بغداد – بلادي اليوم أكد وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري أهمية العلاقات السعودية - العراقية والتي تنطلق من حقائق جغرافية وتاريخية، و ضرورة وجود تعاون سعودي - عراقي في مكافحة الإرهاب لوضع حاجز حتى لا ينتقل الخطر من دولة إلى دولة، وقال الجعفري في حوار اجرته معه صحيفة "الرياض" السعودية "إن المستقبل القريب سيشهد ولادة الدبلوماسية العراقية والتي ستخضع لنظرية سياسية وطنية مستوحاة من طبيعة مبادئنا ومصالحنا العامة ومشتركاتنا مع هذه الدول وبنفس الوقت نكيف الطرف الثاني لمراعاة الطرف الآخر."واضاف الجعفري ان العلاقات السعودية - العراقية تكتسب أهمية خاصة وهي مستوحاة من طبيعة الحقائق التي تحكم هاتين الدولتين فحقيقة الجغرافيا والتاريخ بين العراق والسعودية والتاريخ الطويل من التعامل بالإضافة إلى الحقائق الحيوية التي تربط البلدين الشقيقين فهناك الحرمان الشريفان اللذان يشد لهما المسلمون حجاً وعمرة. وفي نفس الوقت أصبح العراق سوقاً للصناعات السعودية وحتى هناك تنافذ اجتماعي بين القبائل العراقية والسعودية، كما أن العلاقة بين العراق والسعودية ليست علاقة طارئة بل يجمعهما كثير من العناصر المهمة والأساسية. فما مضى من بعض المقاطع الاستثنائية ينبغي أن يبقى استثنائياً، وأن نتعامل معه على أنه حالة استثنائية لا ينبغي أن تتحول إلى حالة مستمرة أو دائمة والأصل أن تكون هناك علاقة لأننا لا نستطيع أن نغير الجغرافيا لكننا نستطيع أن نتكيف سكانياً واجتماعياً وديموغرافياً مع هذه العلاقة فما يجمعنا مع السعودية كثير من العوامل التي يجب أن نراعيها ونحسن العلاقات ونتكيف مع هذه الحقائق.وعن التعاون العراقي السعودي في مكافحة الإرهاب قال وزير الخارجية: بكل تأكيد فالدولتان أصبحتا هدفاً لداعش وللعمل الإرهابي فبروح الفعل والمشتركات التي بيننا ومن وحي رد الفعل من الخطر الدائم علينا وعليهم يجب أن نتعاون بشكل كبير ثم انه لا يمكن صد ووضع حاجز لانتقال الإرهاب من دولة إلى دولة أخرى فعندما ينشط الإرهاب في مكان ما سرعان ما ينتشر وينفذ إلى دولة أخرى وبالضرورة نجد أنفسنا أمام مسؤولية درء خطر الإرهاب لكي لا ينتقل ثم ليس فقط ألا ينتقل إلى السعودية ومنها إلى العراق فنحن يهمنا أمر المملكة العربية السعودية مثلما يهمها أمر العراق فبحكم استحقاقات الجوار الجغرافي بيننا وبينهم يجب أن نعمل من أجل صالح بلداننا ونرسي قاعدة الأمن، وأن نطرد عناصر الإرهاب ومكائن ومفاعلات الإرهاب من أوطاننا وفيما يخص الفترة الزمنية التي بموجبها يمكن القضاء على الإرهاب وإزالة خطره عن المنطقة اكد الجعفري انه إذا كان القصد تطهير الإرهاب من مناطق تواجده فمعنى ذلك أن نفكر بالزمن الإستراتيجي بعيد الأمد والجغرافيا الممتدة هذه يتطلب وقتا ليس بالقصير بل وقتا طويلا لكن إذا فكرنا كيف يمكن أن نطهر الإرهاب من كل بلد فيختلف ذلك من منطقة لأخرى بحسب حجم الإرهاب وتجذره، وعن استقرار الدولة وقوة ذلك النظام فالمسألة تختلف فمثلما هناك حقيقة حجم الإرهاب في كل بلد تختلف عن بلد آخر هناك حقيقة زمنية تتمثل في أن الإرهاب غير المتجذر وغير المتسع لجميع الدولة سيأخذ وقتا أقصر.وحول ما يشاع عن ان السياسة العراقية تحسب على بعض الأطراف الإقليمية مما أثرت في علاقتها بالدول العربية والخليج نفى الجعفري تأثر السياسة العراقية بأحد وفي أن تكون انعكاساً وصدى لهذه الدولة أوتلك الدولة، بل إنما طبيعة علاقتها بدول العالم فيها ثوابت وطنية ومتغيرات إقليمية؛ فدولة من الدول نتفق معها وقد نختلف معها في مواضيع معينة ولكننا لدينا استراتيجيتنا ولنا تاريخنا وحضارتنا الممتدة ولنا نظرية خاصة في العلاقات خصوصاً وأننا نأمل أن المستقبل القريب سيشهد بأن الدبلوماسية العراقية ستخضع لنظرية سياسية وطنية مستوحاة من طبيعة مبادئنا ومصالحنا العامة ومشتركاتنا مع هذه الدول وبنفس الوقت نكيّف الطرف الثاني لمراعاة الطرف الآخر فدولة عن دولة تختلف فلذلك يجب في الطرف المتحرك من نظريتنا بالتعامل أن نراعي خصوصية تلك الدولة مع الحفاظ على خصوصيتنا فإذن هناك ثابت في الخصوصية العراقية وهناك متحرك حسب الدولة التي نتعامل معها فعندما نراعي السعودية وتركيا وإيران فهي بطبيعتها أنظمة مختلفة فالطرف الثاني من النظرية والطرف المتحرك سيختلف من بلد إلى آخر فمراعاتها لا يعني أن نتحول لانعكاس لهذه الدولة.
الجعفري: بغداد والرياض ستتعاونان للقضاء على الإرهاب والعلاقة بينهما ليست طارئةhttp://beladitoday.com/index.php?aa=...22=32980&lang=