رسالة إلى الجمهورية الإسلامية.بقلم جليل النوري.....انتهت الانتخابات النيابية، وينتظر الشارع هذه الايام اعلان النتائج، وانظار الجميع متوجهة الى الشخصية التي ستتولى منصب رئاسة الوزراء، كون هذا المنصب اصبح الشغل الشاغل لجميع الكتل السياسية، لما له من اهمية كبيرة يتوقف عندها اعادة ترتيب كل الاوراق المخلوطة التي تسببت فيها الدورتين السابقتين من تولي السيد المالكي للحكم.ولكون هذا المنصب بهذا المستوى من الاهمية، فان تحديد الشخص الذي سيتولى مهامه لا يتوقف اختياره فقط على الداخل العراقي، بل ان حصته الاكبر في الاختيار اصبحت في خارج الحدود مع شديد الاسف.وبحكم ان هذا المنصب هو للمكون الشيعي، فان الجارة العزيزة ايران تصدرت مشهد الرضا عن شخص رئيس السلطة، ان لم نقل ان لها دورا كبيرا وواضحا في تحديد ملامح تلك الشخصية.ولكون الجانب الايراني اصبح اليوم لاعبا مهما في عملية اختيار رئيس الوزراء، فان المسوولين الايرانيين، وتحديدا المشرفين على الملف العراقي، تقع عليهم تبعات عودة السيد المالكي للحكم في دورة وزارية ثالثة، لانهم سيقعون في عدة ملابسات ومواخذات افرزها الواقع من اهمها:اولا:ان غالبية القاعدة الجماهيرية العراقية تطالب برحيل المالكي وعدم التجديد له لولاية ثالثة، فمن هذا المبدا يجب احترام راي الشعب.ثانيا:ان المرجعية الدينية قالت كلمتها الفصل في المطالبة بتغيير المالكي، ونحن نعلم ما للمرجعية من مكانة مقدسة عند الجمهورية الاسلامية، لذا فمن باب تقدير هذه الموسسة وعدم الكسر بها، يجب ان يؤخذ برايها لا العكس.ثالثا:ان معظم الكتل السياسية، باختلاف انتمائاتها الدينية والمذهبية والقومية، رافضة لوجود المالكي على راس السلطة مجددا، وان الضغط من اجل عودته، يعني ابقاء العراق يعيش دوامة الصراع والمشاكل والدفع به الى حافة الانهيار والاقتتال المذهبي، وهذا ما لا تريده ايران اكيدا.رابعا:اذا كانت ايران تخشى على مصالحها، او تعرضها للاذى من قدوم شخص اخر لا تحرز وضعه تجاهها، فاظن ان هذه الفكرة مشوشة تماما، بسبب نقل بعض المنتفعين والوصوليين.واقول موضحا وباختصار:انه من البديهيات الواضحة ان رئيس الوزراء سيكون من المكون الشيعي، ولان الاسماء الشيعية المطروحة لاستلام المنصب، معروفة جيدا لدى الجمهورية الاسلامية، فجميعهم اما عاشوا فيها ايام المعارضة، او ممن تربطهم علاقة وثيقة جدا معهم.فعلى هذا الاساس لا داعي للتخوف، ويجب فهم هذا الامر وتصحيح صورته لدى الاخوة في ايران.وهم يعلمون جيدا انه ليس هناك اي عاقل يرضى مضرة ايران او اية دولة صديقة اخرى.خامسا:ان معونة ايران في بقاء المالكي من جديد، يعني ارسال رسائل خاطئة الى دول الجوار الاقليمي التي تازمت علاقاتها مع العراق بسبب التصرفات الغير مدروسة والمستعجلة من قبل رئيس الوزراء، وحسب علمي ان ايران غير مستعدة لتازيم الوضع اكثر مع تلك الدول، بل هي تسعى لاعادة هيكلتها وترميمها من جديد.سادسا:ان توفير الدعم في استمرار المالكي بالحكم مع كل الاخفاقات التي لحقت بالبلد سواء على المستوى الامني او الخدمي او التعليمي او الدبلوماسي، يعني ذلك الرضا بكل هذه الانتكاسات، والراضي بفعل قوم كفاعله.وفي الختام، قد يقول قائل لما هذا القلق من الجارة ايران بهذا الخصوص؟.فانتم عراقيون، وانتم من تحددون مصيركم، فإنْ اجتمعتم وقلتم كلمتكم ستكون ايران وغيرها امام امر واقع، لا يمكن تغييره او التلاعب به.اقول رادا:انني عشت ثلاث تجارب عملية مع الجارة ايران، وكنت شاهدا عليها، الاولى يوم تبديل السيد الجعفري بالمالكي، والثانية في ابقاء المالكي لدورة ثانية، وثالثها في موضوع حجب الثقة، وقد كان لايران السطوة والكلمة العليا في كل تلك التجارب.وهنا مضطر لكسر سنان القلم.جليل النورييوم الجمعة الموافق للسادس عشر من شهر رجب الاصب للعام 1435