بغداد/ المسلة: على رغم ان الفرز الاولي لأصوات الناخبين العراقيين، يشير الى تقدم ائتلاف دولة القانون، برئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الا ان كتلاً سياسية اعلنت فوزها في الانتخابات، رغما عمّا تفيد به النتائج الاولية، وتعاميا عن حقيقة الخسارة المتوقعة، بل ان كتلة سياسية مثل كتلة "الموطن" التابعة للمجلس الاسلامي الاعلى اعلنت فوزها الكبير في الانتخابات على لسان زعيمها عمار الحكيم، الذي وعد "بعد الفوز الكبير بشراكة حقيقة والقضاء على داعش وطرد الارهاب من البلاد".
ومع سعي كل طرف في التحالف الشيعي الى تعزيز حظوظه، ووضع مكانه في موقع متقدم في حرب المفاوضات، فان بعض الكتل بدت توهم الشارع بانها هي الفائزة وان من حقها ان تختار مرشحها لرئاسة الوزراء، في تجاهل متعّمد للتوقعات الحالية التي تشير الى تقدم كبير وبفارق واضح لائتلاف القانون على بقية الكتل والاحزاب في التحالف نفسه.
وفيما قال الحكيم انه بعد ثلاث ساعات من انتهاء عملية الانتخابات النيابية في البلاد، وساعتين من بدء عمليات عد وفرز الأصوات في كلمة متلفزة إلى العراقيين ان "بشائر تقدمه بدأت تتراءى في معظم محافظات البلاد"، كشف ائتلاف دولة القانون وقت الجمعة الماضي، أن المقاعد البرلمانية التي سيحصل عليها تتجاوز الـ100 مقعد، لافتاً الى أنه "لا توجد محافظة لم يحقق فيها الائتلاف نتائج جيدة".
لكن تسارع خطة تأكيدات فوز "ائتلاف القانون"، اضطر كتلة "المواطن" الى التقليل من مستوى توقعاته بالفوز بعدما ادركت ان ذلك سيسبب لها مأزقا امام جمهورها، فقال المتحدث الرسمي باسم الائتلاف بليغ ابو كلل الجمعة ان "ائتلاف المواطن لن يكون متصدراً على ائتلاف دولة القانون لكنه سيحصل على مقاعد يكون فيها الرابح الاكبر".
واضاف إن "جميع الكتل خسرت مقاعدها في هذه الانتخابات وربما ائتلاف المواطن هو الوحيد الذي سيكون لديه صعود حقيقي"، مشيراً الى أن "ائتلاف دولة القانون لديه ارقام معتد بها لكنها دون الـ100 مقعد بكثير".
وكانت شبكة "عين العراق" لمراقبة الانتخابات العراقية اعلنت الخميس الماضي أن ائتلاف "دولة القانون" حصل على المرتبة الاولى و"الكتل الصدرية" بالمرتبة الثانية و"ائتلاف المواطن" ثالثاً في استطلاع اجرته لناخبين بعموم المحافظات باستثناء الانبار، مبينة أن "الاستطلاع شمل 91% من المشاركين في التصويت العام".
وشهد العراق الاربعاء الماضي، عملية الاقتراع العام للانتخابات البرلمانية، وسط اجراءات امنية مشددة وحظر للتجوال في بعض المحافظات، وأغلقت صناديق الاقتراع في الساعة السادسة مساء.
وعلى صعيد التوقعات، قال مواطنين لـ"المسلة"، ان "تخميناتهم المستمدة من الوقائع الميدانية تشير الى تقدم كبير لدولة القانون في النتائج المرتقبة".
وكتب المتابع السياسي علي مارد على صفحته في "فسبوك" ان " التسريبات عما اسفرت عنه عملية الاقتراع يوم 30 نيسان، اثبتت ان الرجل صاحب الشعبية الاعلى في العراق ودون منازع هو نوري المالكي."
الى ذلك قال مواطنون من محافظة بابل، جنوبي بغداد، لـ"المسلة" ان "امرأة عراقية هي حنان الفتلاوي التي ترشحت عن ائتلاف القانون في المحافظة، تفوقت على كتل سياسية واحزاب من حيث شعبيتها في قلوب العراقيين بعد المالكي".
واستغرب الناشط السياسي علي الغريب من "الكذب الذي تسوقه اطراف سياسية عراقية، بزعمها الانتصار الكبير في الانتخابات"، مشيرا الى ان "نتائج صناديق الاقتراع سوف تخرسهم الى الابد".
وفيما كشفت احصائيات اولية لبعض المنظمات المستقلة ان رئيس الوزراء نوري المالكي حصد لغاية الان اكثر من مليون ومئتي صوت، اعتبر المحلل والكاتب حسين الشويلي ان "دولة القانون اكتسحت الشارع العراقي في وقت يواجه فيه المالكي أضخم حملة إعلامية لتسقيطه جماهيرياً" مشيرا الى ان "هذا النجاح سيتوّج بتشكيل حكومة الأغلبية السياسية".