صفحة 7 من 7 الأولىالأولى ... 567
النتائج 91 إلى 97 من 97
  1. #91
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    الخميس 5 يونيو 2014 -
    قطر تعتزم الاستثمار بجزيرة قشم الإيرانية

    جزيرة قشم الإيرانية

    قام وفد استثماري قطري برئاسة مساعد وزير الخارجية القطري ورئيس المناطق الحرة محمد بن عبدالله متعب الرميحي بزيارة جزيرة قشم الإيرانية في الخليج، حيث اطلع الوفد خلالها على الإمكانيات الصناعية والتجارية فيها، مبدياً موافقته على تصدير المنتجات الأولية وإحداث مصانع إنتاجية وتصدير السلع إلى قطر و باقي دول العالم .
    وزار الوفد القطري رصيف "كاوه" البحري بجزيرة قشم، للوقوف على الواقع الصناعي والتجاري بالجزيرة، حيث كان برفقة الوفد نائب أمين الهيئة التنسيقية للمناطق الصناعية والتجارية الإيرانية الحرة سعيدي كيا، فضلاً عن المشرف على إدارة منطقة قشم الحرة شعباني فرد، حيث ناقش الجانبان الإيراني والقطري الإمكانيات والفرص الاسثمارية بالجزيرة.
    واستعرض المشرف على إدارة منطقة قشم الحرة شعباني فرد، ميزات الاستثمار والطاقات الكامنة للاستثمار الأجنبي في جزيرة قشم.
    من جهته وصف مساعد وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالله متعب الرميحي، المفاوضات التي أجراها مع الجانب الإيراني بالإيجابية معرباً عن أمله، بأن تتوفر الأرضيات اللازمة للاستثمار القطري بقطاع النفط والصناعة بجزيرة قشم؛ معلناً استعداد بلاده إبداء المزيد من التعاون مع إيران.
    وتمخض الاجتماع عن موافقة الجانبين على تصدير المنتجات الأولية لمنطقة قشم الحرة واستحداث مصانع إنتاجية وتصدير المنتجات إلى قطر والدول الأجنبية.
    وتقرر أيضاً زيارة وفد إيراني إلى قطر للوقوف على فرص التعاون المستمر مع الدوحة.






  2. #92
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي









    الخطوط الإيرانية تتكلم عن سقف عال لتوسعها بعد رفع العقوبات
    رئيس الشركة فرهاد بارفاريش يؤكد الحاجة لـ100 طائرة حالما ترفع العقوبات،
    مرحبا بالتعامل مع إيرباص وبوينغ وبومباردييه
    وامبرير.

    2014-06-07

    قال رئيس شركة الخطوط الجوية الإيرانية فرهاد بارفاريش إن الشركة ستحتاج إلى ما لا يقل عن 100 طائرة ركاب حالما ترفع العقوبات المفروضة عليها وإنه سيكون من الأسهل عليها ان تبرم صفقات مع الشركات التي تعاونت معها أثناء تخفيف العقوبات الحالي.وأضاف بارفاريش وهو أيضا العضو المنتدب للشركة أنه في غياب اتفاق طويل الأجل فإن شركة الطيران الإيرانية ستلجأ بدلا من ذلك إلى روسيا والصين كموردين بديلين.وتأتي تصريحات رئيس الشركة ـ التي أدلى بها في مقابلة نادرة مع وسائل الإعلام الأجنبية على هامش مؤتمر لشركات الطيران- بينما تستعد إيران والقوى الست لاستئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي يستهدف إنهاء نزاع مستمر منذ عقود على برنامج طهران النووي.ووقع اتفاق أولي في جنيف في نوفمبر/تشرين الثاني قبلت إيران بموجبه وقف أنشطة نووية حساسة مقابل تخفيف مؤقت للعقوبات. والهدف من الاتفاق الذي أصبح ساريا اعتبارا من 20 يناير/كانون الثاني هو كسب الوقت للتوصل إلى اتفاق نهائي خلال ستة أشهر.وقال بارفاريش لرويترز ردا على سؤال عما إذا كان إبرام صفقات مع الشركات التي تعاونت مع إيران يجيء في إطار الاتفاق المؤقت في جنيف، قائلا "نعم بكل تأكيد".وأضاف "اعتقد أنه إذا رفعت العقوبات المفروضة على قطاع الطيران فإننا سنحتاج إلى ما لا يقل عن 100 طائرة ركاب في الوقت الحالي - من الطائرات الكبيرة الحجم والصغيرة الحجم".وقالت شركتا بوينغ وجنرال إلكتريك الأميركتان إنهما تسعيان إلى تصدير قطع غيار لإيران بموجب الاتفاق على تخفيف العقوبات الذي سينتهي أجله في 20 يوليو/تموز.وقال بارفاريش إن مجموعة إيرباص الأوروبية تعمل أيضا مع إيران بموجب الاتفاق المؤقت. وأكد متحدث باسم الشركة -التي قالت في وقت سابق إنها تدرس ذلك- إن الشركة طلبت من واشنطن تصريحا لتصدير قطع غيار لإيران.وقدم قائمة بطرز الطائرات الغربية التي قال إنها تتناسب مع شبكات الطيران الخاصة بالخطوط الجوية الإيرانية ومن بينها إيرباص 320 وبوينغ 737-800 صغيرة الحجم وطائرات كبيرة الحجم مثل إيرباص 330 و350 وبوينغ 777 و787 وربما 747-8 .وأشار أيضا إلى شركة بومباردييه الكندية وامبرير البرازيلية اللتين تكافحان من أجل الحصول على حصة صغيرة في سوق طائرات الركاب الذي يبلغ حجمه 100 مليار دولار سنويا.وقال بارفاريش "نستطيع العمل معهم جميعا". وتابع قائلا "حتى لو لم تكن الطائرات متاحة في الحال يمكننا بسهولة استئجارها".وأكدت التقديرات أن إيران ستحتاج إجمالا إلى ما يصل إلى 400 طائرة وقال إن استراتيجية الشركة ستقوم على التنافس مع شركات الطيران الخليجية التي تنمو بسرعة.وردا على سؤال عما إذا كانت إيران تجري محادثات مع شركات مصنعة للطائرات بشأن احتياجاتها في حالة رفع العقوبات قال بارفاريش "نحن على اتصال مع كثير من الشركات المصنعة للطائرات.. لم يكن الأمر سهلا من قبل لكنه لم يكن محرما على أي من الجانبين".وأضاف ردا على سؤال عما إذا كانت هذه المباحثات تشمل شركتي إيرباص وبوينغ "كلاهما يتطلع إلى السوق الإيرانية لكن هناك أيضا شركات مصنعة أخرى".وقال متحدث باسم شركة إيرباص "لا نجري مفاوضات تجارية مع إيران".وأكد متحدث باسم بوينغ من جديد أن الشركة حصلت على تصريح مؤقت لبيع قطع غيار لإيران. وقال "أي مباحثات أجريناها مع مسؤولي الطيران الإيرانيين تتفق بشكل صارم مع الترخيص ومع سياسة الحكومة الأميركية".والقدرات التي تمتلكها إيران التي يبلغ عدد سكانها 76 مليونا والتي تعد واحدة من الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات للنفط والغاز، تجعلها جاذبة للشركات الأجنبية التي تسعى إلى فرص طويلة الأجل.وتقول مصادر دبلوماسية إن الشركات الأميركية ستكون من أكبر المستفيدين إذا جرى الاتفاق على تخفيف أكبر للعقوبات لكن من المحتمل أن تكون الشركات الأوروبية رافضة لأن ترى الشركات الأميركية المنافسة تحصل على نصيب الأسد في الاستثمارات المستقبلية كما حدث في العراق.وعلاوة على البرازيل وكندا، تعمل كل من روسيا والصين على تصنيع طائرات ركاب صغيرة الحجم من المقرر أن تدخل الخدمة اعتبارا من عام 2017.واتفقت موسكو وبكين كذلك على أن تنتجا معا طائرة كبيرة الحجم لتقطعا بذلك خطوة مهمة في الطريق إلى قيام تحالف بازغ بين القوتين لكن من المتوقع أن يستغرق ذلك عشرة أعوام على الأقل.





  3. #93
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    كيسنجر: تحدي إيران أهم من تحدي داعش
    واشنطن
    وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر يعتبر أن الحدود الوطنية التي قامت وفقاً لاتفاقية عام 1919-1920 توشك على الانهيار بصورة تامة وهو ما يمنح إيران نفوذاً قوياً للغاية من الناحية الإستراتيجية.


    كيسنجر: داعش ما هي الا "مجموعة من المغامرين تعتنق ايديولوجية في قمة التطرف والعدوانية
    أعرب وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر عن اعتقاده أن "ايران تشكل تحديا أكبر مما يمثله داعش" على المصالح الأميركية والغربية، اذ أن "الصراع مع داعش يمكن إدارته بيسر مقارنة مع نشوب صراع مرير مع ايران".
    وقال كيسنجر في مقابلة مع شبكة "ان بي آر" للراديو إن "الحدود الوطنية التي قامت وفقاً لاتفاقية عام 1919-1920 توشك على الانهيار بصورة تامة، وهو ما يمنح إيران نفوذاً قوياً للغاية من الناحية الإستراتيجية .. تجسيدا للهلال الشيعي الممتد من بغداد الى بيروت مما يوفر لايران فرصة اعادة احياء الامبراطورية الفارسية القديمة".واوضح ان داعش ما هي الا "مجموعة من المغامرين تعتنق ايديولوجية في قمة التطرف والعدوانية"، لكنها تفتقد القاعدة الجغرافية المطلوبة "وتحتاج للسيطرة على مزيد من الأراضي قبل أن تكتمل كواقع استراتيجي دائم".

    الميادين





  4. #94
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    |....تقدير القوّة العسكرية في إيران مهمة صعبة لسرية المشاريع حتى اكتمالها فضلاً عن زيادة دعاية وزارة الدفاع للغموض حيث يتم عرض بعض النماذج البحثية والتجريبية على انّها أنظمة قد دخلت طور الانتاج ليتمّ الخلط بين المنجزات الفعلية والدعاية التي تهدف الى التضليل. وكثيراً ما تفسّر الصحافة الايرانية بيانات الجيش بصورةٍ خاطئة لتساهم في تغذية الالتباس.بالمقابل.بنت إيران قدرتها الردعية على تجنّب منافسة اميركا في مضمارها، فهي تعرف سلفاً انّها لن تتمكن يوماً من مواجهة قوة غربية في الجوّأو في البحر، ومن هنا انبثقت تقنيات الحرب اللامتكافئة التي ترمي الى استغلال الثغرات وضرب العدوّ بوسائل غير تقليديّة.لذلك فأن النقاش العسكري والتقني يمثّل «البنية التحتية» لتطوّر العلاقات بين إيران والغرب، وهو ما يحدّد، إلى درجة كبيرة، ديناميات المواجهة والعقوبات، والحوار والتوافق، والتنافس والصفقات؛ ومن يجهل هذه الخلفية يصير من السهل عليه تصديق نظريات المؤامرة التي تنشر بأن هناك لعبة ما بينهما مفادها التظاهر بالعداء في العلن لخداع العرب!. النظر الى حجم الاقتصاد الاميركي وقدراته التكنولوجية الهائلة، لا يمكن لأحدٍ في العالم أن يخيف اميركا بحجم جيشه أو عبر بناء أساطيل جوية وبحرية على النمط الاميركي، ما يخيف اميركا هي الجيوش التي تملك خبرةً قتالية، والتي لها عقيدة خاصّة بها، تستفيد من الميزات المحلية والجغرافية، وتصمّم نمطها القتالي خارج الاطار الغربي التقليدي. في هذا المجال، يمكن لنا أن نتعلّم الكثير من تجربة إيران....|

    ما الذي يخيف أميركا في إيران؟


    خبرٌ مرّ منذ أسبوعين ولم يحظَ بتغطية اعلامية وافية، ولكن المختصين والمعنيين قرأوه باهتمامٍ بالغ: أعلنت إيران قيامها بأوّل تجربة حيّة لنظام الدفاع الجوي «بافار-373»، الذي يُقال انّه يوازي - أو استنساخ عن - نظام «اس 300» الروسي. في الوقت نفسه، عرضت وسائل الإعلام الايرانية أوّل صورة لأحد الصواريخ الخاصة بنظام «بافار»، وهو يشبه الى حدّ بعيد الصاروخ المستعمل في «اس 300». تمثّل التجربة بدء اكتمال الحلقة الأخيرة في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، والتي تتكوّن من أنظمة عدّة تعمل على مديات عدة، بعضها تطويرٌ لأسلحة اميركية قديمة، وبعضها الآخر استنساخٌ لرادارات وصواريخ اجنبية، ومنها ما هو مزيجٌ بين الاثنين.

    تقدير القوّة العسكرية في إيران مهمة صعبة إلى حدٍّ بعيد، فالعديد من المشاريع تحاط بالسرية، ولا يكشف عنها الا بعد اكتمالها، فيما تزيد دعاية وزارة الدفاع من الغموض، فيتمّ عرض بعض النماذج البحثية والتجريبية على انّها أنظمة قد دخلت طور الانتاج، ويتمّ الخلط بين المنجزات الفعلية والدعاية التي تهدف الى التضليل. وكثيراً ما تفسّر الصحافة الايرانية بيانات الجيش بصورةٍ خاطئة (والاعلام، بشكل عام، معروفٌ بجهله في القضايا العسكرية وتغطيته القاصرة لهذه المواضيع)، فتساهم في تغذية الالتباس.

    ما نعرفه هو أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل كانت تخطّط جدياً لحربٍ ضدّ إيران، أو أقلّه حملةً جوية لضرب البرنامج النووي الإيراني وأهداف عسكريّة اخرى، منذ أيّام غزو العراق. حتّى أنّ إحدى كبريات شركات الطاقة في العالم تلقّت تقاريراً من الاستخبارات الروسية، عام 2006 تؤكّد أن الحرب حاصلة في الأشهر المقبلة، فما الذي أجّل المواجهة طوال هذه السنين حتّى أصبحت سيناريو مستبعداً وغير محبّذ بالنسبة للجيش الأميركي، على الرغم من الاحتجاجات الإسرائيلية؟

    شروط اللعبة

    لو كان الهدف هو عقد مقارنة عسكرية بين قدرات إيران والقدرات الأميركية، لكانت الإجابة سهلة وواضحة: لا يوجد أيّ نوعٍ من التكافؤ بين موارد وامكانيات البلدين، لا من ناحية الميزانية ولا المستوى التكنولوجي ولا التجهيز والمعدّات.

    أكثر الدبابات الإيرانية قديمة، عمرها أكبر من عمر الثورة، والأمر نفسه ينطبق على سلاح الطيران. آخر صفقة عسكرية جدية عقدتها إيران مع الخارج لتحديث الجيش كانت في بداية التسعينيات، حين اشترت عدداً من دبابات «تي 72» وطائرات «ميغ 29» من روسيا - إضافة الى غواصتين - هي «أحدث» الأسلحة المستوردة في ترسانة إيران التقليدية اليوم.

    من ناحيةٍ أخرى، فإنّ المواجهة مع إيران لا تنطوي على حربٍ مباشرة عبر حدود البلدين، بل إنّ على المهاجم ارسال قواته الى منطقة تبعد آلاف الكيلومترات عن البرّ الأميركي، ونشرها على مسافة طيران من إيران، وتأمين طرقٍ آمنة للتزويد الجوي بالوقود، والسيطرة على بحيرة ضخمة - هي الخليج العربي - يقلّ عرضها في كثير من الأماكن عن المئتي كيلومتر وعمقها عن الخمسين متراً. دخلت البحرية الأميركية الخليج في الثمانينيات، مستغلّة ظروف الحرب بين العراق وايران، وفرضت نفوذها بالقوة بعد سلسلة مناوشات تحوّلت الى حربٍ خاطفةٍ ضدّ البحرية الإيرانية، كسبتها القوات الاميركية بسهولة («عملية فرس النبي»).

    بهذا المعنى، فإنّ هناك تشابهاً ما بين حالتي إيران والصين، إذ إنّ البلدين يضعان نصب أعينهما هدفاً عسكرياً محدداً: مواجهة هجومٍ غربيّ، يرفده حلفاء محليون، ومنعه من بسط السيطرة الكاملة على المجال البحري الذي يحيط بالبلد وحصاره وضربه.

    الفارق هو أنّ الصين تتوقّع مواجهة محدودة وعنيفة في بحر الصين الجنوبي، في اطار التنافس على النفوذ، ولكنّها تعرف ايضاً أنّ هكذا اشتباك لا يمكن أن يتطوّر الى اجتياحٍ لبرّ الصين أو الى هجومٍ يهدف لقلب النظام وتدمير اقتصاد البلد، نظراً الى عامل الردع النووي الّذي تحوزه الصين ولا تملكه إيران – بعد، وهو تحديداً السيناريو الذي تريد أميركا منعه.

    لو كانت ظروف المواجهة مختلفة، ولم يكن الخليج ساحة الحرب المحتملة، لما شكّلت أغلب أنظمة التسليح الإيرانية تهديداً للقوات الأميركية. إيران، مثلاً، ركّزت على استيراد الصواريخ الحديثة المضادة للسفن من الصين (من فئات «سي-801» و«سي-802») وتطويرها وبناء نسخ جديدة منها يفوق مداها الـ200 كيلومتر وبنظم توجيه متعددة.

    هذا لا يعني شيئاً كثيراً لو كانت المواجهة تجري في عرض المحيط، حيث تقوم حاملات الطائرات والمدمرات التي ترافقها بإنشاء منطقة تحريم تمتدّ على أكثر من 400 كيلومتر في كلّ الاتجاهات، لا يمكن أن يعبر ضمنها زورق أو طائرة، ناهيك عن اطلاق صواريخٍ باتجاه السفن الأميركية. في الخليج، الوضع يختلف، فالمسافة بين البرّ الايراني وقاعدة الأسطول الخامس في البحرين تقلّ عن 190 كيلومتراً، ما يعني أن أية قطعة اميركية في الخليج تقع ضمن مدى الصواريخ التي تطلقها الزوارق السريعة والطائرات، اضافة الى عددٍ ضخمٍ من المنصات الأرضية المتحركة التي تُنشر على طول الساحل الشرقي للخليج.

    بالمعنى نفسه فإنّ الغواصات الصغيرة، التي تنتجها الأحواض الايرانية بالعشرات، لا قيمة لها اطلاقاً في المياه الزرقاء، حيث تجول الغواصات الاميركية مع الطائرات في «فرق صيد» لقمع هذا النوع من التهديدات، ولكنّها - كالألغام البحرية - تصير سلاحاً مخيفاً في الخليج الضحل، الذي يعجّ بالأهداف ولا يعمل فيه السونار بكفاءة - اضافة الى أنّ الغواصات الاميركية الضخمة لا تقدر اصلاً على العمل والغطس في أغلب أجزاء الخليج.

    هذه المعادلة تنطبق ايضاً على القواعد الاميركية في الدول المجاورة وترسانة ايران الصاروخية. يقول بعض الايرانيين إنّ صاروخ «فاتح 110»، الذي يمتاز بالدقة وقد صدرت منه ثلاثة اجيالٍ على الأقل حتى الآن، يسمّى «صاروخ لبنان» بين الإيرانيين، لأن مداه ومواصفاته تناسب الساحة اللبنانية بشكلٍ كبير، كأنّه صُمّم لأجلها، غير أنّ «الفاتح» يضع ايضاً القواعد الاميركية في قطر والامارات والسعودية تحت تهديده (اضافة، بالطبع، الى المنشآت النفطية ومرافق التصدير التي تجاور هذه القواعد)؛ وايران تحتفظ، اضافة الى الفاتح، بأعداد هائلة من صواريخ «شهاب 2» و«شهاب 3»، بعد سنوات من تراكم الانتاج، والتي يمكن استعمالها في موجات كبيرة لإغراق الدفاعات الصاروخية - سواء في الخليج أو في افغانستان.

    حربٌ بلا حدود

    يوجد عاملان يلخّصان أسباب التردّد الأميركي في خوض المغامرة العسكرية ضد إيران: أوّلاً، صعوبة حصر الحرب وابقائها ضمن الحدود التي تريدها اميركا. وثانياً، لأنّ الحرب ضدّ إيران تهدّد بأن تكون المواجهة الأولى التي يخوضها الجيش الاميركي ضمن شروط «الحرب الحديثة»، بمعنى وجود خصمٍ لا ينتمي جيشه للقرن الماضي، بل يعرف مسبقاً نقاط القوة الاميركية ويحضّر الوسائل التقنية لإبطال مفعولها. بتعبير آخر، فإنّ حرباً ضد إيران لن تكون ميداناً مفتوحاً لاستعراض التكنولوجيا الأميركية المتفوّقة، بل إنّ الجيش الاميركي يعرف انّه سوف يدخل الى ساحةٍ يتمّ التشويش فيها على نظام «جي بي اس»، وقد لا تتمكن الطائرات من دون طيار من الاتصال بقواعدها عبر الأقمار الصناعية، بل إنّ اميركا قد تُحرم من الاستطلاع الفضائي والالكتروني - وهذه كلّها أركان أساسية في عقيدة الحرب الأميركية اليوم (من شبه المستحيل، مثلاً، استعمال الذخائر بعيدة المدى في غياب نظام الجي بي اس، فيصير البديل الوحيد هو التوجيه باللايزر أو عبر الكاميرات، ما يستلزم أن تكون الطائرة القاذفة، أو طائرة من دون طيار، في جوار الهدف وضمن مدى الدفاع الجوي).

    هذه المخاوف ليست مبالغات أو تقديرات، بل هي كلّها مبنيّة على التجربة، وعلى قدراتٍ تمّ اثباتها في الميدان. على سبيل المثال، في الشهر نفسه الذي تمكّنت إيران فيه من التحكّم بطائرة تجسس أميركية «خفية» وانزالها وأسرها العام الماضي، تفاجأ الأميركيون حين قام الإيرانيون بـ«اعماء» قمر صناعي للتجسس كان يمرّ فوق إيران، عبر شعاع لايزر ضرب عدسته على الأرجح. العبرة من الحادثتين هي في أنّ إيران صارت تملك رادارات ووسائل استطلاع تسمح لها بتتبّع الطائرات الخفيّة والأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض، وهذا - لمن يخطّط لحرب - يثير الكثير من المخاوف. قاذفات «البي-2» الأميركيّة، التي تعتبر رأس الحربة في أي حملة جوية، بطيئة وغير قادرة على المناورة، وتعتمد بشكلٍ شبه كامل على ميزة الخفاء حتى تنسلّ الى الأجواء المعادية وتضرب الدفاعات الجوية؛ وحين تثبت إيران قدرتها على قهر تكنولوجيا الخفاء، تصير أغلى قاذفة في العالم - تملك اميركا أقلّ من عشرين نسخة منها - هدفاً سهلاً للدفاع الجوي.

    من جهةٍ أخرى، فإنّ اميركا اعتادت على جيوش «عالمثالثية» تهدّد وترغي وتزبد، ثم يتبيّن انّها هيكلٌ هشّ قائمٌ على الدعاية ويخلو من الفعالية العسكرية، إلّا أنّ انتشار الميليشيات المدعومة من ايران، واداءها في لبنان وغزة والعراق، يرسمان الحدّ بين الدعاية والجدّ، ويعطيان صورةً لا يمكن دحضها عن المستوى القتالي الذي ستواجهه أية قوة غازية. حين ضُربت البارجة الإسرائيلية «هانيت» عام 2006 بصاروخٍ ايراني الصنع، يقول العديد من الخبراء، تأجّلت الحرب على إيران لأعوام. كان العرب أوّل من أدخل الصواريخ المضادة للسفن الى التاريخ العسكري، حين تمكّن زورقا صواريخ مصريان من اغراق المدمّرة الاسرائيلية «ايلات» بصواريخ «ستيكس» الروسية القديمة في تشرين الأول من عام 1967. ضرب «ايلات» هزّ العقيدة العسكرية للقتال البحري على مستوى العالم، بعد أن فهم المخططون أنّ هذه الصواريخ الجديدة تمكّن قارباً صغيراً من تدمير سفنٍِ تفوقه حجماً بأضعاف، إلّا أنّ العرب لم يتمكنوا من تكرار الانجاز ضدّ اسرائيل لأربعين سنة، حتى عام 2006. الفكرة ذاتها تنسحب على العبوات التي أرعبت القوات الأميركية في العراق، والتكتيكات التي أثخنت الاسرائيليين في غزّة ولبنان، واداء القوى المدربة إيرانياً في سوريا.

    أخيراً، فإنّ ظروف المواجهة تمنع اميركا من التخطيط لضربةٍ محدودة أو احتوائية، تُعجز إيران عن الردّ، كما كتب سيمور هيرش في تحقيقٍ عن الموضوع منذ سنوات، اكتشف العسكريون الاميركيون أنّ حصر الحرب ضدّ إيران - كما جرى مع العراق عام 1991 - مستحيل. لا يمكن ضرب المواقع النووية الايرانية من دون تأمين القواعد الجوية في المنطقة، وهذا يستلزم ضرب منصات الصواريخ الايرانية، ولا يمكن تنفيذ ذلك بينما الخليج يعجّ بالصواريخ المضادة للسفن... هكذا، رويداً رويداً، بدأت أهداف الحملة الأميركية بالاتّساع لتتضمن غزواً للسواحل الايرانية وتدميراً لعدد كبير من المنشآت العسكرية في البلد، فتحوّلت الحملة الجوية الخاطفة الى خطّة حربٍ شاملة بمئات وآلاف الأهداف، حتى وصل الجنرالات الاميركيون الى التفكير جدياً في استعمال القنابل النووية التكتيكية لاخماد دفاعات إيران، بحسب مصادر سيمور هيرش.

    هكذا، تصير الحرب ضدّ إيران رهاناً خطيراً، وبعض الباحثين الاميركيين (خصوصاً اولئك القريبون من اسرائيل) حاولوا تشجيع الحكومة الاميركية على ضرب ايران، مؤكّدين أنّ الدفاعات الايرانية لن تشكّل خطراً على الاسطول الاميركي المتفوّق، ولكنّ أية دولة في العالم لن تغامر بحربٍ حين يكون ثمن الخطأ وسوء التقدير فيها اغراق حاملات طائرات، أو تدمير قواعدٍ تحوي آلاف الجنود الأميركيين، فارتفاع كلفة الرهان يسبب التردد. كلّ تأجيلٍ للحرب على ايران أدّى الى زيادة صعوبتها وتعقيدها، فضرب ايران عام 2004 كان أسهل من ضربها عام 2007، وحربٌ ضدّ ايران عام 2007 لا تُقارن بحربٍ قد تجري اليوم، بعد أن طوّرت ايران أسلحة وقدرات جديدة، وعملت خطوط انتاجها لسنوات على انتاج ومراكمة الصواريخ، التي يزداد مفعولها ودقتها مع كلّ سنة (في الأعوام الأخيرة، صار الايرانيون يستبدلون الرؤوس الحربية القديمة في صواريخ «شهاب 3»، مثلاً، برؤوس جديدة أكثر دقّة وفاعلية). من هنا كان الاسرائيليون يستعجلون الأميركيين لضرب إيران، محاججين بأنّ كلّ تأخير للمواجهة سيزيد من صعوبتها وتعقيدها، الى أن تصير غير ممكنة - والإيرانيون بدأوا بعرض الصواريخ الجوالة التي يصممونها، وهي كالتطورات السابقة، ستدخل عنصراً جديداً يغيّر المعادلة بأكملها ما أن تصير في الخدمة.

    مثالٌ عن تحضيرات إيران: كشف طائرات «الشبح»

    بإمكان دول العالم الثالث أن تشتري أفضل تكنولوجيا يصنعها الغرب أو روسيا، وهي لن تُقلق اميركا بمقدار رادارٍ (أقلّ كفاءة) ينتجه البلد بقدراته الذاتية، فكلّ الأنظمة التي تُصدّر معروفة المواصفات والمزايا، والوسائط الالكترونية على متن الطائرات مبرمجة مسبقاً لرصد موجات الرادار المعادي وتقليدها والتشويش عليها. ما يخيف الجيش الغازي هي الأمور التي لا يتوقّعها، والرادار الذي لا يعرف بوجوده، والوسائط الدفاعية التي لا يتحضّر لها. في الحرب الحديثة، بإمكان بطارية دفاع جوي، لو عملت بحرية، أن تسقط سرباً كاملاً في دقائق، والعروض العسكرية الإيرانية تلعب دائماً على فكرة التخويف من المجهول وعرض أنظمة مختلفة ومتنوّعة - وان كانت تؤدي المهمة ذاتها.

    تكنولوجيا الخفاء مثالٌ واضح على كيفية الاستثمار العسكري في إيران. تمكّنت اميركا، عبر حروب عدّة، من تحويل طائرات «الشبح» الى عامل تفوّقٍ نوعي لا رادّ له، فقامت طائرات «اف 117» (النموذج الأول لطائرات التخفي) بضرب الرادارات العراقية في الغارات التي أطلقت حرب الخليج الثانية، ولعبت الطائرات نفسها - اضافة الى قاذفات «بي 2» - دوراً محورياً في حملات يوغوسلافيا والعراق 2003، من جهةٍ اخرى، جرى تطوير وسائل تكنولوجية عدّة لإبطال ميزة الخفاء، وايران ركّزت بحوثها وتصنيعها في هذه المجالات تحديداً.

    الوسيلة الأولى تتعلّق بنوع الرادار: اكتشف الروس سريعاً أنّ تصميم طائرات الشبح مخصّصٌ لتلافي نوع محدّد من الرادارات، هي الرادارات عالية التردد ذات الموجة الرفيعة (اكس-باند)، وهي التي تستعمل على متن الطائرات المعادية وفي رادارات توجيه الصواريخ، هذا التردّد ينتج شعاعاً رادارياً «ضيّقاً»، عرضه بالسنتيمترات، وهو مثاليّ لكشف الأهداف بدقّة ولتوجيه الذخائر.

    فبدأ الروس بالبناء على تقنية الموجات العريضة (ك-باند والـ -باند وفي اتش اف - والأخيرة «موجة مترية»، أي أن عرضها يفوق المتر) التي يستعملها الروس منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكنّ عيبها كان في نقص الدقّة وعدم امكانية استخدامها للتوجيه (كلّما عرضت الموجة تشتّت على المسافات البعيدة، وأعطت احداثيات غير دقيقة عن الهدف). ميزة الموجة العريضة هي أنّ حجمها الكبير يجعل تصميم طائرة الشبح من دون فائدة، فأسطح الطائرة مخصّصة لتشتيت وحرف وامتصاص الموجات السنتيمترية الصغيرة، ولكنّها لن تمنع شعاعاً عريضاً من الارتداد الى المصدر وكشف الهدف.

    حين أُسقطت طائرة «اف-117» فوق يوغوسلافيا، عزا العديد من الخبراء الأمر الى استعمال اليوغوسلاف رادارات روسية قديمة (الـ-باند - وهي موجة ديسيمترية) في نظام «سام 3» الذي أسقط الطائرة. بعد حرب يوغوسلافيا، ذهب الرّوس خطوةً أبعد في تطوير جيلٍ جديد من الرادارات المترية الحديثة تُقارن دقّتها برادارات التردّد العالي، وصار هذا النظام يدمج في كلّ بطارية «اس 300» تشغّلها روسيا. ايران أظهرت، منذ سنوات، أشكالاً مختلفة من رادارات الموجة العريضة، أشهرها «مطلع الفجر 1» و«مطلع الفجر 2»، والأخير يشبه الى حدٍّ بعيد رادار «النيبو» الروسي الذي يعتبر «كاشف الخفاء» في بطاريات «اس-400».

    ويدّعي جنرالات إيرانيون أنّ هذه الرادارات أضحت منتشرة الى درجة تغطية المجال الجوي الإيراني بشكلٍ شبه كامل.

    التيار الثاني في محاربة تقنيات الخفاء يدعو الى اعتماد المعدّات البصرية بدلاً من الرادار، فمع تطوّر الكاميرات الحرارية الحديثة، اكتشف الطيارون أنّها تمثّل بديلاً ممتازاً من الرادار في الكثير من الحالات، فهي وسيلة رصد هامدة (لا يعرف العدوّ انّها تلاحقه)، وقد اختبر الروس، منذ الثمانينيات، أنّ الكاميرات الحديثة أضحت قادرة على رصد القاذفات الأميركية من مسافاتٍ بعيدة - تفوق الـ90 كيلومتر - من دون الحاجة الى تشغيل الرادار، خصوصاً على الارتفاعات العالية حيث يكون الفارق الحراري كبيراً بين الطائرة والجو البارد المحيط بها. لا توجد دولة في العالم اليوم تعتمد الأنظمة البصرية كإيران، فهي تدمجها بمختلف أنظمة الدفاع الجوي، وتطوّر باستمرار أنظمةً جديدة وخفيفة، قادرة على التقاط الأهداف وتوجيه الصواريخ والمدافع الرشاشة (وهنا ابتكارٌ ايرانيّ آخر، اذ إنّ المؤسسة الدفاعية انتبهت الى أنّ المدفعية المضادة للطائرات، التي اعتبر الكثيرون أنّ زمنها قد ولّى، بإمكانها أن تصير بالغة الفعالية اذا ما أوصلت برادار حديث وعملت ضمن مجموعة، باستعمال برامج كمبيوترية تقدر على توجيه الموجة النارية وتشكيلها بدقّة بحيث تصنع «حائطاً» - أو، بالأحرى، مربّعاً - من الشظايا في السماء حول الهدف، فتصبح هذه الوسائط مثالية لإسقاط الصواريخ الجوالة وطائرات الاستطلاع وحماية النقاط الحساسة).

    خاتمة

    بنت إيران قدرتها الردعية على تجنّب منافسة اميركا في مضمارها، فهي تعرف سلفاً انّها لن تتمكن يوماً من مواجهة قوة غربية في الجوّ أو في البحر، ومن هنا انبثقت تقنيات الحرب اللامتكافئة التي ترمي الى استغلال الثغرات وضرب العدوّ بوسائل غير تقليديّة، كالصواريخ مثلاً. انهمكت اميركا، منذ سنوات، في تطوير وسائط دفاعية في محاولة للوقاية من صواريخ روسيا والصين وكوريا وايران، لكنّ تقريراً نشرأخيراً في مجلة «الايكونوميست» يشرح صعوبة هذا الهدف. الولايات المتحدة ملأت العالم ضجيجاً بأخبار «الدرع الصاروخية»، ولكن قلة من الناس تعلم أنّ برنامج GMD، الذي كلّف أكثر من 40 مليار دولار، قد فشل في كلّ التجارب الاعتراضية الخمس التي أجريت على النظام منذ عام 2008. تقول الـ«ايكونوميست» أنّ حوالى الـ100 مليار دولار انفقت في العقد الأخير على برامج مماثلة لم تقرّب اميركا من الغاء خطر الصواريخ، بل أثبتت أنّ الهدف بحدّ ذاته قد يكون مستحيلاً - وهي الخلاصة التي عبّر عنها العديد من الجنرلات الاميركيين الذين عملوا في هذا الميدان. المسألة لا تقتصر على الصعوبة التقنية (اعتراض رأس حربي - أو رؤوس متعددة - بحجم خزانة صغيرة يسبح في الفضاء بسرعة ماخ-8 وما فوق)، بل هي مرتبطة ايضاً بسهولة تضليل الأنظمة الدفاعية المعقّدة بوسائل بسيطة، فالصواريخ الروسية مصممة اليوم كي تطلق عشرات الأهداف الوهمية حين ينفصل الرأس الحربي عنها في الفضاء الخارجي، كلها تماثله في الحجم وتسير بالسّرعة نفسها، ما يجعل التمييز شبه مستحيل، وكلّما طوّرت اميركا وسائل اعتراض جديدة، تطلق روسيا اجراءات مضادة تلغي مفعولها.

    هذا النقاش العسكري والتقني يمثّل «البنية التحتية» لتطوّر العلاقات بين إيران والغرب، وهو ما يحدّد، إلى درجة كبيرة، ديناميات المواجهة والعقوبات، والحوار والتوافق، والتنافس والصفقات؛ ومن يجهل هذه الخلفية يصير من السهل عليه تصديق نظريات المؤامرة التبسيطية والسرديات عن «اللعبة» التي يلعبها الإيرانيون والأميركيون في الكواليس، بينما يتظاهرون بالعداء في العلن، والهدف – بالطبع - هو خداعنا نحن العرب!

    نظراً الى حجم الاقتصاد الاميركي وقدراته التكنولوجية الهائلة، لا يمكن لأحدٍ في العالم أن يخيف اميركا بحجم جيشه أو عبر بناء أساطيل جوية وبحرية على النمط الاميركي، ما يخيف اميركا هي الجيوش التي تملك خبرةً قتالية، والتي لها عقيدة خاصّة بها، تستفيد من الميزات المحلية والجغرافية، وتصمّم نمطها القتالي خارج الاطار الغربي التقليدي. في هذا المجال، يمكن لنا أن نتعلّم الكثير من تجربة إيران.





  5. #95
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي



    الرئيس الإيراني: العلاقات مع أمريكا لا ينبغي أن تكون عدائية للأبد

    سبتمبر 27, 2014

    قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الجمعة إن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون عدائية إلى الأبد وإن هذا “سيتغير يوما ما”. وقال روحاني “لم يكتب على حجر أن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة يجب أن تكون عدائية للأبد. يوما ما سيتغير هذا.” وأضاف أن الأمر يعود للحكومتين لتهيئة الأوضاع. كانت الولايات المتحدة قطعت العلاقات الدبلوماسية مع طهران خلال أزمة الرهائن بعد الثورة الإسلامية عام 1979.







  6. #96
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي


    ...وول ستريت جورنال الامريكية : التقارب الأمريكي الإيراني يغير ميزان القوى في المنطقة ويشكل تهديداً للسعودية و الإمارات...

    «عهد جديد» للعلاقات بين واشنطن وطهران



    تتقاطع المعلومات الديبلوماسية الواردة من مصادر غربية عدة أن إيران والولايات المتحدة تتجهان في 24 تشرين الثاني المقبل، إلى التوقيع على اتفاق نووي غير نهائي، من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، على أن تتكثف اجتماعات الخبراء في الأسابيع الثلاثة الفاصلة عن هذا الموعد، من أجل تذليل أمور محددة لا سيما ما يتعلق بالنفط والعقوبات، إذ يتمسك الإيرانيون بالسماح لهم بتصدير كمية النفط التي ينتجونها، مقابل غض نظرهم عن بقاء العقوبات سارية إلى حين إبرام الاتفاق النهائي.

    وبمعزل عن التفاصيل التقنية التي رافقت كل جولات التفاوض المكوكية، بدا واضحا في الأشهر الأخيرة، أن الجانبين اتخذا قرارا إستراتيجيا بضرورة التوصل إلى اتفاق ما، وانخرط المفاوضون في جدول أعمال بنقطة محددة ووحيدة على هذا الأساس، وهذه النقطة كانت مثار جدل في أكثر من مكان.

    فالأميركيون كانوا يأملون، ومعهم بعض العواصم الإقليمية، أن يترافق إبرام الاتفاق النووي مع تفاهمات تشمل ملفات إقليمية، وتبدت في أوقات معينة بعض المناخات الإيرانية المتحمسة للسير في هذا الاتجاه، قبل أن يصدر «الأمر» من مرشد الثورة السيد علي الخامنئي إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف برفض البحث في الملفات الإستراتيجية غير الملف النووي.


    هذه النقطة تحديدا مدار مفاوضات بين واشنطن والرياض التي كانت قد طلبت من الأميركيين (خلال زيارة باراك أوباما الأخيرة إلى السعودية) اطلاعها على مسودة الاتفاق قبل إبرامه، وأن يكون هناك فاصل زمني لـ«الأخذ والرد»، خصوصا في ظل تمسك القيادة السعودية بوجوب وضع الملفات الإقليمية على الطاولة، من سوريا إلى اليمن مرورا بالعراق ولبنان والبحرين وأمن الخليج، وفي المقابل، ضغط اميركي شديد على السعودية للتكيف مع «الواقع الجديد».

    العلاقة السعودية الايرانية

    واللافت للانتباه أنه في موازاة ذلك، وجّه السعوديون في الأيام الأخيرة دعوة رسمية لوزير خارجية إيران لزيارة المملكة، تاركين له أن يحدد «الوقت المناسب» عبر القنوات الديبلوماسية بين البلدين، وكان الجواب الإيراني الأولي ايجابيا، في انتظار تحديد جدول الأعمال والموعد، من دون إغفال حقيقة تنامي مناخ الحذر في طهران من الموقف السعودي في ضوء تجربتين متتاليتين:
    الأولى، عندما زار مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان جدة. والثانية، عندما اجتمع محمد جواد ظريف بنظيره السعودي سعود الفيصل في نيويورك. في الاجتماعين، كان الموقف السعودي ايجابيا أكثر من المتوقع، لكن لم تكد تمضي أيام حتى انقلب الموقف السعودي، بدعوة الفيصل، «إيران لإنهاء احتلالها لسوريا والعراق واليمن»!

    ويؤكد الشكوك الإيرانية إقدام السعوديين على خفض سعر برميل النفط في الاسواق العالمية، وهي الخطوة التي فسّرها المراقبون بأنها موجّهة بالدرجة الأولى ضد طهران وموسكو، فيما قال مرجع لبناني سابق عاد من جولة خارجية، إن الخطوة السعودية «موجهة ضد إيران وأميركا في خضمّ التفاوض النووي»، كاشفا أن موفدين إيرانيين سيجولون في عدد من عواصم المنطقة، وبينهم رئيس مجلس الشورى علي أكبر لاريجاني الذي سيصل إلى بيروت قريبا.

    هذه الرغبة الأميركية بالتوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين، تحمل في طياتها أبعادا كثيرة، تؤكد ارتباطها بالمناخ الدولي الذي يعيد التذكير بمناخات «الحرب الباردة» (يكفي التدقيق في اللقاء العاصف بين فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وما تضمّنه من وقائع لم يكن في مقدور الناطقين الرسميين تجاوزها، خصوصا في الملف الأوكراني).

    وهنا، تنبري وجهة نظر أميركية تدعو إلى اجتذاب الإيرانيين ومحاولة إخراجهم من «المحور الروسي» ربطا بالتطورات الدولية المتسارعة، فضلا عن حاجة أوباما إلى تتويج عهده الثاني بـ«انجاز تاريخي» (التطبيع مع إيران).

    وفي المقابل، وبرغم «تغنّي» الإيرانيين بالانجازات الداخلية والإقليمية التي حققوها في مرحلة الحصار، إلا أنه يصعب عليهم تجاوز حقيقة أن ما بعد «داعش» في المنطقة، ليس كما قبله، فضلا عن صعوباتهم الاقتصادية والمردود السلبي للاشتباك السني ـ الشيعي، في عدد من ساحات المنطقة، وخصوصا في سوريا والعراق، حيث اقتنعت طهران باستحالة انتصار النظام مثلما صار مستحيلا إسقاطه، الأمر الذي يستوجب مقاربة جديدة للتسوية أساسها توسيع قاعدة المشاركة السياسية.

    رسائل اميركية الى دمشق

    يتحرك الأميركيون باتجاه إيران وهم بعثوا برسائل تطمين إلى النظام السوري، من تحت الطاولة، مفادها أن بقاء الرئيس بشار الأسد، صار وراء ظهرهم، أي أنهم تجاوزوا الأمر، وهم معنيون بالبحث مع الروس وباقي الأطراف الإقليمية الفاعلة بتسوية تتيح انعقاد مؤتمر جنيف مجددا والخروج منه بنتائج واضحة.

    وحذا البريطانيون حذو الأميركيين، وهم أبلغوا كل الدول المنخرطة في إطار «التحالف الدولي» ضد «داعش» أن خيار الغارات الجوية لن يكون كافيا لمنع تمدد «الدولة» ولا القضاء عليها، وبالتالي لا بد من عملية عسكرية برية خاطفة، لكن بشرط أن يكون النظام السوري شريكا فيها.

    يريد الغربيون من خلال هذه التطمينات ضمان انخراط النظام بطريقة «أكثر فاعلية»، في الحرب ضد «داعش» وهم يحاولون تهدئة روع بعض الشركاء الاقليميين الذين يتمسكون بخيار اسقاط الأسد، وثمة دور يلعبه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي زار موفد باسمه العاصمة السورية مطلع الشهر الحالي، ومن المفترض أن يتوجه اللواء علي المملوك الشهر المقبل الى القاهرة لاستكمال المباحثات الهادفة الى البحث جديا في مشروع مصري يهدف الى قيام محور عربي نواته مصر وسوريا والسعودية، في مواجهة المحور التركي ـ القطري.

    ويبدو أن الايرانيين ليسوا بعيدين عن هذه المباحثات، وهم تبادلوا الكثير من الرسائل مع العاصمة المصرية وابدوا تفهمهم لموقف النظام المصري وحاجته الى استثمارات ومساعدات خليجية بعشرات مليارات الدولارات للاقتصاد المصري في هذه المرحلة الانتقالية.

    الموقف التركي

    ولعل العامل الأكثر اثارة للأسئلة هو الموقف التركي من أحداث كثيرة في المنطقة، ابرزها الموقف من سوريا في ظل التمسك بشعار اسقاط النظام واقامة «المنطقة العازلة»، من دون اغفال البصمات التركية الواضحة في أصل قيام «دولة داعش» على جزء من الأراضي العراقية والسورية.

    واذا كان «ثمن» جلوس هذا الطرف الاقليمي أو ذاك الى مائدة الحرب الدولية ضد «داعش» صار واضحا الى حد كبير، فان الأتراك يعتبرون أن الأثمان المعروضة عليهم لا تفي بمنظومة مصالحهم. هم يطالبون بـ«تلزيمهم» الملفين السوري والكردي، ولكن الجواب من أكثر من عاصمة دولية واقليمية أن هذا السلوك التركي سيؤدي الى امتداد الحريق الى الداخل التركي وبدء العد العكسي لانتهاء «الظاهرة الأردوغانية».

    ولقد استُفزّ السعوديون اكبر استفزاز عندما بلغهم قول رجب طيب أردوغان بصريح العبارة «أنا حامي السنّة في المنطقة». هاجم السعوديين و«كيف ينامون في سرير واحد مع مصر السيسي». هاجم إيران التي «وضعت يدها على العراق واليمن، ناهيك عن نفوذها في لبنان»، وقال :«لن اقبل بأقل من ثمن إسقاط نظام الأسد في سوريا».

    الأميركيون ينظرون بريبة الى ما يسمّونه «تمرّد اردوغان». طلبوا من الفرنسيين أن يمارسوا نفوذهم لدى القيادة التركية من أجل تذليل شرطهم القائل بأن انخراطهم في أية حرب دولية ضد «داعش» يجب أن يكون جزءا من إستراتيجية شاملة تستهدف أيضا إسقاط الأسد. مارس الفرنسيون نفوذهم لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لم يحد عن ثلاثة مطالب حيوية: إقامة ملاذات آمنة (منطقة عازلة) في الشمال السوري (بعنوان النازحين)، إنشاء منطقة حظر طيران في شمال سوريا، تدريب عناصر الجيش السوري الحر وتوفير الخدمات والبنية اللوجـستية لهم.

    قال الفرنسيون للأتراك إن المطلبين الأول والثاني ممكنان شرط توفر قرار دولي، ولكن الروس والصينيين سيمارسون حق «الفيتو». تركوا لهم أن ينفذوا الأمر الثالث، بموافقة الأميركيين، أي تدريب «الجيش السوري الحر»، لكن في ظل قناعة دولية بأن هذا الخيار «كرتوني بامتياز».

    الفرنسيون يضغطون على الأتراك، وهم قلقون أكثر من أي وقت مضى لما يمكن أن يكون مدبّراً ضد القارة الأوروبية من مخاطر أبرزها احتمال قيام مجموعات جهادية عائدة من سوريا والعراق أو «نائمة» بعمل أمني كبير يجعل العالم بأسره في مواجهة «11 أيلول جديد»!



    وول ستريت جورنال الامريكية : التقارب الأمريكي الإيراني يغير ميزان القوى في المنطقة ويشكل تهديداً للسعودية والإمارات

    قالت صحيفة "الوول ستريت جورنال" الأمريكية: "إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإيران دخلتا في مفاوضات مباشرة بشأن البرنامج النووي لطهران، ويواجهان حاليًا تهديدًا مشتركًا من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهو ما دفع العلاقات بينهما إلى نوع من الانفراجة والتقارب خلال العام الماضي، وذلك وفقًا لمسؤولين أمريكيين وعرب".

    وأشارت الصحيفة إلي أن التحول في الموقف بين الجانبين قد يغير بشكل جذري ميزان القوى في المنطقة، ويخاطر بتنفير حلفاء أمريكا الرئيسيين كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللذين ينظر إليهما باعتبارهما قوتين مركزيتين في التحالف الذي يقاتل تنظيم (داعش).

    وأضافت الصحيفة أن قادة العرب السنة يرون تهديد إيران الشيعية مساوٍ أو أكبر من تهديد تنظيم (داعش).

    وتحدثت عن أن إسرائيل تزعم أن أمريكا أضعفت شروط التفاوض مع إيران وهونت من دور إيران في زعزعة استقرار المنطقة.

    وذكرت أن واشنطن وطهران خاضتا معارك عنيفة على النفوذ والسلطة خلال العقد الماضي، وذلك بالعراق وسوريا ولبنان وأفغانستان، وذلك نتيجة للإطاحة بحكم صدام حسين في العراق وثورات الربيع العربي التي بدأت نهاية 2010م، مضيفة أن المسؤولين الأمريكيين مازالوا يتحدثون عن أن الخيار العسكري مازال مطروحًا على الطاولة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني.

    وأشارت إلى أن الشهور الماضية شهدت توافقًا بين الجانبين في عدد من القضايا، كتعزيز التحولات السياسية السلمية في بغداد وكابل، ودعم العمليات العسكرية ضد (داعش) في العراق وسوريا.





  7. #97
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    حُسِمت للفارس الإيراني على الكاوبوي الأميركي!
    سواء طالت مفاوضات الملف النووي الإيراني مع دول (5+1)، أو قَصُرت، فإن هذا الملف ما كان ليُفتح إلّا لأن أميركا لم يعُد لديها أوراق ضغطٍ على إيران، بعد سقوط الورقة الأخيرة التي تمثَّلت بعشر سنوات من الحصار الظالم على دولةٍ، ظنُّوا أنهم بحرمانها من قطع غيار الأسلحة الأميركية الموروثة من عصر الشاه سوف يطوِّعون إرادتها، فأطلَّت عليهم بصناعة نووية أبدعتها عقول علماء فيزياء إيرانيين دون الحاجة لصديقٍ تتوسَّل طهران مساعدته ولا لعدوٍّ تتسوَّل رضاه.

    ولأن الملف النووي ذاهبٌ لا محالة الى الحلّ الذي تراه إيران مناسباً لتحقيق الغايات السلمية، بصرف النظر عن المفاوضات التي تتم بشأن عدد مفاعلات الطرد المركزي والنسبة المئوية لتخصيب اليورانيوم التي وصلت الى 20%، فيما الغرب يُطالب بأن تكون النسبة أقلّ، فإن أهمية هذه المفاوضات أنها أتت بعد تهديدات أميركية وإسرائيلية بالحلِّ العسكري، وبعد أن ثبُت أن هذه التهديدات زادت الحكومة الإيرانية والشعب الإيراني تمسُّكاً بهذا الملف السياديّ، ولجأت أميركا لفرنسا وبريطانيا وألمانيا لمشاركتها الضغط في مفاوضة إيران، فكان لإيران من الجهة الأخرى روسيا والصين الى جانبها إضافة لدول "البريكس" مما جعل المواجهة متكافئة، وحقَّقت إيران الفوز على الغرب والصهاينة دون الحاجة لإنتظار نتائج المفاوضات المتوقّعة في الرابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لأن تعثُّر التوصُّل الى اتفاق في هذا التاريخ لا يعني فشل المفاوضات بل استمرار التفاوض.

    قد لا يعطي المتابعون أهميَّة لإنعقاد آخر طاولة مفاوضات نووية بين إيران والغرب، في العاصمة العُمانية بالذات، لكن هنا تكمُن الأهمية لمستقبل إيران الإقليمي، بأن يكون سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، عرَّاب المفاوضات منذ بدايتها والمُدافع الخليجي الأوحد والأشرس عن حقوق إيران في الإستخدام النووي للأغراض السلمية، إضافة الى اتفاقيات التعاون وبناء جسر يربط ما بين عُمان وإيران، وتميُّز قابوس في مواقفه الرافضة لأية وحدة سياسية بين دول مجلس التعاون الخليجي بزعامة السعودية، مما قوَّض الأحلام الوهَّابية في السيطرة على القرار الخليجي، وعزَّز من قوة إيران وأخرجها من عزلة "هشَّة" حاولت العروش العائلية الخليجية أن تفرضها عليها.

    صفقات بعشرات مليارات الدولارات من الأسلحة، أبرمتها دول الخليج مع أميركا خلال عشر سنوات، تحت ذريعة حماية نفسها في حال اعتُمد الحلّ العسكري ضدَّ إيران، فكانت النتيجة أن أُحِيلت هذه الأسلحة الى المستودعات، أو الى ساحات تذابح "الربيع العربي"، والدليل على ذلك أن مشتريات قطر ذات الثلاثمئة ألف مواطن من الأسلحة الأميركية خلال السنة الأخيرة من أوكتوبر/تشرين الأول 2013 حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2014 بلغت وفق صحيفة "هيرالد تريبيون" الأميركية أكثر من 11 مليار دولار من أصل 34 ملياراً إجمالي مبيعات الأسلحة الأميركية عن الفترة نفسها، ما جعل قطر المستورد الأول للأسلحة الأميركية وعوَّضت شركات إنتاج الأسلحة الأميركية خسائرها!

    وأمام مجلس تعاون خليجي مفكَّك نتيجة إنغماس دُوَلِه في لعبة الإرهاب و"صناعة الموت" ورسم "الإسرائيليات" المذهبية ضمن خديعة ما يُسمَّى بالربيع العربي، وأمام فورة الأكثرية الشيعية في البحرين التي يُحاربها الحُكم البحريني باستيراد وتجنيس خليجيين، وثورة الحوثيين المغبونين في اليمن وخروجهم من صعدة وسيطرتهم على سبع محافظات يمنية حتى الآن ووصولهم الى الحدود السعودية، الى انتصار "الروافض" على التكفيريين في العراق، إضافة الى مسلسل التكفير المتنقِّل بين تونس وليبيا وشمال سيناء، ها هي إيران "الولي الفقيه" تتَّجه بخطى حثيثة لتكون الوالي على هذا الشرق، وقد أكَّد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني السيد علي شمخاني على هامش استقباله وفداً شيوعياً صينياً رفيعاً برفقة مستثمرين كبار في كافة المجالات، أن دولاً عربية تواصلت معه وأبدت أسفها من مواقفها السابقة من إيران وتطلب إعادة تعزيز العلاقات الثنائية معها!

    روسيا بصدد بناء مفاعلين نوويَّين في إيران، والصين دخلت في مشاريع حكومية إيرانية ضمن قطاع الطاقة بما فيها الماء والكهرباء والنفط والغاز والبتروكيماويات، إضافة الى قطاعات البناء والصناعة، ورفعت حصتها في تمويل المشاريع الإيرانية الى 52 مليار دولار، وها هي إيران تنتفض على كل حصار يطالها وترفض استكمال البحث في الملف النووي ما لم تُرفع عنها العقوبات الغربية بالكامل، فيما الدول العربية باتت بلا جامعة عربية تجمعها، ومجلس التعاون الخليجي يحاول لململة أشلائه، والإرهاب يقرع أسواراً تحاول السعودية بناءها لحماية حدودها "الرملية" كمن يبني بيوتاً على الرمال، وأوباما يهجُر البيت السعودي المفكَّك على خلفية صراع الأجنحة لوراثة العرش المهزوز، ويُراسل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي طالباً المساعدة في الحرب على داعش، علماً بأن إيران تقوم أصلاً بمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق دون استئذان أميركا ولا الدخول في تحالفات صُوَرِيَّة.

    في الخُلاصة، مشكلة أميركا منذ مستنقع فيتنام وصولاً لسقوطها في وحول الشام، مرورأ بخيباتها في أفغانستان والعراق، أنها كما وصفها ديبلوماسي أميركي سابق "تُجِيدُ صنع الفوضى لكنها لا تفقه قواعد الخروج منها".
    ومشكلتها الأفدح أنها لا تقرأ ثقافات الشعوب، ولا تميِّز بين شعبٍ عقائدي قامت ثورته على الحقِّ في مواجهة الإستكبار، وجاع وصَبَر وأبدَع رغم الحصار، وبين شعبٍ ذليلٍ يستقبل احتلالها برقصة السيوف إرضاء لعرش "وليِّ الأمر".
    ومشكلة أميركا الأكثر فداحةً، أنها لا ترغب تصديق فتوى مرشد الثورة الإيرانية، التي تحرِّم من المنظور الديني امتلاك إيران الطاقة النووية لأغراضٍ عسكرية، لأنها تعُتبر من أسلحة الدمار الشامل التي قد يذهب ضحيتها أبرياء، لكن حقَّها في الإستخدام السلمي كرَّسته والى الأبد رغماً عن أميركا والغرب والأنظمة العربية التكفيرية التي تزرع الأبرياء صرعى على أرصفة "الربيع العربي" إرضاء لـ "الفوضى الخلاَّقة" التي ابتدعتها أميركا.

    وفي المحصِّلة النهائية، تموضعت إيران بين دول البريكس وتستعد لدخول الحلف الأوراسي، وكرِّست نفسها قوَّة إقليمية عملاقة بالحقّ، تُقارع أميركا وإسرائيل وعرب الإرتهان في ممالك وإمارات أشبه بجمهوريات الموز، واللعبة باتت على وشك النهاية لإعلان فوز الفارس الإيراني في ميادين الحق على امتداد الشرق في مواجهة كاوبوي أميركي يثير الفوضى ولا يفقه الخروج منها، ويتوسَّل إيران للمساعدة بخروجٍ آمنٍ لقواته من أفغانستان بنهاية العام الجاري...





صفحة 7 من 7 الأولىالأولى ... 567

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني