لماذا تنازل الشيعة عن المالكي بدون مقابل ؟
غريب امر زعماء الشيعة من علماء دين و سياسين وأحزاب فكلهم تقريبا تخلوا عن المالكي بدون مقابل وأعطوا اكبر هدية للسنة والأكراد والدول الداعمة للإرهاب كتركيا والسعودية وهي ازاحة المالكي وتنحيته بلا ثمن سياسي او أمني او على الأقل تعهد باحترام دماء الأبرياء الشيعة وعدم تبني قتلتهم كداعش والبعث.


الظاهر نحن لم نتعلم ولم تؤثر فينا كل تلك الدماء والتي لازالت مسترة من أجساد الشيعة يوميا وبالجملة ونحن نسمع ونردد لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ولكن كم لدغنا وربما بآلاف التفجيرات ولم نتعلم ومازال زعماء وساسة شيعة العراق لا يرون كل أفاعي السنة والأكراد والدول القبيحة لان اغلبهم أعمى البصر والبصيرة فعيونهم أعماها الحقد والحسد وقلوبهم تفكر بالكرسي وحده لا بحقوق الناس ودمائهم وأصواتهم


انها جريمة سياسية ومذهبية واجتماعية بحق الشيعة ان تخسر المالكي وأصواته بدون مقابل فهذا اعتراف بالدونية وتأكيد لادعائتهم بأننا قتلة وظلمة والمالكي سبب المصائب والخراب وليس إرهابهم وذبحهم وطائفيتهم العلنية . انه جهل سياسي وفشل ذريع في إدارة الصراع حول السلطة والحقوق في العراق ، فلقد أعطيناهم الفرصة حتى ان أوباما اصبح يتحدث عن تهميش المالكي للآخرين وكأنه سعودي او فلوجي او برزاني.


وانا شخصيا لا استغرب من هذه الخطوة في ظل جو عام صنعه الحياء او الخوف من ذكر حقوق الشيعة او مظلوميتهم بصراحة وهم يبادون يوميا اما بالقتل الجماعي او التهجير القسري ولنا عتب على خطب الجمعة في كربلاء المقدسة فهي تستحي ان تدافع عن حقوق الشيعة ولا تطالب بدمائهم ولا تعتب حتى على من يأوي الإرهاب او يدعمه كالعشائر الإنذال او الدول الحاقدة على كل من ينتمي لمدرسة علي عليه السلام.


لقد لدغنا وبشدة في بداية تكوين الدولة العراقية في العشرينيات وقبل زعماء الشيعة بعد كل التضحيات في ثورتهم الخالدة بملك مستورد التف حوله طائفيون تلقفوها واحد تلو الاخر وبقينا على الهامش


واللدغة الثانية في زمن عبد الكريم قاسم وعدم دعمه على علاته وبعض توجهاته المخالفة للمرجعية على الرغم من احترامه وتبجيله لها ولكن عندما سقط جاء أسوء ما خلق الله وهم البعثيون فقد قتلوا حتى المراجع أنفسهم وبدأت الدماء تسيل وكأنها قدرنا


وهنا السؤال هل هذه اللدغة الثالثة والقاتلة ؟ فعندما تتخلى عن أقوى وأشرس سياسي شيعي بدون اي مقابل وتفتح الباب لهم بسهولة للمطالبة باي مطلب فهل سيحسبون لك حساب او يخافونك بعدها


اعتقد ان هناك ارضية لعودة الحكم للقتلة من جديد في ظل وجود ساسة وزعماء شيعة همهم كسر إرادة أقرانهم من أبناء مذهبهم وتسجيل فوز ولو معنوي ولو على حساب حقوق الناس بعد ان عجزوا عن عن الفوز الانتخابي


ولكن هناك هناك أمل بالقدرة على الحفاظ على حق الأغلبية بالحكم والوجود الحقيقي في السلطة لا التبعية فقط ؟والجواب على هذا السؤال متروك لأبناء الذوات كعمار مقتدى وخطب الجمعة وسذج الشيعة هل سيدعمون العبادي ام سيطعنونه كل يوم طعنة حتى يسقط ويسقط الحق بالحكم معه والأيام كفيلة بان ترينا قدرنا القادم