[align=center]الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يمثل ضرورة ثقافية وسياسية ووحدوية[/align]

[align=center][align=center]فضل الله يؤكد وجود معركة داخلية حول الانحرافات المفاهيمية[/align]



[/align]



أكّد العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أن "الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين" يمثل ضرورة ثقافية وسياسية وحدوية ضد الهجمة التي يتعرض لها الواقع الإسلامي من قِبَل أمريكا.

وأشار سماحته إلى وجود معركة داخلية صعبة في الأمة حول الانحرافات المفاهيمية في وعي قضايا الجهاد وفي حركة التكفير في داخل المذاهب الإسلامية.

وكان سماحته تلقى دعوة من الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي للمشاركة في المؤتمر الذي يُعقد نهار الأحد الواقع في 11/7/2004، وردّ عليها مؤكداً وجود ظروف أمنية تمنعه من السفر، وجاء في رسالة الرد التي بعث بها سماحة السيد فضل الله للشيخ القرضاوي:

[align=center]
"سماحة الأخ المجاهد الداعية الإسلامي الدكتور، الشيخ يوسف القرضاوي، حفظه الله ورعاه:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مع محبتي ودعائي لكم بالصحة والعافية والتوفيق والتسديد، في جهادكم الصعب المرير من أجل الإسلام والمسلمين.

وبعد، فقد تسلمت رسالتكم الأخوية الإسلامية ودعوتكم الكريمة إلى المشاركة في حضور المؤتمر المميز الذي يستهدف تأسيس اتحاد عالمي لعلماء المسلمين من أجل إيجاد قاعدة إسلامية للموقف الموحد، الذي يلاحق قضايا الأمة، في التحديات التي تواجهها من قبل المستكبرين، ويعبر عن تطلعاتها السياسية والثقافية والأمنية على الأساس الإسلامي الشرعي، ويعمل من أجل وحدتها الفكرية والثقافية في خط الحوار الموضوعي العقلاني الشرعي بعيداً عن التعصب الأعمى، الذي يغلق العقول والقلوب عن وعي الحقيقة، وقريباً إلى المناخ الذي يتنفس فيه الجميع على قاعدة مواقع اللقاء التي قد تفتح الوفاق في مواقع الخلاف.

إني أتصور إن هذا الاتحاد يمثل ضرورة ثقافية وسياسية وحدوية ضد الهجمة الخبيثة الشرسة التي يشنها الاستكبار العالمي، ولا سيما الأميركي، على الواقع الإسلامي كله، من أجل إسقاط الإسلام في مواقعه الفكرية والعملية والسيطرة على مقدرات المسلمين والنفاذ إلى المواقع الحيوية في كل ساحاتهم ومفاصل القوة لديهم، وتحريك الفوضى في مجتمعاتهم، وبث الفرقة في تجمعاتهم.

ومن جهة أخرى، فإن هناك معركة داخلية صعبة حول الانحرافات المفاهيمية في وعي قضايا الجهاد وفي حركة التكفير للمسلمين بين مذهب ومذهب، أو في داخل المذهب الواحد، ما قد يجعل البعض يتخيّل أن القضية تخضع لاجتهادات فقهية شرعية، الأمر الذي قد يؤدي بهم إلى استحلال دماء المسلمين بالدرجة التي قد يجعل الهجمة تستهدفهم أكثر مما تستهدف الكافرين، وتتحرك ـ في الجانب الآخر ـ ضد المعاهدين والمستأمنين، وتهدد المجتمعات الإسلامية لتشغلها بنفسها عن الاستعداد لعدوّها وتجعلها في دائرة الإرهاب الذي يخطط أعداء الله للحرب على المسلمين تحت عنوانها.

أيها الإخوة العلماء، إن هناك أكثر من قضية، تتحدانا في مرحلتنا الحاضرة التي قد تفوق كل المراحل في تاريخنا الإسلامي من خلال التحديات الموجهة إلينا من قبل الكفر والكافرين والاستكبار والمستكبرين، بحيث أصبحت الأرض تهتز من تحت أقدامنا من جرّاء تأثير الضربات الموجعة التي يسددها الأعداء إلينا سواء في الاتهامات الظالمة من الناحية الفكرية، أو الحرب الشاملة من النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية، فقد برز الكفر كله إلى الإسلام كله، فعلى الإسلام كله، أن يبرز للكفر كله، في خطة حكيمة مدروسة منفتحة على الواقع الموضوعي في جميع جوانبه.

إننا نشعر أن المشكلة كبيرة وأن التحديات خطيرة، ولا سيما في القضايا المصيرية كالاحتلال اليهودي لفلسطين، والاميركي في العراق وأفغانستان، والهندي في كشمير... إلى غير ذلك. إن القضية ليست قضية بيانات قد تعبر عن المشاعر ولكنها لا تحدد الخطة على صعيد الواقع، فلا بد لنا أن نخطط كيف نحرك الخطوط الحركية، وأن ننفتح على العقل لا على الانفعال، وعلى الوحدة لا على التفرق.

إن العلماء هم قاعدة الوعي للأمة، وعليهم أن يرتفعوا إلى هذا المستوى من المسؤولية.

أيها الأحبة، لقد كنت في شوق كبير إلى اللقاء بكم والتباحث معكم والاستفادة من أفكاركم وبحوثكم، ولكنْ هناك ظروف أمنية منعتني من القدوم إليكم من خلال أكثر من خط إسرائيلي وأميركي ما جعل الموقع الذي تلتقون في رحابه يمتنع عن ضمان الأمن.

وختاماً، إننا معكم فكراً وروحاً وحركة في الخط الإسلامي الأصيل، وإننا نبارك لكم وللمسلمين هذا الاتحاد الإسلامي العالمي الذي نرجو أن يتحقق له النجاح ليكون "شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تأتي أكلها كل حين، بإذن ربها، والله ولي التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
[/align]
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت:22 جمادى الأولى 1425 هـ الموافق في 10 تموز - يوليو 2004 م
[/CENTER]