--------------------------------------------------------------------------------


موقفنا

تحرك الاطراف المهمشة

يواجه العراق نوعين من الهموم، هموم يومية عاجلة وهموم استراتيجية تتعلق بالعراق الجديد الذي نريد بناءه ، اما الهموم العاجلة فهي تلك التي تاخذ باهتمام الحكومة والشعب معا ولاتحتمل التأجيل وابراز امثلتها التحدي الامني الذي يستقطب الاولوية في الاهتمام لما له من مردودات على حياة الناس ومسيرة البناء والاعمار واعطاء هذه المفردات اولوية في التفكير والتخطيط والعمل امر مشروع لاغبار عليه.

اما النوع الثاني من الاهتمامات فربما تغيب في زحمة الانشغال بالنوع الاول من الهموم ولعل غيابا كهذا يعتبر نجاحا للمخربين والارهابيين عندما يستقطبون الجهود والاهتمام ويحولون دون التفكير الاستراتيجي باعادة بناء العراق وفق اسس جديدة تتجاوز الاخطاء التي تأسست عليها الدولة العراقية الحديثة ولعل ابرز هذه الاخطاء البنيوية التي تحتاج الى تخطيط استراتيجي في معالجتها النظام المركزي الذي يعطي السلطة والثروة بيد المركز فيما يترك الاطراف ضحية لتعسف هذه السلطة، وقد برز هذا التعسف الذي يمتد الى تاريخ تأسيس الدولة العراقية برز بابشع صورة على يد نظام صدام المقبور غازات كيمياوية في حلبجة ومقابر جماعية في الجنوب والفرات الاوسط فضلا عن الحرمان والاهمال والتهميش الذي لقيته تلك الاطراف، وفيما استطاع اكراد العراق الافلات من هذه السياسة التدميرية في العقد المنصرم فقد تركز التدمير طوال هذه المدة على الجنوب، ومع اقرار ادارة الدولة لموضوع الفيدرالية الجغرافية كحل لعسف المركز فان هذا الحل لايقتصر على كردستان العراق وانما هو حل لمشكلة العراق كله وحيث ان كردستان تعيش هذه اللامركزية ولاتحتاج جهودا في العمل والتخطيط فان بقية مناطق العراق تحتاج الى جهود حقيقية وتخطيط استراتيجي لتنظيم اللامركزية واطروحة الاقاليم وهذه الجهود ينبغي ان ينهض بها ابناء تلك الاقاليم تخطيطا وتنظيما وتعبئة ولاينتظروا المركز ليهب لهم ذلك ويتنازل عن صلاحياته لهم.

ان العمل من اجل تنفيذ مخطط الاقاليم يحتاج الى جهود مكثفة من قبل الاطراف المهمشة التي عاشت اغترابا عن السلطة المركزية طوال عقود من السنين ولم تجن غير الارهاب والقتل والملاحقة والتهميش والمنافي.. آن الاوان لكسر تلك القيود والعودة الى فضاء الحرية والكرامة وحقوق المواطنة المشروعة.



البيان