بغداد / بلادي اليوم دعا وزير الخارجية الدكتور ابراهيم الجعفري، الى انقاذ العراق وشعبه من شرور الأرهاب، مطالبا ببذل أقصى الجهود لدحر تنظيمات/ داعش/. وقال الجعفري في كلمة بجلسة مجلس الأمن الدوليِّ بخصوص دعم العراق في نيويورك، بحسب بيان لمكتبه: إن العراق اليوم مُنتهَك السيادة، ومُنتهَك الأرض، وقد أصبحت انتهاكات داعش جرائم ضدَّ الإنسانيّة التي طالت مُكوِّنات الشعب كافة من مسيحيين، وإيزيديِّين، وتركمان، شيعةً وسُنـَّةً، وكرداً، وأدَّى ذلك إلى توقـُّف الحياة الطبيعيّة، وعمل المُؤسَّسات الحكوميّة في الدوائر في تقديم الخدمات المدنيّة، والمُستشفيات، والمدارس إلى المُواطِنين. وأضاف: إن الهجمات الإرهابيّة العنيفة بحقِّ المدنيين الأبرياء خلفت تشريد ونزوح ما يُقارِب 1.8 مليون مُواطِن عراقيٍّ نحو إقليم كردستان، والمناطق العراقيّة الأخرى في الوسط والجنوب، مؤكداً حرص حكومتي إقليم كردستان والاتحاديّة، بالتعاون مع بعثة اليونامي ووكالات الأمم المُتحِدة العاملة في العراق على تخفيف وطأة المُعاناة قدر الإمكان حتى تستطيع القوات الأمنيّة إعادة سيطرتها على الأراضي العراقيّة كافة، وإعادة النازحين إلى منازلهم، وأماكن عملهم. وتابع: رغم التحدِّيات الكبيرة، والتهديدات الإرهابيّة المُستمِرّة، فإنَّ الشعب العراقيَّ قد تمكـَّن من إجراء انتخابات وطنيّة تمَّ على اثرها قيام القيادات السياسيّة العراقيّة بتشكيل حكومة شاملة راعت خصوصيّات الشعب العراقيِّ، وفيها كلُّ التنوُّعات، والديانات، والمذاهب، والقوميّات، والاتجاهات السياسيّة المُختلِفة، وأخذت على عاتقها تنفيذ المبادئ الأساسيّة التي وردت في وثيقة الاتفاق السياسيِّ بين الكتل المُشارِكة في الحكومة، الهادفة إلى توطيد سيادة القانون، وتعزيز وحدة الصفِّ الوطنيِّ، واتخاذ التدابير الضروريّة لمُكافـَحة التنظيمات الإرهابيّة. وأشار الى" ان الفرقاء السياسيين العراقيين أتفقوا على "ميثاق وطنيّ" تشكلت بموجبه حكومة وطنيّة لم تستثنِ شريحة اجتماعيّة، وسياسيّة". وأعتبر الجعفري"مفاهيم مُحارَبة الإرهاب، وتحشيد الإمكانات الدوليّة باتجاهه، تـُمثـِّل طريقة عمليّة، وفعّالة لمُواجَهة التحدِّيات التي تـُواجـِه المنطقة"، موضحاً" أنَّ المسؤوليّة الأولى لمُكافـَحة داعش والتنظيمات الإرهابيّة الأخرى داخل العراق تقع على عاتقنا بالأساس، وأنَّ مسؤوليّة مسك الأرض، والحفاظ على السيادة هي من واجب القوات المُسلـَّحة العسكريّة العراقيّة، وقوات البيشمركة، وقوات الحرس الوطنيِّ، وقوات الحشد الشعبيِّ، غير أنَّ مُتطلـَّبات الإسناد كالغطاء الجويِّ تقتضي مُشارَكة الدول الصديقة". وأشار الى" ان الحكومة العراقية طلبت مساعدة المجتمع الدولي، من خلال استمرار تقديم التحالف الدوليِّ المُساعَدات العسكريّة للعراق؛ بهدف إنهاء وجود داعش بما فيها استمرار الهجمات الجويّة ضدَّ مواقعها، و أن تتضمَّن ستراتيجيّة مُواجَهة تنظيم داعش إنهاء وجود مُقاتِليه في جميع مناطق تواجُدهم؛ ممَّا يتطلـَّب مُشارَكة دول الجوار في بلورة ستراتيجيّة المُواجَهة ضدَّ الإرهاب، بالاضافة الى تقديم المُساعَدات الإنسانيّة العاجلة؛ لتخفيف مُعاناة ما يقارب 1.8 مليون نازح جُلـُّهم من المُسنـِّين، والنساء، والأطفال، ودعوة الدول الأعضاء في الأمم المُتحِدة إلى الالتزام بتنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان الصادر في 1/9/2014، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2170، بما فيها منع تدفـُّق المُقاتِلين عبر الحدود، وتجفيف منابع تمويلهم، وعدم السماح بتجنيدهم، أو الحصول على ملاذ آمن، ومنع التجارة بالنفط والغاز التي يُسيطر عليها الإرهابيُّون". وأضاف وزير الخارجية:"إنَّ مُكافـَحة الإرهاب مهما كانت ناجعة عسكرياً، فلن تكون مُستدامة ما لم تكن شاملة، وهو ما أكـَّدته ستراتيجيّة الأمم المُتحِدة العالميّة لمُكافـَحة الإرهاب". وأكد" أنَّ الإرهاب لن يزول ما لم نـُحارِب الفكر التكفيريَّ الذي يقوم عليه، والذي يُشكـِّل قوة جاذبة لشدِّ الشباب إليها؛ لذلك من الضروريِّ منع مُنظـِّري، ومُؤيِّدي، ومُروِّجي الفكر التكفيريِّ من القيام بنشاطات في المُؤسَّسات التعليميّة، والثقافيّة، والدينيّة، والإعلاميّة، والعمل في المقابل على إشاعة، ونشر ثقافة التسامُح، وقبول رأي الآخر". وعبر بالنيابة عن شعب وحكومة العراق عن" الامتنان لدور الولايات المُتحِدة، ودول الاتحاد الأوروبيِّ، والدول العربيّة، والصديقة الأخرى، وخاصة دول الجوار؛ لما قدَّموه من مُساعَدات إنسانيّة لمُواطِنينا النازحين، والمُحاصَرين، ومن دعم عسكريٍّ، وخاصة الضربات الجويّة الذي مكـَّننا من إيقاف داعش، وإعادة بسط السيطرة على بعض المناطق لحدِّ الآن". وأكد:" إننا جميعاً أمام مُواجَهة جادّة ضدَّ كلِّ ثقافات الحقد، والجريمة، وانتهاك حقوق الإنسان، فلابدَّ من بذل أقصى الجهود لدحرها، ووضع العالم على مشارف ثقافة جديدة تسود فيها ثقافة الحُبِّ، والثقة، ومُراعاة حقوق الإنسان في أرجاء المعمورة.وثمن الجعفري، جهود بعثة الأمم المُتحِدة لمُساعَدة العراق (اليونامي) في تقديم الدعم، وخاصة المُساعَدات الإنسانيّة إلى النازحين.