اياد السماوي
آمرلي قرية صغيرة تابعة لقضاء طوزخورماتو , وسكان هذه القرية لا يتجاوزون العشرون ألف نسمة أغلبهم من عشيرة البيّات التركمانية , وشاءت الأقدار أن يكون لهذه القرية الصغيرة قصة للصمود وعنوان عريض للبسالة والتضحية بوجه أعتى هجمة وحشيّة بربرية تتعرض لها الإنسانية والحضارة في تأريخها الحديث , فصمود أبناء قرية آمرلي بوجه برابرة العصر داعش الذين سوّدّت جرائمهم وجه الإنسانية والحضارة , قد خطّ لهذه القرية الصغيرة مكانة بين مدن العالم التي ضربت مثالا في الصمود والتضحية لا يقلّ عن صمود لينين غراد وهانوي وسراييفو والسويس وغيرها , وكأنّ ابناء هذه القرية الصغيرة بصمودهم البطولي أرادوا أن يمحوا العار الذي لحق بأبناء المدن الكبيرة الذين تواطؤا مع داعش وسهلّوا لها الدخول إلى مدنهم والقيام بجرائمها وفضائعها .
وقصة الحصار الذي تعرّضت له هذه القرية الصغيرة منذ أكثر من شهرين من قبل برابرة العصر داعش وتصدّيهم البطولي لجميع الهجمات التي شنّها هؤلاء الأوباش بالرغم من قلة الرجال والسلاح والعتاد والمواد الغذائية , قد أوقف حالة الهلع والخوف والرعب التي غزت النفوس والتي استفادت منها داعش في حربها واحتلالها للمدن والقصبات , وحوّلت هذا الخوف والرعب إلى بطولة وبسالة قلبت معادلة الحرب مع هذه العصابات المجرمة من حالة التراجع والتقهقر , إلى حالة الصمود والانتصار , حتى أصبحت آمرلي النقطة الفاصلة في تراجع داعش وانهيارها , والدرس الذي ضربه الآمرليون الابطال الأشاوس في الصمود والبسالة , يستوجب من الآخرين الذين تواطؤا مع داعش وسهلّوا لها دخول مدنهم والعبث بأعراضهم وتدمير مساجدهم وتراثهم التاريخي , أن يكّفروا عن ذنبهم ويغسلوا العار الذي لحق بهم , فما قامت به داعش من جرائم وفضائع ستبقى لعنة تطاردهم وتطارد كل من سهلّ وساعد وتقاعس عن دوره في مقاومة هذه الوحوش الكاسرة .
كما إنّ التأخر في نصرة هؤلاء الأبطال من قبل القوات المسلّحة العراقية وتقديم العون والمساعدة لهم , هو الآخر قد أغرى هذه العصابات في الاستمرار بحصارها لهذه القرية الصامدة ومعاودة مهاجمتها من أجل اقتحامها وإبادة أهلها , فالواجب الوطني والديني يستوجب الإسراع في فك الحصار عنها وإنقاذ أهلها من الإبادة المحققة لا سامح الله في حالة نجاح هؤلاء الوحوش في اقتحامها , إنّ آمرلي وأهلها يستصرخون أبناء العراق الغيارى لنجدتهم وإنقاذهم , فسقوط آمرلي أمام أنظارنا لن ينفع معه ندم أو توبة .