بغداد/المسلة: قال مواطنون عراقيون ان مدير قناة "الفيحاء" الفضائية، والمرشّح عن كتلة "المواطن"، محمد الطائي، يروّج بين الجمهور في البصرة بانه "مؤيد" من قبل المرجع الديني الاعلى، آية الله السيد علي السيستاني.
ونشر الناشط المدني حسين الحسيني اعلاناً انتخابياً، يزعم فيه الطائي بانه "زار السيد السيستاني مع كادر قناة (الفيحاء) وان المرجع الاعلى أهداه خاتماً".
ويؤكد نشطاء ومتابعون في احاديثهم لـ"المسلة"، هذه الواقعة، مشيرين الى ان "الطائي ظهر عبر قناة الفيحاء، واشار الى خاتم في إصبعه مدّعيا بانه هدية من المرجع الديني الاعلى، الذي دعا له بالتوفيق".
وتنأى المرجعية الدينية بنفسها عن السجال الانتخابي، حيث اكد ممثل المرجعية العليا السيد احمد الصافي اكثر من مرة بان "مرجعية السيد السيستاني لا تدعم اي قائمة او اي مرشح في الانتخابات القادمة، ومن يدّعي خلاف ذلك فهو في حالة اشتباه، أو واهم، او كاذب".
ويخوض محمد الطائي الانتخابات ضمن ائتلاف "المواطن"، فيما راح عبر قناته "الفيحاء" يروّج لنفسه في دعاية انتخابية متواصلة طوال الليل والنهار.
ويرصد مواطنون عراقيون، في احاديثهم الى "المسلة"، تصريحات مرشحين كتلة "المواطن" في المجلس العشائرية والتجمعات الدينية، التي يصفون فيها انفسهم بانهم "خير" من يمثل خط المرجعية، وانهم التيار الذي تنعقد عليه آمال الزعماء الروحيين في البلاد، ما يؤكد "نرجسية" و"تضخيم ذات" لدى مرشحي هذه الكتلة، لم تتولد من اسباب موضوعية وحقائق صحيحة، بل ناجمة عن تخيلات واوهام، يعتقدون فيها انهم الانسب والاصلح لتمثيل ارادة المرجعيات الدينية.
وبحسب الكاتب سيف الله علي في تقرير له نشره في وسائل الإعلام وتابعته "المسلة" فان "محمد الطائي الذي بدء حياته في السويد رادوداً حسينيا في حسينية الجوادين، والحيدرية وبيع جوازات مزورة، وتصريف العملة قرب المترو عند حديقة الملك، يقول عبر قناة (الفيحاء) وهو يروج لترشيحه عن كتلة المواطن ان المالكي اوقف العمل بميناء الفاو الكبير"، وفق ماورد في تقرير سيف الله.
ويتابع سيف الله القول "اتهم الطائي، رئيس الوزراء نوري المالكي بانه منع البصرة من ان تكون العاصمة الاقتصادية للعراق".
ووجه سيف الله الكلام الى الطائي "حملتك الانتخابية تقوم على الكذب والتضليل، و ماذا ننتظر منك بعد ان (بعت) فضائيتك ونفسك الى كتلة المواطن".
وتُظهر دعاية انتخابية كبيرة في بغداد، والمحافظات، شخصية سياسية عراقية، الى جانب صورة المرجع الديني السيد على السيستاني، ما اعتبره العراقيون، "استثمارا سياسيا في الدين، لا ترضى عنه المرجعية".
ويرى مراقبون ان تسخير الرموز الدينية في المعركة الانتخابية، محاولة لم تعد تحقّق مكاسب انتخابية من دون وجود برنامج انتخابي واقعي، يضع الحلول لما تعاني منه العملية السياسية والواقع الخدمي والامني في العراق، وان يكون قادراً على تطبيق تلك الحلول على ارض الواقع.
ويتجاذب مواطنون عراقيون، الحديث، عن دعاية انتخابية للمرشحة عن كتلة المواطن سحر جابر محسن الحسني والتي قالت فيها "انصر مذهبك بانتخابك كتلة المواطن "، معتبرين مثل هكذا اسلوب دعائي بانه "استغلال للمشاعر الدينية للناس، ومحاولة لتوظيف الاعتقادات الروحية في الشأن السياسي".