لم يكن هناك اثقل على صدر معاويه من وجود عمار بن ياسر ضمن جيش الامام(ع) في معركة صفين , كان وجوده يعادل الجيش كله لانه قادر على تحديد صفه المعركه والطرف الباغي فيها وبالتالي قلب معادلتها لصالح الامام ع اذا ما حدث وسقط شهيدا وهو ما كان يرجوه عمار (رض) كل لحظه فليس هناك اسعد من تلك اللحظه التي يختم فيها حياته المباركه ببركه الشهاده ومرافقه حبيبه النبي ص وصحبه المخلصين , كان معاويه متوجسا من انقلاب اهل الشام عليه وهم يتداولون حديث النبي ص ( تقتل عمار الفئه الباغيه ) وبين فينة واخرى ينزل عليه السؤال كالصاعقه (ما هذا يامعاويه ؟!!) فيحتار بماذا يجيب ثم يلوذ بأمنيه كاذبه هو اكثر الناس تيقنا باستحالة حدوثها فيرد بالقول : ان عمارا سيترك الامام ع !! ويتحول الى جانب اهل الشام !!ثم يقتل معهم !! وهكذا مضت المعركه بالتوجس والترقب الحذر حتى سقط عمار شهيدا وهو يصيح ( اليوم القى الاحبه ...محمدا وصحبه ) بعد ان تناول آخر زاده من الدنيا (اللبن) لتتحقق نبؤة النبي(ص) كانفلاق الصبح فاضطرب الامر على معاويه وضاقت عليه الحيل ودخل عليه زعماء من اهل الشام يسألونه ايجاد حلا سريعا قبل تمرد الجند عليهم فاسعفه دهاءه لفكره خبيثه لا يقتنع بها الا من لديه استعداد لبلوغ اقصى درجات الاستحمار !! فقال (انما قتل عمار من جاء به للمعركه ..انما قتله عليا !!) فخرج الزعماء من عنده وراحوا يرددون قوله بين العسكر فلا يعرف المتعجبون بماذاا يتعجبون بدهاءه ام بحمق عسكره !! ولما بلغ الامام (ع) قوله ..رد عليه
(اذا كنت انا قتلت عمارا فرسول الله (ص) هو من قتل حمزه (ع) اذ اخذه معه لمعركه (أحد)....!!)
اليوم يتكرر دهاء معاويه بشأن الطعن برئيس الوزراء نوري المالكي ..حيث راح البعض يردد ان المالكي هو المسؤول الاول عن مجزره سبايكر , بل ويطالب بمحاكمته ( كي يدفع التهمه عن الدواعش وحلفاءهم من عشائر الغدر والخيانه )لانه -المالكي - هو من ارسل هؤلاء الطلبه للدراسه هناك ..وتماشيا مع هذا المنطق المعاوي (نسبه لمعاويه الذي يملك براءه اختراعه حصريا ) فإن المالكي ليس مسؤولا عن استشهاد هؤلاء الشباب بل هو مسؤول عن كل شهداء الجيش العراقي لانه هو من زجهم بالمعركه مع الارهاب !! وهو ايضا المسؤول عن كل ضحايا المفخخات لانه ترك الناس تسير بالشارع وتكون هدفا سهلا لهم وعليه ان يواجه محكمه جرائم ضد الانسانيه خاصه وهو نفسه من ارتكب اعظم جريمه حين وقع وثيقه لاعدام رجل الانسانيه (صدام حسين )!!! وهذا ما يسعى له المتهمون للمالكي في حقيقة اتهامهم له لكنهم يستهبلون ويظنون الشعب العراقي أهبل كجيش معاويه... وهيهات , فالعراقيون (مفتحين بالتيزاب ) !!