بغداد/المسلة: اعترفت الولايات المتحد ة الامريكية على لسان مسؤول عسكري كبير ان حربها في العراق لا تتعدى هذه المرة التنسيق وتقديم المشورة في إشارة الى قدرة العراق على حسم المعركة مع تنظيم "داعش" الإرهابي. فقد قال رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي ان فرص نجاح العمليات العسكرية التي تنفذها بلاده في العراق حاليا هي اكبر بكثير من تلك التي اعقبت غزوها لهذا البلد في 2003 لأن الدور الاميركي هذه المرة هو "دور مؤازر للقوات الوطنية".
وقال ديمبسي في مؤتمر في واشنطن نظمه موقع "ديفنس وان" الالكتروني "نحن نعتمد نهجا مختلفا" هذه المرة في العراق. واضاف "عوضا عن الاستيلاء (على البلد) والسيطرة عليه ومن ثم نقل السلطة تدريجيا، نقول (للعراقيين) منذ البداية، اسمعوا، الامر بيدكم، هذه الحملة يجب ان تكون حملتكم".
وفي سياق حديث المسؤول الأمريكي ، اعترف صريح بقدرة الجيش العراقي والقوات الأمنية على الحسم ، على رغم الشكوك التي يسوقها البعض والتي تسعى الى غير ذلك.
واكد ديمبسي الذي كان قائدا للقوات الاميركية في العراق خلال النزاع السابق ان العراقيين "يقومون بما يمكنهم فعله ونحن نسد الثغرات مع استمرارنا في تعزيز قدراتهم".
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما أجاز في مطلع نوفمبر الجاري بارسال 1500 جندي اميركي اضافي الى العراق لتدريب القوات العراقية، بما فيها قوات "البشمركة" الكردية، على محاربة تنظيم داعش، ما يضاعف عدد القوات الاميركية في هذا البلد حيث تقود الولايات المتحدة ايضا تحالفا دوليا يشن غارات جوية على الجهاديين الذين يسيطرون على انحاء واسعة منه.
وبحسب رئيس اركان الجيوش الاميركية فان القوات العراقية باتت "تتدبر امرها افضل بكثير" من السابق في مواجهتها لتنظيم "داعش". واضاف الجنرال ديمبسي انه بمساعدة التحالف الدولي "اعتقد ان الانجازات ستتواصل على الارض" خلال الاشهر المقبلة.
ويصب الاعتراف الأمريكي في قدرة العراق على حسم المعركة مع "داعش" في خانة الرغبة الأمريكية
في تقليل تدخلها في نزاعات الشرق الأوسط بسبب الكلف الباهضة لمثل هذا التدخل.