اعلنت الحكومة الجديدة قوانين الطواريء، وهي تسمح باقفال مدن باكملها، وحضر التجول، ومنع الاتصال، وتحديد اعداد من يغادرون البلاد ويعودون اليها.. ويحق للسيد العلاوي في ظل هذه القوانين:
ادارة البوليس والاستخبارات، صناعة محاكم خاصة للتعامل مع جرائم العنف والارهاب، اختيار من يريد لادارة المدن خلال فترات التوتر، وضع اي فرد في السجن، او اطلاق سراح اي فرد، مراقبة التلفون والبريد وغيرها من وسائل الاتصالات..
هناك بين افراد الشعب العراقي من يخاف من هذه القوانين: يقول السيد ابو غايب الكبيسي من مدينة الرمادي: "سيعتقلون الناس بشكل عشوائي ويذهب الابرياء بين الضحايا." اما محمد حسن، بائع الخضار، فيشتكي من ان الامريكان لم يتعاملوا مع الجريمة المنظمة: "وانا ساشجع السيد العلاوي ان واجه هذه العصابات."
ومن اهم التغييرات اعادة العمل بقانون الاعدام، عساه ان يردع المجرم عن قتل الابرياء.
وقد بدأت عمليات التفتيش للقبض على المجرمين في بغداد، وحوصرت منطقة البتاوين، السيئة السمعة بين عامة الشعب لوجود الكثير من المهاجرين بين سكانها.. وقد قبضت قوات الامن على 170 شخصاً من هذه المنطقة، اعترف 60 منهم بارتكاب جرائم سرقة واغتصاب.. وتم اطلاق سراح الباقين.. اكد السيد الجنرال حسين كامل (غريبة عودة هذا الاسم) ان الشرطة العراقية استخدمت صور ملتقطة بالاقمار الصناعية لمعرفة اماكن المجرمين، وطرق فرارهم.. ولكن سكان المنطقة اشتكوا من التعرض للضرب لانتزاع الاعترافات. وقال البعض ان بين رجال الشرطة من سرقهم..
وزير حقوق الانسان في العراق السيد بختير امين اكد ان قانون الطواريء ضروري حالياً بسبب التردي الغير مقبول في الاوضاع الامنية.." نحتاج لهذه القوانين حالياً لحماية الشعب العراقي من السراقين والقتلة ومن يرتكبون جرائم الاغتصاب." وهو يؤكد مع ذلك على وجود كوابح وحدود تضمن حقوق الانسان في البلاد.
المصدر: مقالة السيدة آنيا سيزالدو، مجلة كرستيان ساينس مونتر

تعليق:
شخصياً، اشعر بان اي قانون، مهما كان سيئاً، افضل من وحشية حالة الغابة، وغياب القانون التام.. خاصة وبغداد مدينة يسكنها ملايين من الناس.. لذلك لابد من قوانين وان كانت قاسية نوعاً ما في الفترة الحالية، حتى تستقر الاوضاع..
ولا يوجد اي مجتمع في الدنيا، تخلص من نظام دكتاتوري بقي لعشرات السنوات، بدون الاحتياج لفترة محدودة من السلطة الشمولية، التي تتابع من انتفع من ذلك النظام السابق، وتتاكد من انهم لا يمارسون نشاطات تتعارض مع النظام الجديد. من اهم الامثلة على هذا الحال ما حدث من فرض قوانين قاسية في فرنسا بعد الثورة الفرنسية المعروفة، وحتى الولايات المتحدة اضطرت في نهاية المطاف الى خوض حرب اهلية حتى يتم فرض سيطرة دولة على الاعداد الكبيرة التي عاشت في مساحات الجنوب الامريكي الشاسعة، وبقت تمارس العنصرية ضد الزنوج، وتستعبدهم.. كما هو معروف..
ولكن السؤال هنا: الى متى ستبقىقوانين الطواريء؟ في العديد من دول العالم الثالث، مع الاسف، صارت قوانين الطواريء واقع حال، وبقت لعشرات السنوات.. واتمنى ان لا تستمر في بلادنا لاكثر من عامين او ثلاث..
وعسى ان يهب الله شعب العراق الحبيب الطمأنينة، والثراء، وكل ما يستحقه، وما اعطاه الله عز وجل من خيرات.
المحجوب.