في العراق تقوم التجربة الانتخابية الناشئة بعد العقود التاريخية الطويلة من الدكتاتورية الحاكمة والاستبداد الطائفي وخنق الشعب وتغييبه واذلاله ...و مازالت فلول العصابات التاريخية المستبدة بشقيها المتكاملين (الارهاب والتمرد) و (داعمي الارهاب في المحاصصة السياسية ) يطمحون بكل ما يؤتون من جهد ودعم اقليميين الى اسقاط التجربة الديمقراطية الغارقة في اتون التجاذبات السياسية والاخفاقات الثقافية التي تضيع على الجمهور العراقي فرص التمتين اللحموي وبناء الكم المتمدن المختلف عن التقاليد الفئوية و العشائرية والبيتية .




الانتخابات البرلمانية تقليد حضاري توصلت اليها الجهود الانسانية عبر عصور طويلة من الكفاح والمعاناة رغم انها –وفي أفضل الحالات وارقاها – لا تخلو من تأثيرات متلازمة من قبل أدوات السلطة المالية والسياسية والمذهبية الفاعلة في المجتمعات ..ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا لا يخفى على الراصد السياسي الدور المحوري والناجز ل(اللوبي الصهيوني )الداعم لاسرائيل بامكانياته الهائلة في الاقتصاد الامريكي وكذلك امتدادات هذا الكيان في مناطق النفوذ السياسية مما يقرر بشكل حاسم نتائج الانتخابات لصالح ذلك الكيان دون ان يكون للمواطن الامريكي ناقة فيها ولا جمل.
عن التأثير المذهبي في الانتخابات الامريكية نشير الى دور المؤسسة الصهيونية –المسيحية (المحافظون الجدد ) في العقد الاول من الالفية الميلادية الثالثة وإبان حكم الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش وقد كانت تلك المنظمات بتنظيراتها المذهبية التوراتية و التلمودية صاحبة القرار الاول في توجيه السياسة الامريكية بدءا من انتخاب بوش لمنصب الرئاسة الامريكية ووصولا الى اشعال الحروب المدمرة في الشرق الاوسط و تقنين الحرب المعلنة ضد ما سمي بالحرب على الأرهاب وقد استبطن العنوان في العمق الاستراتيجي منه تحقيق الاصطفافات الجبهوية التي تتحدث عنها التنظيرات الشتراوسية في الحرب على الاسلام .
غير أن ما يميزوتائر الانتخابات في تلك البلدان المتطورة عن مثيلاتها في بلدان العالم الثالث وفي العراق بشكل خاص هو هيمنة المنظومة القيمية التي تشكل اللحمة الاجتماعية والمعترف بها من قبل عموم الواجهات الانتخابية وهي تضم في دائرتها المقبول والمشترك من الاهداف والمتبنيات والمحاور والتحالفات والخصومات والاستراتيجيات الوطنية المركزية وفي الحالة الامريكية يمكن متابعة الموقف الثابت الامريكي من الكيان الصهيوني و مهزلة محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية و الموقف من النووي الايراني عبر الحكومات الامريكية المتعاقبة شواهد عملية لما اسلفناه .
في العراق تقوم التجربة الانتخابية الناشئة بعد العقود التاريخية الطويلة من الدكتاتورية الحاكمة والاستبداد الطائفي وخنق الشعب وتغييبه واذلاله ...و مازالت فلول العصابات التاريخية المستبدة بشقيها المتكاملين (الارهاب والتمرد) و (داعمي الارهاب في المحاصصة السياسية ) يطمحون بكل ما يؤتون من جهد ودعم اقليميين الى اسقاط التجربة الديمقراطية الغارقة في اتون التجاذبات السياسية والاخفاقات الثقافية التي تضيع على الجمهور العراقي فرص التمتين اللحموي وبناء الكم المتمدن المختلف عن التقاليد الفئوية و العشائرية والبيتية .
ان البحث عن المنظومة القيمية التي تفرزها احداث التاريخ وما تعرضت له الامة العراقية من ماس دامية و خسائر جسيمة وتهديدات ما زالت قائمة على يد الحكومات البائدة تغدو من اوليات المهام الوطنية والمذهبية والولائية التي تفرض على حملة الميراث والامانة صناعة المستقبل على اساس المشترك من القيم والولاءات وليس التنافس الرخيص على المواقع والزعامات .

المرصد الشيعي