اعلام الجامعة / د. كاظم العمران

شارك مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي في جامعة بغداد، في ورشة عمل متخصصة أقيمت بمحافظة أربيل حول "صيانة المواد الاثارية"، والتي أقيمت بالتعاون مع صندوق الاثار العالمي (World Monument Fund) والمعهد العراقي لصيانة الاثار والتراث (Iraqi Institute for Conservation of Antiquities and Heritage) ، وذلك ضمن سلسلة النشاطات التي يقوم بها المركز لتطوير قابلياته العلمية والعملية والانفتاح على مؤسسات الدولة.

وتمثلت مشاركة المركز بالدكتور عقيل عباس الزبيدي، الذي أسهم في النقاشات، وابداء بعض الملاحظات عن كيفية نشوء الصخور الطبيعية المستخدمة في بعض مباني المواقع الاثرية العراقية والعربية وانواعها وصفاتها، مثل استخدام حجر الكلس (limestone) الرسوبي ، في بناء مدينة الحضر، وحجر البازلت (basalt) الناري البركاني، في بناء قصر الازرق وام جمال في الأردن،وحجر الجبسم (gypsum) في تبطين الجدران الداخلية لجامع قلعة "محمد علي" في القاهرة بمصر.

كما تضمنت المشاركة قيام الباحث المذكور بالتعاون مع الاثاري "احمد فليح شبر"، من مديرية اثار الديوانية، بإعداد محاضرة بعنوان "استمارة جرد المباني التراثية (Inventory Form for Heritage Building) ، والخاصةعن البيوت التراثية الموجودة قرب قلعة اربيل، وقد القيت ضمن ورشة العمل في المعهد العراقي لصيانة الاثار والتراث في اربيل.

وشهدت ورشة العمل كذلك، القاء المحاضرات شارك بها مجموعة من الاساتذة المتخصصين في العلوم الاثارية مثل، الدكتورة انجيلا من جامعة تكساس في الولايات المتحدة الامريكية، والدكتور ماتيلد المتخصص في صيانة طابوق الطين الاثاري، من فرنسا، والبروفسور جيورجيو بوتشيلاتي، من الولايات المتحدة الامريكية، والذي يشغل منصب مدير المعهد الدولي لدراسات منطقة ما بين النهرين، والدكتورفيريدريكوبوتشيلاتي، من جامعة فرانكفورت، والباحث في المعهد الدولي لما بين النهرين في الولايات المتحدة الامريكية، والدكتورة مارلين بوتشيلاتي، من معهد كوستن الاثاري في الولايات المتحدة الامريكية، والدكتورة اليساندرا من صندوق الاثار العالمي في ايطاليا .

يذكر ان الأمم والشعوب تفتخر بتأريخها وتراثها وما خلفه الآباء من آثار تشير إلى حالة من الرقي الحضاري، وربما يكون تأريخ العراق القديم وما خلفه من آثار كثيرة مبعث الفخر الرئيس إن لم يكن الوحيد، إذ تزخر بلاد النهرين بكم هائل من الآثار التي تمجد لشعب كان المبتكر الأول لأغلب المنجزات الحضارية التي غيرت حياة الإنسان وغيرت مجرى التأريخ، والذي يميز آثار العراق انتشارها في جميع محافظات البلاد من دون استثناء، ولا عجب إذا ما قلنا أن هذه البلاد تحوي أكثر المواقع الأثرية المسجلة أو غير المسجلة في العالم، إلا أن معاناة بلاد النهرين كانت عظيمة عظم الحضارات التي برزت فيها، إذ ما زال أكثر من نصف التلال الأثرية غير مسجلة بسبب عدم اكتمال المسح الأثري، فضلاً عن أن أكثر من 90% من التلال الأثرية المسجلة غير منقب فيها لحد الآن .

ويقصد بالتلال الاثارية تلك التلال الصناعية التي تحوي في باطنها بقايا مدن أو قرى أو معابد قديمة طمرت تحت التراب فكونت ما يعرف بالتلال الاثارية، ويستدل عليها من خلال بعض الدلائل التي تشير إليها، فهي عادة تكون منفردة وتنتشر حولها بقايا أثرية ككسر الآجر والفخار وتنبت عليها النبات الطبيعي بسبب وجود المواد العضوية في باطنها التي تساعد على نمو النبات.

التاريخ الطبيعي في جامعة بغداد يشارك بورشة عمل حول صيانة المواد الاثارية بمحافظة أربيل