أدخل و إقرأ الكتاب



كتاب "ويقول السيّد"

كتاب "ويقول السيّد"، هو إطلالة على أفكار عقائديَّة وفقهيَّة وقرآنيَّة لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، من إصدار المركز الإسلامي الثقافي ـ مجمع الإمامين الحسنين(ع)، العام 2014، ويتألف من مئة صفحة من الحجم العادي.

توضح مقدّمة الكتاب أنه يأتي في سياق سلسلة ستصدر تباعاً، لتسليط الضوء على أفكار السيد(رض) القرآنية والعقائدية والفقهية والتاريخية، التي هي أفكار للحياة، وتعبيرٌ شفاف وصادق عن المفاهيم الإسلامية.

في بداية الكتاب، لفتة للمرجع فضل الله(لرض)كان ينبّه إليها، وهي محاولات البعض تحريف كلامه عن موضعه، والكذب فيما يدّعون، انطلاقاً من وضع مرضي معقّد، بعيد كل البعد عن الحقيقة، مشيراً إلى أنه لا يتأذى شخصياً بسببها، فحساباته مع الله تعالى وحده.

ومن المسائل التي حاول البعض إثارة الشبهات حولها، "تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى وبالعكس". وبالرجوع إلى المصدر الأساس (فقه الحياة، ص:204 - 207)، يتبيّن رأي سماحته(رض)، وكيف تمّ تحويره، كما يتمّ ذكر رأي السيد الخميني(قده) والسيد الخوئي(قده)، ليتّضح أن سماحة السيد(رض) لم ينفرد في رأيه في هذه المسألة.

أما فيما يتصل بمسألة الخلوة بين الرجل والمرأة، فجرى نقل غير صحيح من كتاب "المسائل الفقهية"، دون ذكر الجزء أو الصفحة، يدّعي أن سماحة السيد(رض) يجيز الخلوة بين الرجل والمرأة، بينما أتت لفظة (الخلوة) ضمن سؤال طويل طرحته سيدة، وتحدثت فيه عن طبيعة عملها، وذكرت أنّه يستدعي تكلّمها مع الشباب والمدرّسين، ويلزمها بذلك، فأجاب سماحته: "يجوز التحدّث معهم في حلّ مشكلاتهم، بالطريقة العادية التي لا تحمل أي وضع مثير، كإنسان يخاطب إنساناً، لا كأنثى تخاطب ذكراً".

بعدها، كانت إشارة إلى حقيقة رأي سماحته(رض) في تقرير فقهي كتبه أحد تلامذته، وهو الشيخ جعفر الشاخوري، بالنسبة إلى النظر إلى نساء غير المسلمين، وما يستتبع ذلك من آثار وأحكام.

وفي الكتاب، بيان لرأي سماحته(رض) فيما يتعلّق بمسألة "انتماء المرأة إلى الأحزاب من دون علم ولي أمرها"، ومحاولات البعض إيهام القارئ بأن السيد(رض) يدفع المرأة إلى أن تكون متمرّدة، خارجة على الآداب العائلية.

والكتاب يثير عدة قضايا حاول البعض من خلالها اجتزاء المعنى وتقطيع الأفكار، لنسب أقاويل إلى السيد(رض)، لا تمت بصلة إلى آرائه واجتهاداته المعروفة بالدقّة والموضوعية، وهو ما يثير الدهشة والاستغراب، ومن تلك المسائل: "خروج المرأة المتعطّرة"، و"زينة المرأة"، و"النظر إلى الأفلام الخلاعية"، و"اللعب بالورق"، و"مصافحة الرجل للمرأة"، و"اللطم والتطبير"، إضافةً إلى مسائل عقيدية يحاول البعض من خلالها نسج الأوهام والادّعاءات حول سماحته(رض)، ومن ذلك، الادعاء بأنَّه يعتبر أن النبي يريد لنفسه القداسة والتأليه، وأن "العصمة للأنبياء تكوينية جبرية لا اختيارية"، فيما خلاصة رأي السيد(رض)، أنه لا بد للنبي أو للإمام من أن يكون معصوماً في جميع الأمور، سواء في القضايا التي تتصل بالتبليغ، أو القضايا التي تتصل بحركة الفكر في واقع الحياة.

وهناك جملة من الموضوعات العقائدية والإسلامية والفكرية العامة، التي عمد البعض إلى تحوير رأي سماحته(رض) فيها، ظلماً وبهتاناً وزوراً، ودون وجه حقّ ومخافة من الله، كما أنه ليس في كلّ هذه التقوّلات أي روح للنقاش المفتوح والعلمي، فهي بعيدة عن الدقة والأمانة العلمية والموضوعية، ما يجعلها بدون قيمة، وساقطة في كل الموازين والاعتبارات الشرعية والإنسانية، فاقتضى التوضيح، إنصافاً للحق والحقيقة، وليس فقط لصاحب القلب الكبير.