقدمت طلبات للتعويض موثقة بجميع الوثائق التي تثبت مسؤولية قوات الاحتلال بمأساتي الا ان اي بارقة امل لم تلمح في الأفق.



ماذا تقول وزارة حقوق الانسان؟



+ قال مصدر مخول في وزارة حقوق الانسان ان التعويضات للمتضررين سواء بالانفس او الاموال او الاملاك لم ترصد اي مبالغ لهذا الغرض نتيجة كثرة الاصابات والاضرار التي لحقت بالمواطنين جراء العمليات العسكرية الامريكية التي بدأت في ربيع العام الماضي وحتى اللحظة التي يذهب ضحيتها اناس ابرياء واملاك مواطنين لا ناقة لهم ولا جمل بما يحدث ونحن نقوم بملأ استمارات تحتوي على معلومات لتعويض المواطنين في حالة اقرار هذا الامر من قبل الحكومة ونحن ننتظر هذا الامر في المستقبل القريب.



حقوق الانسان والمتضررين؟!



+ توجهنا الى احد مقرات حقوق الانسان في شارع الرشيد والتقينا السيد محمد الموسوي، وسألناه عن مدى فاعلية المنظمة بالوقوف الى جانب هؤلاء المتضررين؟ فأجاب:



- قامت المنظمة باستقبال كافة الطلبات المقدمة من المواطنين الذين تضرروا جراء العمليات العسكرية ومابعدها سواء الاضرار المادية او الجسدية ايماناً منا كمنظمة انسانية بحق هؤلاء المتضررين بتعويضهم عن ممتلكاتهم التي دمرت او الاضرار الجسدية او النفسية التي لحقت بهم نتيجة لاهمال قوات الاحتلال لنا وبعد العمليات العسكرية. وحق التعويض جاء حسب الاستناد الى معاهدة جنيف في المادة الرابعة فقرة [52] والتي تحظر على قوات الاحتلال تدمير اي هدف مدني سواء كانت تتبع ملكيته للناس او الدولة.



وقد وصلت الطلبات عشرات الآلاف ولكن بعد تقديمها لقوات الاحتلال فوجئنا بعدم النظر بالاضرار التي حصلت قبل 2003/5/1 والاكتفاء بالنظر بالاضرار التي حصلت بعد هذا التاريخ ويحثنا عن مخرج قانوني لهذا الامر والتفريق بين الحالتين والتقينا بمنسق قوات الاحتلال القاضي [كامبل] لكن لم نجد عنده اجابة كاملة عن هذا الموضوع وعن طريق المنظمات الانسانية الامريكية حصلنا على قانون امريكي عسكري تابع الى قوات الاحتلال يسمى [قانون الترضية] مضمون هذا القانون هو خلق علاقة طيبة بين المواطنين في البلد المحتل وقوات الاحتلال والذين تضرروا نتيجة العمليات العسكرية وتعويض المواطنين الذين تضرروا بصورة عاجلة نتيجة العمليات العسكرية للقوات الامريكية حتى يتمكن المواطن المتضرر اعادة اعمار ما دمره الجيش الامريكي لكن ما ادهشنا ان هذا القانون نفاذه بعد الاعلان ا لرسمي لنهاية الحرب في الاول من حزيران من عام 2003 لذلك لم تشمل حالات الاضرار التي حصلت في اثناء العمليات العسكرية ورغم وجود هذا القانون الا ان قوات الاحتلال لم تلتزم به ولم تعوض الكثير من الاضرار للمواطنين مؤكداً ان المنظمة مستمرة بالمطالبة بحقوق المتضررين، ونحن ننتظر من الحكومة المقبلة ان تقول كلمتها في هذا الامر لكي ترفع الظلم عن هذه الشريحة التي تضررت نتيجة العمليات العسكرية وما لحقها.



+ وهل التقيتم بمسؤولين حكوميين؟.



- نعم التقينا بعدد من المسؤولين في مجلس الحكم المنحل الا ان اجاباتهم كانت غامضة وتشفي الجرح وأملنا كبير بالحكومة المقبلة للبلاد لعلها تجد الحلول المناسبة لهذه المشكلة.



+ وكيف تنظرون للاضرار التي حصلت نتيجة الاعمال الارهابية؟.



- الحقيقة هناك مشكلة تواجهنا هي الاعمال الارهابية والاضرار التي تنتج عنها سواء بالارواح او الاملاك فالقوات المحتلة تقول هي غير مسؤولة عن هذه العمليات وبالتالي ليست هناك اي تعويضات.



الحكومة المقبلة ماذا ستفعل



يبقى امر تعويض هذه الفئات متروك على عاتق الحكومة العراقية المقبلة لكي تجد الحلول المناسبة لها لكي تزيل ولو جزءا بسيط حتى الألم والحزن والحيف والظلم الذي لحق بها نتيجة لتهرب قوات الاحتلال عن القيام بواجباتها تجاه هؤلاء الذين دفعوا الثمن ارواحهم ومنازلهم وممتلكاتهم دون ان يكون لهم اي يد في كل ما يجري، نحن بانتظار الحكومة المقبلة لكي تزيح غبار الظلم عن وجوه هؤلاء وتطيب جراحاتهم وتمسح الألم والحزن الذي لحق بهم.



وهنا تساؤل يطرح نفسه هل الحكومة المقبلة ستكون عادلة لتحل العدل في ربوع الوطن ام ستكون كسابقتها اجاباتها مبهمة ليبقى هؤلاء بانتظار حكومة اخرى ربما ستكون اكثر عدلاً ؟.



==========

اعمدة



عندما تكلم الفلاح

سليم رسول



كان يتكلم بألم عمره مائة عام، الم تحس بأنه اكبر من هذا الجسد الماثل امامك يحدثك بشجون وهموم واحزان وحسرات ما تزال مع قدمها جديدة ماثلة، لانها لم تمت بعد ولم تصل الى خانة الذكريات.



كان ذلك الفلاح العراقي الجنوبي الذي حفرت السنين في وجهه اخاديد كأخاديد ارضه العطشانة، فتتشققت عن جوفها لتدع الحرارة التي فيها تنطلق نحو قلب ذلك الفلاح.



هذا ليس نصاً ادبياً احاول فيه الرسم بالكلمات بل هو حدث مازال يحدث مع اهلنا في الجنوب والوسط الذين لايجدون غير الارض يزرعون فيها محاصيلهم ويبثونها شكواهم



قال لي: لو كانت هناك حكومة تحس بنا لكرمتنا بانواع التكريم لاننا نحن الذين نطيب موائدهم بالعنبر الزاكي، هذه الانهار والبزول والسواقي لم تحفرها ولم تشقها حفارة او ماكنة اخرى، انما الذي شقها سواعدنا هذه وبمساحينا هذه.



قال لي كلاماً كثيراً كثيراً ولكن كل الكلام مبعثه اهمال لا ندري هل هو متعمد ام لا من قبل وزارة الزراعة وهو اهمال يتزامن مع بدء موسم العنبر الذي هو نفط دائم اذا احسنت الوزارة التعامل معه وهيئت الظروف والادوات المساعدة لانجاح الموسم.



الفلاح العراقي يشتكي الان من قلة المياه واذا توفرت فالكهرباء تصبح المعوق الاكبر اذ لايستطيع تشغيل ماطورات الماء، وبعدها مشكلة الادوية المكافحة للامراض التي تصيب المحصول وكثير غيرها، لايجد الفلاح في وضعه الراهن اي اهتمام بحلها واي تسهيل للعملية الزراعية.



لقد لاحظ هذا الفلاح ملاحظة جديرة بالـتأمل عندما ذكر لي ان انفجار انبوب نفط في غرب العراق يثير ضجة اعلامية ويأخذ من الاهتمام ما يأخذ فيما نحن الان نحس بان موسم العنبر سوف يمر علينا دون زراعة وفيه ما فيه من الخسارة للبلد دون ان تقوم الوزارة بعمل شيء لنا او بأقل تقدير تحاول الاستماع لنا حتى تعرف ما الذي نريده حتى ينجح هذا الموسم.



اليست الزراعة نفط دائم فلماذا هذا الاهمال لهذا القطاع الهام جداً لقد مرت سنة منذ سقوط الطاغية لم يشعر الفلاح العراقي ان هناك شيئاً تغير غير انه بدأ ينام ويصحو على زبد الوعود التي لايعرف متى يمكن ان يتحقق شيء منها.



يقول احد الخبراء الاقتصاديين: كنت اظن ان العراق بلد نفطي فقط ولكنني عندما نظرت اليه من الجو اذهلتني تلك المساحات الشاسعة من الاراضي الزراعية.



ولكننا مع الاسف نفرط في هذه الثروة ولا نحسن ان نستخدمها كما هو مطلوب لقد كتبنا عن النخيل وعن ما تعرضت له ثروة التمور من اعدام عن عمد على يد النظام البائد، غير اننا لم نجد وزارة الزراعة الى الان تعرب عن اهتمامها بالنخيل وعن قيامها بحملات شتل النخيل لمعالجة الانخفاض الهائل في عدد النخيل في العراق.



انه موسم خير وعطاء بدأ ومالم تقم وزارة الزراعة بجهود حثيثة لاستثمار هذا الموسم فان مورداً اقتصادياً ضخماً سوف يضيع على العراق ولا اعتقد ان مسؤولية ذلك يمكن ان تبتعد عن وزارة الزراعة ، ولا يمكن ان يعذر الذين يساهمون في اهدار ثروات العراق وهو في امس الحاجة اليها .



==========



من ثقافة الدعوة



إزالة الحواجز النفسية بين أهل المذاهب

بفعل أسباب عقائدية وسياسية وانقسم المسلمون إلى اتباع مذاهب متعددة منها ما يندرج تحت اسم الشيعة الامامية والزيدية والاسماعيلية .ومنها ما يندرج تحت اسم السنة وهي أربعة مذاهب أقرت رسميا من قبل السلطات الحاكمة في اكثر البلدان الإسلامية :الحنفي والملكي والشافعي والحنبلي ،وهناك أيضا الظاهرية .وينقسم من هذه المذاهب باطنية أو سرية نتيجة للاضطهاد المذهبي الذي كان قائما في عهود متطاولة من الحكم الإسلامي أو للتأثر باتجاهات باطنية من الخارج الإسلام . ولاشك أن هناك انحرافات ليست من الإسلام لان الإسلام واحد وآيات القرآن مبينة ومجال الاختلاف إنما يكون في فهم النص أو في إثبات بعض نصوص السنة وهذا هو الاجتهاد في الفتوى وليس التفرق إلى مذاهب متباغضة متحاربة .وبصورة عامة لا انكار الا من ينكر إحدى الشهادتين أو ينكر ضرورة من ضرورات الإسلام لا لأجل شبهة أو يدعي النبوة لأحد بعد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه واله وسلم كالقاديانيين والبهائيين واتباع أليجا محمد الذين يدعون له النبوة وأمثالهم .. وفيما عدا ذلك لا نكفر أحدا ممن ينطق بالشهادتين ونترك لأعضاء دعوتنا أن يقلدوا أي مجتهد يثقون باجتماع الشرائط فيه ،في الأمور التي لا توجب مصلحة الإسلام جمع الناس فيها على واحدة وفي هذه الأمور ترجع الدعوة الى الولي الفقيه المتصدي لقيادة الأمة



أن من أهم النتائج السيئة لتفرق المسلمين إلى مذاهب ،هذه الحواجز النفسية التي سببها الاضطهاد المذهبي والجهل بالإسلام والغايات السياسية والاستعمارية وان من أهدافنا العمل على إزالة هذه الحواجز التي لايرضاها الإسلام وتقوية أواصر المسلمين ،وان يطلع المسلمون على آراء بعضهم البعض ويتعاملوا بنفسية منفتحة،وان يتكاتفوا في مواجهة التحديات الاستعمارية التي تمس وجودهم جميعا



ومن العوامل التي تساعد على إزالة الحواجز النفسية بين المسلمين أن يطلع علماء المسلمين على جميع آراء المذاهب الإسلامية في العقائد والفقه والأصول وتفسير القرآن وغير ذلك من العلوم الإسلامية وعلينا تشجيع التأليف والنشر للعلوم الإسلامية المقارنة بين المذاهب وتشجيع الجمعيات المنفتحة مذهبيا والجمعيات التي تتخصص في التقريب بين أهل المذاهب .



- ويمكن كذلك استثمار التجمعات الإسلامية الكبرى مثل الحج كي يتصل المسلمون بعضهم بالبعض الآخر ويشرحوا أوضاعهم وأفكارهم لبعضهم بهدف التعارف والتأليف لا بهدف التحدي وإثارة البغضاء .



- ويمكن أن يقوم الدعاة بشكل خاص بما يلي من الأعمال في هذا السبيل :



1-تشجيع الأبحاث المختلفة الفكرية والاجتماعية والسياسية لتأليف المسلمين .



2-التزاور العفوي والمقصود بين أهل المذاهب المختلفة .



3-التعارف والتعاون بين الواعين من المسلمين في إطار النقاط المشتركة الكثيرة .



4-القيام بأعمال سياسية واجتماعية مشتركة وخاصة بين الشيعة والسنة لا نهما الطائفتان الرئيسيتان بين المسلمين .



5-القيام بأعمال سياسية واجتماعية مشتركة بين التجمعات الإسلامية ذات الانتماءات المذهبية المختلفة .



،وان يتكاتفوا في مواجهة التحديات الاستعمارية التي تمس وجودهم جميعا .



==========



فكر و ثقافة

في جامعة بابل اكثر من 20 بحثاً حول فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر

متابعة : مازن العباسي - علي موسى

بمناسبة اربعينية السيد محمد باقر الصدر اقامت جامعة بابل الندوة الاولى حول فكر الشهيد محمد باقر الصدر بنيت على اربعة محاور لتتناول منهجه الفكري في الفلسفة والفقه والاقتصاد والاجتماع والتاريخ فمعلوم للجميع ان السيد كان شمولياً بالنسبة لأستيعابه لكافة صنوف المعرفة ولايمكن للمرء ان يلم بكل تفاصيل تشعبه العلمي في وقت يقاس بالدقائق الا ان الباحثين الذين شاركوا في هذه الندوة كانوا من القدرة بحيث اعطوا المواضيع التي طرحت حقها. ففي المحور الاجتماعي الذي تطرق فيه اكثر من تسعة باحثين لفكر الشهيد في هذا المجال اتسعت دائرة البحث لتشمل كافة نواحي الحياة بالنسبة للفرد والمجتمع وكل ذلك وفق منهج دقيق سار عليه في كل نتاجاته الفكرية وحركته العلمية التغييرية والاصلاحية مما جعله يقدم نتاجاً هائلاً خدم الواقع الاسلامي في مختلف الاصعدة والمجالات فقد تعامل مع الواقع على انه مترابط الحلقات والاجزاء وانه يشكل وحدة موضوعية في نهاية الامر.. وفي المحور التاريخي قدم بحثان الاول بعنوان [السنن التاريخية في فكر الشهيد] للشيخ ميثاق الخفاجي والثاني بعنوان [الشمولية في فكر الشهيد] للباحث حسن جليل هيجل وقد ناقشت بحوث هذا المحور نظرة السيد لنهاية التاريخ رغم حداثة الموضوع على ساحة الصراع الفكري ومقارنة ذلك بأحدث ما توصل اليه الفكر الغربي في رؤيته لنهاية التاريخ.



ومن ناحية اخرى فان السيد رغم اطلاعه على الثقافة والعلوم ورغم اليقين الثابت لديه على مستوى الفكر والعقل نجده يتدفق عاطفة وحباً لعقيدته ودينه يتضح ذلك من جملة النصوص التي كتبها في فترات مختلفة من حياته فنجده يأتي بالشاهد التاريخي والكلمة القوية ليس من اجل اقناع القارىء بفكرته فحسب وانما من اجل اشراكه في مشروعه الحضاري ويكفي قوله في النهج [ان دمي هو الذي سيترجمني فأنا لا اريد الا خدمة الاسلام وهو اليوم في حاجة الى دمي اكثر من حاجته الى ترجمتي له].



وفي المحور الاقتصادي انفرد الدكتور عبدالامير كاظم زاهر عميد كلية الآداب في جامعة الكوفة في عرض الجدليات المنهجية والتنظيرية في التأسيس الاقتصادي الاسلامي عند الامام الشهيد، فمنذ القرن التاسع وحتى القرن الرابع عشر الهجري تجذر مشهد القطيعة بين التنظير والتطبيق ثم ساعد على ذلك ارتطام التراث الاسلامي بالانجاز الغربي فأنقسم الناس الى شرائح ثلاث (مستغربين، وسلفيين، وتوفيقيين) لكنهم لم يأتوا بحل جذري يزاوج بين النظرية والتطبيق وفق رؤية اسلامية لهذا الجانب المهم في حياة الفرد والمجتمع حتى ظهر السيد الشهيد فتناوله بالبحث والتدقيق من خلال عدة دراسات وبحوث حطمت النظرية الليبرالية واكبت الايديولوجية الديالكتيكية على وجهها فكان مثار اعجاب المفكرين الغربيين من خلال ما تسرب من افكاره اليهم فقد تميزت افكاره ونظرياته بانها تربط بين التنمية المستدامة ومشروعية السلطة.



اما المحور الرابع فكان متعلقاً بالجانب الفلسفي وقد قدم فيه الباحث الاسلامي الدكتور علي التميمي لفكر الشهيد من خلال بحث بعنوان [المذهبية الذاتية ونظرية المعرفة فتعرض للقدرة العلمية الفائقة التي ابداها السيد في مناقشة الفلاسفة العرب والغربيين فقد كان واحداً من ألمع فلاسفة القرن العشرين ان لم يكن اعلمهم على الاطلاق. فبينما اتخذ ارسطو منهج الاستنباط من العام الخاص، اثبت السيد ان الأدق من ذلك هو العكس تماماً، مضيفاً اليه مبدأ الاستقراء الشمولي ومظهراً بانه الافضل في رصد الحالات والاشياء على مر الزمن، وقد آن الآوان لمراجعة وبحث كيفية التعاطي مع مدرسة السيد الشهيد ومواصلة قيمها النبيلة واطروحاتها الحية وتوسيع نطاق الابحاث التي تتناولها وبنفس الروح العلمية والمنهجية الدقيقة من اجل تحقيق الاهداف الرسالية التي ضحى السيد بروحه دونها.



وعلى الرغم من ضيق الوقت فقد أتسمت الندوة بالحيوية من خلال الحوار الذي جرى بين الباحثين والحضور الذي ضم شخصيات مهمة اضافة الى عمداء كليات الجامعة واساتذتها وجمهور غفير من المدعوين والطلبة.



ومن جهة اخرى فقد تشكلت لجنة لتقييم البحوث ضمت كل من الدكتور علي التميمي والدكتور حسن عودة عميد كلية القانون في جامعة بابل والدكتور عبدالامير كاظم زاهر والشيخ ميثاق الخفاجي اشرفت بدقة على فرز البحوث وتصنيفها وابداء التوصيات بما تحتاجه من اضافة او حذف مازاد عن اللزوم فيها.



وقد تبنت الجامعة فكرة طبع هذه البحوث على شكل كتاب من المؤمل ان تتولى وحدة اعلام الجامعة تنفيذ هذا المشروع لاحقاً، وقد راعى هذه الندوة التي استغرقت اكثر من ثلاث ساعات الدكتور جواد كاظم الجنابي مساعد رئيس جامعة بابل







.

==========

آخر الكلام

عادل الربيعي



اقامت الجمعية الوطنية الفرنسية الدنيا ولم تقعدها الاسبوع الماضي، لان القضاء الفرنسي نقض قراراً اصدرته وزارة الداخلية يقضي بابعاد احد رجال الدين الذي جوز ضرب النساء، فكان الرد قاسياً وشمولياً اذ طرح في الجمعية الوطنية مشروع قانون اتفق عليه اليمين واليسار لطرد الاجانب الذين لايؤمنون بالمساواة بين الجنسين، او يحرضون على العنف ضد الزوجات او لايلتزمون بالقوانين الفرنسية.



ويقينا ان رجل الدين هذا الذي لم يعكس صورة الاسلام العظيمة في تعامله مع النساء وقيم المساواة النبيلة التي ارساها في المجتمعات الاسلامية قد اخطأ كثيراً وهو يتجاهل حقوق المرأة في الاسلام ليعطي ذريعة جديدة للبرلمان الفرنسي الذي لديه حساسية اصلاً تجاه الجاليات الاسلامية.



ولقد حاسب البرلمانيون الفرنسيون رجلاً على قوله ورتبوا على ذلك اثراً شاملاً يطال جميع الاجانب الذين باتت تهمة ضرب الزوجات تلاحقهم.. حتى وان كانوا بريئين من تلك التهمة!



اما في العراق اذ لا رقيب ولا حسيب على الاقوال ولا على دعاة العنف والارهاب والتكفير واذ لاتزال قوة القانون ارق من اغصان الزهور فان عتاة الارهاب القادمين من خلف الحدود لايحرضون على قتل العراقيين وحرمانهم من الامن بل يقتلونهم فعلاً بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، لا بل انهم يواصلون التدفق عبر الحدود للمشاركة في معركة ذبح الشعب العراقي، وليس هناك من يتخذ اجراءً حاسماً او يصدر قانوناً بشأنهم.. او على الاقل يغلق الحدود بوجههم او يضغط على الدول التي تسهل دخولهم وعدتهم بالامكانات والدعم.



نعم هناك شكوى واستياء من مسؤولي الحكومة ووعودها ايضاً ولكن ذلك لايحمي العراقيين الذين تكاثر القوالون والقتلة على جرحهم فياليت الحكومة تأمر بطرد القتلة وتعاقب من يساعدهم وياليتها ترفع حرمة الدم العراقي الى مستوى ملاحقة دعاة القتل والتحريض والفتنة فالقائل في مثل هذه الاحوال كالقاتل بل ربما اكثر تأثيراً وخطورة !

==========



مع تحيات



حزب الدعوة الاسلامية في العراق



النمسا



[email protected]

[email protected]



20040624