"كورونا" السعودي يطرق أبواب العراق بعد الأردن ولبنان



مع الانتشار المتزايد لفيروس "كورونا" في السعودية والأردن ولبنان ومصر وتونس، يخشى أن ينعكس ذلك بشكل سلبيا على دول أخرى ويساهم في اتساع رقعة الخطر وهو ما قد يكلف دول المنطقة ثمنا باهظا.

ويتوقع خبراء انتشار المرض "الفتاك"، في عدة دول ومنها العراق الذي ينبغي عليه الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهته في حال دخوله، وهو وباء "صعب المراس"، بحسب أطباء، وعملية علاجه ليست بالسهلة، علاوة على ذلك فهو قاتل بامتياز.

ويولد فيروس "كورونا" التهابا في الرئتين مصحوبة بسعال وارتفاع بحرارة الجسم، مع صعوبات بالغة في التنفسـ ويؤدي في نهاية المطاف إلى حصول فشل كلوي، ومن الأمور التي تزيد من حدة القلق منه عدم وجود أي لقاح ضد هذا الفيروس.

السعودية المجاورة للعراق هي بؤرة المرض الرئيسية في المنطقة وفيها أكثر من 450 مصابا حتى الآن، نتيجة تعلق الكثير من مواطنيها بالإبل التي تعد الناقل الأساسي للفيروس.

مرض خطير سيطرح على طاولة البرلمان

لجنة الصحة البرلمانية اعتبرت، فيروس "كورونا" مرضا خطيرا يحتاج الى متابعة من قبل الجهات الصحية.

ويقول عضو لجنة الصحة النيابية حبيب الطرفي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "كورونا يعتبر من الأمراض الوبائية الخطيرة ويستوجب اتخاذ إجراءات خاصة بعد انتشاره في بعض الدول المجاورة للعراق، كان أخرها الأردن ولبنان"، مؤكدا أن "مجلس النواب سيطرح هذا الموضوع في جلسته المقبلة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع دخول المرض الى العراق، بالتنسيق مع وزارة الصحة".

ويؤكد الطرفي على "ضرورة المباشرة بحملة توعية في العراق ضد خطورة المرض وظروف انتقاله بالرغم من عدم تسجيل الجهات الصحية لاي حالة إصابة بهذا المرض"، مشيرا الى وجود "قوافل من المعتمرين العراقيين الزائرين الى السعودية وربما ينتشر فيها هذا المرض بشكل كبير".

الصحة تقر بعدم وجود إجراءات حدودية تمنع تسرب المرض

في الوقت الذي تشدد وزارة الصحة على اتخاذ السبل الكفيلة لمنع دخول المرض الى العراق، أقرت بعدم وجود أي إجراءات على الحدود لمنع دخوله.

ويقول مدير الصحة العامة محمد جبر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "منظمة الصحة العالمية لا تحدد أي إجراءات على المنافذ الحدودية لمواجهة المرض، كون الفايروس المسبب له لا يعرف الحدود"، مشددا على "أهمية توعية المواطنين بالإجراءات البسيطة للوقاية".

ويضيف جبر أن "العراق لغاية اللحظة لم يثبت أو يسجل وجود أي حالة بهذا المرض"، مؤكدا "استمرار الوزارة بالتحري الوبائي وجمع العينات لجميع الحالات سواء كان لمرض كرونا او الأمراض الأخرى الوبائية كمرض أنفلونزا الطيور".

ويبين جبر أن "كرونا يعتبر من الأمراض التنفسية الشديدة والتي يمكن انتقالها عن طريق الإنسان أو حتى الحيوانات"، لافتا الى أن "تأخر التشخيص أو عدم إتباع المصاب لتعليمات الطبيب قد تؤدي الى وفاته".

مخاوف مبالغ فيها

وزارة الزراعة ترى أن المخاوف من انتشار فايروس "كورونا" في الثروة الحيوانية مبالغ فيها ولا صحة لوجوده في العراق.

ويشير مستشار وزارة الصحة خالد السراي الى أن "كورونا لا يصيب الحيوانات، وإنما هو مرض بشري تختص به منظمة الصحة العالمية WHO ولم يثبت ضمن اهتمامات منظمة الصحة الحيوانية OIE".

ويضيف السراي أن "60% من الأمراض المشتركة تنتقل من الحيوان الى الإنسان، لكن فيروس كورونا يعتبر ضمن نسبة 40% من الأمراض تصنف عكس ذلك".

ويلفت السراي الى أن "الانباء التي تحدثت عن إصابة الجمال غير مؤكدة، وهي ىيعني أن الإبل مصدرا لفيروس كورونا"، لافتا الى "ضرورة متابعة البحث والاستقصاء عن المرض من قبل الجهات المعنية في وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة".

ويصف العلماء فيروس "كورونا" الجديد بأنه غامض ونادر، وتبدأ أعراضه بشكل بسيط وشبيهة

بأعراض الأنفلونزا، حيث يشعر المريض بالاحتقان في الحلق والسعال وحمى وضيق في التنفس، والصداع، وربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة، وتؤدي إلى فشلٍ كلوي والوفاة.

ويعتبر الفيروس السادس من فصيلة الفيروسات التاجية، وأطلق عليه في البداية عدد من الأسماء المختلفة مثل "سارس" أو "سارس السعودي"، بحسب وصف صحف أجنبية، واتفق مؤخراً على تسميته فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي ويرمز له اختصارا (MERS-CoV).

وظهر الفيروس كورونا في الشرق الأوسط عام 2012 وهو ينتمي لنفس أسرة فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) الذي تسبب في وفاة نحو 800 شخص على مستوى العالم منذ أول ظهور له في الصين عام 2002.