القهوة العربية / اصول وفصول / الحاج علي ابو عمار
---------------------
القهوة العربية رمز الكرم وعنوان الضيافة في المجالس العشائرية ،،،""""
للقهوة العربية معنىً خاصا في المجتمع العراقي والعربي وتحتل مكاناً بارزاً في المجالس باعتبارها رمزاً للكرم و حسن الضيافة والقهوة العربية سيدة المواقف في كل المناسبات،،،، واستمدت القهوة العربية هذا الوضع من تقاليد وأعراف عميقة فأصبحت جزءا من تاريخ وحضارة المجتمع العربي بمختلف مستوياته الاجتماعية. ......
وللقهوة العربية طقوس في تقديمها وإعدادها، كما لها أصول يتوجب مراعاتها وفقا للأصول والتقاليد ،،،إن القهوة العربية هي عنوان الضيافة في العالم العربي وتكريم للضيف ومفتاح خير لحل أي قضية،،،، فهي أساس الجلسات والاجتماعات لجميع المستويات الاجتماعية......
ولصب القهوة أصول ثابتة عند الجميع فعلى الساقي أن يمسك دلة القهوة باليد اليسرى والفناجين باليد اليمنى،،،، ويجب عليه صب القهوة واقفا ويبدأ عن اليمين وتصب القهوة بالعادة ثلاث مرات بكميات قليلة وهذا كونها (قهوة كيف **)
و من مهارة صب القهوة أيضًا أن تحدِثَ صوتا خفيفًا نتيجة ملامسة الفنجان للدلة ،،،، وكان يقصَد بهذه الحركة تنبيه الضيف إذا كان سارحا*&* كما أن مِن مهارة شرب القهوة أن يهز الشارب الفنجان يمينًا وشمالاً حتى تبرد القهوة ويتم ارتشافها بسرعة،،،، وبعد صب الفنجان الثالث يجب على الضيف هز الفنجان إشارة إلى اكتفائه منها.......
أن القيمة المادية لفنجان القهوة العربية لا شيء إلا أن قيمته المعنوية كبيرة جدا لآن عدم شرب قهوة شخص ما انتقاص من قيمته فمن الواجب حسب العرف والتقاليد أن يلبى طلب الشخص لكي يتم شرب القهوة,,,,, أن القهوة قديماً نوعان حبشية ويمنية.......
والقهوة العربية من دونها لا تكلل الأفراح وبها تتسم الاتراح، حتى أصبحت بفناجينها البيضاء ودلتها اللامعة الحكم الاجتماعي الحاسم لكل القضايا والخلافات مهما عظم مصابها أو كبر جرمها فعكست برفضها عارا على صاحبها وحملت بقبولها شيم التسامح والشهامة والنخوة وأصبحت بوجودها رمزا للبشرى والخير والوفاء.......
وكان الضيف الذي لا نقدم له القهوة يشعر بالإهانة وعدم التقدير والاحترام،،،،، ويرى أن مضيفه قد قصر في تقديم الواجب له،،،، وصناعة القهوة وإعدادها من العادات الكريمة التي يتمسك بها العربي ويفخر ويعتز بها،،،،وتختلف صناعة القهوة من شخص لأخر،,,,, ويعتقد البعض أن من إكرام الضيف أيضاً دعوته لإعداد القهوة بنفسه ......
للقهوة منزلة رفيعة عند أهل الصحراء أكثر من أي مشروب آخر، وفي تقديمها للضيوف نوع من الاحترام والواجب، أما في المناسبات المختلفة فلها أهمية لا يحظى بها أي مشروب آخر سواها،،،،، ومن هنا تنبع أهميتها وقيمتها،،،،، فنرى البدوي يحيطها بهالةٍ من التبجيل والاحترام،,,,, ويرى فيها ما يدل على العزة والأصالة،,,, ولا يكاد يخلو منها بيت من البيوت، ومن لا يشرب القهوة ولا يصنعها في بيته لا يعد من أهل المروءة والكرم........
واما اواني القهوة العربية مثل الدلال ومفردها دلة,,,,، وهي معروفة منذ القدم لصناعة القهوة العربية وتقديمها، وكانت تصنع من الفخار، قبل أن تنتشر الأنواع المعدنية،،،،، وخاصة المصنوعة من النحاس ،،،، التي يوضع فيها الهيل تمهيدا لسكب القهوة فوقها بعد أن ( تفوح **) أي بعد نضجها ويضاف إليها بعد ذلك المطيبات مثل القرنفل وجوزة الطيب والعنبر والزعفران والهيل. .....
وتنقسم الدلال تبعا لاستخداماتها المختلفة إلى ثلاث أنواع;;;;
----------------
الخمرة ::: و هي أكبر حجما من دلال القهوة العادية ،،،
وتوضع دائما فوق الحطب على الكوار وبها الماء الساخن وما تبقى من بقايا الهيل والبن.......
دلة صغير(المصب **) لتقديم القهوة وعادة تكون لامعة وبجانبها فناجين لشرب القهوة،،،،، تصنع من الخزف وبيضاء اللون عادة ........
المزل (الملقمة **) ::::: وهي الدلة المتوسطة الحجم، والتي يتم فيها تلقيم القهوة بعد نقل جزء من الماء الساخن من الدلة الكبيرة ( الخمرة **** ) فيرفع البن من قاعها ويقال ::::::::: ( لقم ****) القهوة ،،،، أي جهزها تمهيدا لصنعها،،،، وتوضع دائما فوق الحطب.........
المصب :::::: وهي أصغر الدلال المستخدمة في عمل القهوة، وتستخدم بعد طبخ القهوة في الدلة المتوسطة،،،،، حيث يصب فيها صافي القهوة،،،، ثم يوضع بها الهيل،،،،، وتستخدم لتقديم القهوة حيث تصب في الفناجين. ......
وللقهوة أدوات مختلفة،،،،، لها أهميتها الكبيرة وكل أداة منها لها دورها ومفعولها،،،، إذ بدونها لا يمكن صناعة القهوة وإعدادها بالشكل المناسب والمطلوب،،،، ومن هذه الأدوات
------------------------
الْمِحماس:::: هي أداة معدنية ثقيلة تحمس بها القهوة،،، وهناك نوع منها له منصب صغير ترتكز عليه،،،، و تقلب بداخلها حبات القهوة بواسطة قضيب طويل له رأس يشبه الملعقة وله جرير يربطه في آخر المحماسة، ويتعذّر رفع المحماسة وتقليبها باليد بسبب طولها وثقلها.
المقلى: هي أداة تُحَمَّس فيها القهوة في حالة عدم وجود محماس ثقيل كالتي ذُكرت أعلاه، ونظراً لخفة القلاّية وسهولة نقلها وتحريكها فقد انتشرت أكثر من المحماس وأصبحت متداولة أكثر من سابقتها، ولا يوجد للقلاية قضيب لتحريك القهوة، وإنما تُقلَّب بها القهوة بواسطة تحريكها بطريقة خاصة تُرفع بواسطتها حبّات القهوة إلى الأعلى ثم يتلقاها بالقلاية من يعد القهوة ويهزها هزات خفيفة حتى تنضج، وفن تقليب القهوة بالطريقة التي ذكرنا لا يجيده إلا من له خبرة في مجال عمل القهوة وتحميصه.......
الْمِهبَاش: هو الجرن و"هو أداة من النحاس أو البرونز ويستعمل لدق القهوة وطحنها، وله يد نحاسية ثقيلة تسمى (يد الجرن**) الذي تتم فيه عملية سَحْنِ القهوة وطحنها،،،، وله عصا غليظة تدق بها القهوة تسمى المسحانة ،،،، والمهباش يُصنع أيضاً من خشب صلبٍ ومتين، ويعيش لسنوات طويلة، وهو تحفة خشبية جميلة وجذابة، تزينه نقوش وزخرفة جميلة، وعليه بعض الأزرار النحاسية التي رتبت بأشكال هندسية مختلفة تجذب الأنظار، وعندما تدق القهوة في جوفه،،،، يصدر صوتاً رتيباً متناسقاً، وهناك العديد ممن يتقنون الدق عليه بعدة دَقَّاتٍ مختلفة،،،، لكل دقّةٍ منها صوت ولحن يختلف عن الأصوات الأخرى،،،،، وكان صوت الجرن يجلب الناس لشرب القهوة عند صاحب البيت، ويتجاذبون الأحاديث المختلفة......
الهَاون::::: وهو نوعان نوع من الحديد وآخر من النحاس، تُسحن فيه القهوة بواسطة ضغطها بالمسحانة وهي عصا الجرن الثقيلة وتحريك تلك اليد مع ضغطها على حبات القهوة المحمصة حتى تطحنها طحناً ناعماً، وعند التحريك أيضاً تحدث صوتاً يطرب من يستمع إلى طحن القهوة،،،،، وعادةً ما تكون هناك فرشاة صغيرة مربوطة بخيط يلتف حول حافة الهاون،،،، تُجمع بها القهوة المطحونة في مكان واحد من قعر الهاون حتى يمكن تناولها........
الفنجان::::: وجمعه فناجين، وهو وعاء صغير من الخزف تُصَب فيه القهوة، ومنه أحجام وأنواع مختلفة،،،، وتوضع فناجين القهوة عادة في إناء صغير يسمى ( الملة ) به ماء لغسلها.......
--------------------------