هل يعتذر النائب بهاء الاعرجي للعراقيين عن انتماءاته البعثية ؟
هل يعتذر النائب بهاء الاعرجي للعراقيين عن انتماءاته البعثية ؟
تثير التصريحات التي أدلى بها النائب المنضوي تحت اللافتة الصدرية في قناة السومريةحول انتمائاته العقائدية مع الجيش الصدامي خلال حروب الطيش والعدوان ... الكثير من التساؤلات حول مدى التداخل التنظيمي والعقائدي والاستخباري البعثي مع بعض أدعياء الانتماء الى العنوان المقدس (آل الصدر الكرام ) وهم قرابين الاسلام والعراق و شعبه في معركتهم الضارية والدامية مع الجلادين الذين استباحوا العراق قرابة العقود الثلاثة والنصف فكان فيها مقاتل العلماء الربانيين و مذابح النخب و العاملين و مجازر الجنود والعسكريين في اتون الحروب ضمن جبهة العدوان على ايران والكويت وتهجير الملايين العراقية صوب الشتات ...وتأتي هذه التصريحات المتناغمة مع ا لمواقف المناهضة والمعادية للعراق الجديد بفصائلها المختلفة : الارهاب في عمقه الطائفي الذي اتخذ من الحواضن الجغرافية للحكم المقبور منطلقا وقواعد للفتك بالعراقيين من جنوب الوطن الى شماله تنفيذا للمقولة التاريخية البعثية (اننا لن نغادر العراق الا بعد جعله ارضا بوار )وكذلك الواجهات السياسية المشاركة في حكم البلاد والداعمة للارهاب من خلال اهدافه المعلنة في وقت تتجه القوى العسكرية والامنية العراقية الى معالجة الفلول البعثية في مناطق تواجدها درءا للفتنة وتقطيع اوصال العراق و تقسيمه وتدميره .
الاعرجي المنضوي تحت اللافتة الصدرية في الانتخابات النيابية العراقية قال لقناة السومرية (كلنا وقفنا ضد ايران لأن الجيش العراقي كان جيش عقيدة )..ولا بد لمثل هذا الرأي التضليلي من مناقشات سريعة :
اولا :لم تكن الحرب العراقية –الايرانية حربا جغرافية مرحلية بين قطرين جارين بحسب التصريحات والاصطفافات والمحاور الداعمة والمشاركة في الحرب .الملك الاردني حسين بن طلال شارك في الحرب بصورة فاعلة من خلال اطلاقه القذيفة الاولى على الحدود الايرانية وجعل ميناء العقبة الاردني ممر الامداد الرئيسى للسلاح المرسل الى العراق خلال السنوات الثمان من الحرب .ذريعة الملك الاردني (المعروف بارتباطه المباشر مع المخابرات الامريكية ) كان الوقوف بوجه التمدد الشيعي الذي افرزته الثورة الاسلامية الايرانية حسب اطروحة المحور الرجعي الصهيوني الامريكي .نفس الموقف الذي انعكس في تصريحات قيادات الحرب البعثية – صدام حسين وفاضل البراك –ان الحرب مع ايران حرب بدأت العام 1520 ميلادية وفي ذلك التاريخ المعلن اشارة الى مرحلة تأسيس الدولة الصفوية في ايران بعد ان تحولت ايران من المذهب السني الى مذهب ال بيت النبوة .وقد اضحى العنوان الطائفي هذا هو المحور الظاهري الذي استقطب الحكومات الخليجية وبعض الانظمة العربية للاصطفاف الى جانب النظام البعثي في حربه على ايران واغداق الاموال الهائلة لدعم المجهود العسكري في تلك الحرب الغاشمة وما زالت شعاراتها ومحركاتها وادبياتها تغمر الحواضن الارهابية المتمردة والمقاتلة لجيش العراق الجديد حيث الجيش الصفوي –بحسب بقايا البعثيين – لا يحمل سمات الجيش البعثي الذي كان يفرض عقوبة الاعدام على الجندي العراقي لو وجدوا في بيته مرثية حسينية (يا حسين بضمايرنه) .
ثانيا :الطائفية والوقوف بوجه التمدد الشيعي كان الاعلان الرسمي والظاهري الذي تمترست خلافه الرجعية العربية لاسناد الحرب الصدامية على ايران .فالموقف الغربي والاسرائيلي المرعوب من حركة النهضة الاسلامية المعاصرة بعد سقوط البدائل العلمانية الغربية --ذلك الذي عبر عنه الشهيد الصدر بالحلم الاسلامي الكبير
ودعا العراقيين من خلالها الى الالتفاف حول راية النهضة الخمينية –كان في مقدمة المواقف العدوانية الاممية السلطوية التي سخرت جل اهتماماتها التقنية واللوجستية والاقتصادية لدعم المجهود الحربي البعثي لتحقيق المزيد من القتل والفتك بالشعب الايراني المسلم بما في ذلك الصواريخ المتطورة التي دكت المدن الايرانية والسلاح الكيمياوي المجهز من قبل الشركات الالمانية –النمساوية –البريطانية بشكل خاص .ايران –القاعدة السابقة لانظمة السلطة العالمية والحليف المعطاء للكيان الاسرائيلي – كانت قد حققت بثورتها الناجحة الخروج من الطوق الاستعماري لتحمل راية الصحوة الى الشعوب الاسلامية التي ذاقت صنوف المرارة والذل والهوان في ظل الميراث الاستعماري الموروث في عصر التراجع امام الغزو الخبيث .
ثالثا :بهاء الاعرجي الذي قاتل ايران مع الجيش البعثي العقائدي !! لم يتطرق الى تفاصيل الميدان في الحرب العراقية – الايرانية ..الى الالاف من التوابيت العائدة من جبهات القتال تحمل ضباطا في رتب متفاوتة وسموا بالخيانة بعد رفضهم المشاركة في الحرب الصدامية الطائفية...الى الاف المعتقلين من العسكريين العراقيين الذينٍ اعدموا امام ابويهم واهليهم وذويهم بتهمة الخيانة بعد رفضهم المشاركة في المحرقة الصدامية ...الاعرجي تناسى ان القواعد النظامية للقوات العراقية الهجومية والدفاعية وبسبب كونها في مجملها من نسيج الجندي (ابوخليل ) الشيعي العراقي كان محوطا باسراب من المرتزقة المستقدمين من خارج العراق لتنفيذ حرب اجبارية لا ناقة للجمهور العراقي فيها ولا جمل .وفي ذلك تفسير الضحايا الكثر للجنود العراقيين بعد ان اقتحم الجيش الايراني مدينة خرمشهر (المحمرة )لتحريرها وقد وجد الجنود العراقيون المنسحبون انفسهم امام خط النارالكثيف في الشاطئ العراقي من النهر ومن قبل مرتزقة عرب اجانب .ومن غير الاف الجنود العراقيين الذين ذهبوا ضحية الكيد البعثي اللئيم في اعماق المياه المصبوغة بالدماء الزاكية للجنود المغلوب على امرهم لم يفز بالخلاص الا تلك الاعداد الكبيرة التي تمكنت من ايصال نفسها الى الجانب الايراني والتي اصبحت فيما بعد القاعدة الاولية لقوات بدر .
قال تعالى ( قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا إنفصام لها والله سميع عليم # الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون )
تلك هي القاعدة الثابتة الرصينة في الولاء والبراء التي تفصل بين الله و الطاغوت ...بين شعب العراق وجلاديه وعلى بهاء الأعرجي ومن هم على شاكلته ان يعتذروا للعراقيين كافة عن انتمائاتهم الطاغوتية والاعتذار الى القواعد المسحوقة والمكلومة والمهتضمة من التيار الصدري ضحايا العهد البعثي الاسود بشكل خاص .
المرصد الشيعي
رد مع اقتباس
