اكد خبراء اقتصاديون خلال ندوة عقدتها جمعية الاقتصاديين العراقيين في محافظة البصرة، الخميس، أن المحافظة تشهد تضخما سكانيا كبيرا بسبب تنامي الصناعة النفطية التي استقطبت آلاف العمال الذين تركوا محافظاتهم واستقروا في البصرة مع عوائلهم.

وقال رئيس الجمعية علي العضب في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عددا من الخبراء والباحثين والمهتمين بالشأن الاقتصادي ناقشوا، اليوم، خلال ندوة اقتصادية عقدت في مقر الجمعية، محاور متعلقة بالقطاع النفطي، ومنها قضية التغييرات السكانية الناجمة عن تنامي الصناعة النفطية في البصرة"، مبينا أن "عقود التراخيص وكثرة المشاريع النفطية استقطبت الكثير من العمال من محافظات أخرى، ونسبة كبيرة منهم جلبوا عوائلهم واستقروا في المحافظة".اضافة الى استغلال المناصب المناطة لابناء من مدينة العمارة في البصرة خاصة رئيس المجلس صباح البزوني الذي منح عدة الاف من اهل العمارة مساكن ومجمعات خاصة لعشيرة البزون المنتمي لها بينما اهالي البصرة الاصليون يعانون ازمة سكن ويسكنون في التجاوز بيوت من الصفيح

وأوضح العضب أن "القضية بحاجة الى المزيد من الدراسات والبحوث الأكاديمية لمعرفة جوانبها الإيجابية والسلبية بشكل دقيق"، مضيفا أن "البصرة تعاني من تفشي البطالة، وللحد من هذه الظاهرة ينبغي أن تلزم الحكومة الشركات النفطية الأجنبية بإعطاء الأولوية في التوظيف لأبناء المحافظة، وإذا لم تتوفر محليا الاختصاصات والخبرات المطلوبة يمكن الاستعانة بأياد عاملة من المحافظات الأخرى أو من خارج العراق".

بدوره، قال الخبير في اقتصاديات النفط الدكتور جبار الحلفي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "البصرة شهدت خلال الخمسينيات هجرة من المحافظات القريبة منها بسبب ازدهار صناعة التمور، كما شهدت موجة هجرة ثانية خلال السبعينيات بسبب نمو الصناعة النفطية وتطور الموانئ، وهي تواجه منذ أعوام قليلة موجة هجرة جديدة ناجمة عن توسع المشاريع النفطية واتساع نشاط شركات النفط الأجنبية"، موضحا أن "موجات النزوح والهجرة الثلاث أسفرت عن تغيير سكاني كبير، بحيث معظم سكان البصرة الحاليين هم ليسوا بصريين بالأساس، خاصة وان الكثير من العوائل البصرية هاجرت من المحافظة لأسباب بعضها سياسية".

وأشار الحلفي، الذي كان رئيسا لقسم الدراسات الاقتصادية في جامعة البصرة، الى أن "البصرة باعتبارها ترقد على حوض نفطي هائل، فهي مصدر جذب قوي للسكان من المحافظات الأخرى، ولهذه الظاهرة سلبيات وإيجابيات"، لافتا الى أن "من أهم سلبياتها الكثافة السكانية المرتفعة، والتي بسببها تحولت الكثير من المناطق الزراعية الى مناطق سكنية، وأيضا تمددت ظاهرة السكن العشوائي، ومن جانب آخر فإن البنية التحتية الخدمية غير مؤهلة لمواكبة التضخم السكاني الحاصل من جراء الهجرة الداخلية، وبالنتيجة هناك مشاكل كبيرة في قطاعات البيئة والصحة والتعليم".

من جانبه، قال عضو مجلس المحافظة جمعة الزيني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مشكلة البطالة في البصرة لم تزل عند مستويات مرتفعة، في حين نجد غالبية العاملين في الحقول النفطية هم ليسوا من المحافظة"، معتبرا أن "القطاع النفطي ليس وحده الذي يجذب العراقيين الى البصرة من محافظات أخرى، وانما الحركة التجارية النشيطة والعمل في الموانئ والنقل البحري، علاوة على الاستقرار الأمني النسبي الذي تتمتع به المحافظة".

وأكد الزيني الذي حضر الندوة أن "مجلس المحافظة شخص مبكرا ظاهرة هجرة العمالة الى البصرة وتأثيراتها السلبية، وحاول الحد منها من خلال إصدار عدد من القرارات خلال العام الحالي، منها قرار يلزم الشركات النفطية الوطنية والأجنبية بمنح الأولوية والأفضلية في التوظيف لأبناء المحافظة، وبالدرجة الثانية للعراقيين من المحافظات الأخرى، ومن ثم للأجانب"