شنت السعودية وعشر دول اخرى بينها امريكا عدواناً عسكريا سافراً على اليمن بهدف إجهاض ثورته الشعبية التي تمكنت من إلحاق الهزيمة بنظام الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي الذي كان يحظى بالدعم الامريكي والسعودي والذي تحدثت الانباء عن هروبه الى خارج البلاد بعد سيطرة الجيش واللجان الثورية على معظم المدن لاسيما عدن التي اتخذها هادي مقراً له بعد فراره من العاصمة صنعاء.
وتؤكد الاخبار الواردة من اليمن ان الهجوم السعودي تشارك فيه كافة دول مجلس التعاون باستثناء سلطنة عمان ، بالاضافة الى دول اخرى بينها مصر والاردن وباكستان والمغرب.
وتشهد اليمن الآن حالة غليان شعبي واسع النطاق تنديداً بالعدوان السعودي فيما اكدت حركة ” انصار الله” ان هذا العدوان سيجر المنطقة الى حرب واسعة وسيواجهه الشعب اليمني ببسالة وشجاعة.
ومن خلال نظرة سريعة الى ابعاد وتداعيات هذا العدوان يمكن الاشارة الى جملة من الامور بينها :
1- ان العدوان يشكل حلقة من حلقات التآمر الغربي – الصهيوني على المنطقة بهدف استنزاف طاقاتها وتفتيت دولها والسيطرة على مقدراتها وسحق إرادتها خدمة للمصالح الامريكية – الاسرائيلية.
2- العدوان الذي يستهدف الشعب اليمني الذي عانى كثيراً من سياسة حكامه السابقين ومن تدخل الدول الاخرى بشؤونه لاسيما امريكا لن تجني منه السعودية ودول مجلس التعاون التي تشاركها في هذا العدوان سوى المزيد من الابتعاد عن شعوبها واستنزاف طاقاتها وإدخالها في نفق مظلم خصوصاً بعد تورط هذه الدول في دعم الجماعات الارهابية والتكفيرية وتمويلها بالمال والسلاح لضرب شعوب المنطقة لاسيما في سوريا والعراق خدمة للمشروع الصهيو-أمريكي المشؤوم.
3- طبيعة العدوان الذي تشنه السعودية والدول المتحالفة معها ضد اليمن والذي ادى حتى الآن الى سقوط العشرات من المدنيين الابرياء بينهم الكثير من النساء والاطفال تبين ان حلقات المخطط الامريكي ضد المنطقة يراد لها أن تكتمل من اجل إحكام السيطرة على هذه المنطقة المهمة والحساسة في العالم.
4- يبدو من خلال قراءة خريطة الدول المشاركة الى جانب السعودية في العدوان على اليمن أن هذه الدول اصبحت اداة رخيصة بيد الادارة الامريكية لتنفيذ اجنداتها ضد المنطقة بدلاً من السعي لوقف التدهور الامني المتفاقم في هذه المنطقة ، فهذه الدول باتت تشكل رأس الحربة لتنفيذ المشروع الامريكي من خلال وضعها لأراضيها ومطاراتها وجميع امكاناتها العسكرية واللوجستية في خدمة هذا المشروع.
5- عملت الادارة الامريكية والدول الغربية والاقليمية المتحالفة معها على إدخال دول المنطقة في حروب ونزاعات كثيرة كما يحصل الآن في سوريا والعراق لإشغالها عن ممارسة دورها في التصدي للهجمة الشرسة التي يشنها المحور الغربي – الرجعي في المنطقة والذي يتجسد الآن بأجلى صوره من خلال العدوان الغاشم الذي تشنه السعودية على اليمن.
6- يهدف العدوان السعودي على اليمن الى الدفاع عن التنظيمات الارهابية التي تعبث بأمن واستقرار هذا البلد لاسيما القاعدة و” داعش ” بحجة الدفاع عن الرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي ، لكن الحقيقة الواضحة والتي لايمكن كتمانها هي ان الرياض انما تقوم بهذا الدور لشعورها بالخسارة التي منيت بها جراء سقوط نظام هادي ومن قبله نظام علي عبد الله صالح حيث كانت اليمن خلال تلك الفترة بمثابة الحديقة الخلفية للسعودية .
7- السعودية شنت العدوان على اليمن بعد يأسها من امكانية عودة هادي الى السلطة وسيطرة اللجان الشعبية وقوات الجيش على عدن التي كان يتخذها الاخير مقراً لتنفيذ اجنداته واجندات الدول التي تقف خلفه . وقد وصف الهجوم السعودي في ساعاته الاولى بالأحمق والمتهور من قبل المراقبين.
8- العدوان السعودي على اليمن جاء بعد أن فشلت الرياض في إدخال الشعب اليمني في اتون الحرب الاهلية للحيلولة دون نجاح اللجان الثورية في إقامة حكومة قائمة على اساس الانتخابات والاستفتاء الشعبي وهذا ما تخشاه الكثير من العواصم العربية خصوصاً في دول مجلس التعاون وبالأخص الرياض .
9- العدوان السعودي على اليمن غير قادر على تغيير موازين القوى على الارض لاسيما بعد سقوط حكومة هادي ، ويبدو ان السعودية التي تعيش اوضاعاً داخلية صعبة تحاول ان تحدد مصيرها من خلال حربها ضد اليمن بعد أن عجزت في تغيير واقع الحال لصالحها في هذا البلد.
10- العدوان السعودي على اليمن سيسهم في حصول اللجان الثورية على المزيد من الشعبية والمحبوبية لدى الشارع اليمني لأن الثورة التي تقودها هذه اللجان ويساندها الجيش تهدف الى مساعدة الفقراء والمساكين ومحاربة الفساد ، والجميع يعلم أن السلطات السعودية وقفت الى جانب الفاسدين وسراق المال العام في الفترات التي تعاقبت على حكم اليمن قبل انتصار الثورة .
واخيراً لابد من القول ان العدوان العسكري المباشر على اليمن يأتي في سياق الحقد السعودي على الشعب اليمني لالتفافه حول حركة ” انصار الله ” واللجان الثورية التي تسعى لإنقاذ البلاد من الضياع في أتون النزاعات ومخاطر الجماعات الارهابية والتكفيرية التي تمولها القوى الخارجية والتي لا تريد الخير والاستقرار لليمن ولعموم المنطقة ولا يروق لها أن ترى شعوبها وهي تستثمر طاقاتها وامكاناتها للعيش بحرية وعزة وكرامة.
المصدر: وكالة الرأي الدولية