أبراهيم سنجاب



عندما تنتصر الدماء
ملحوظات عابرة من وحى اللحظة
فى عشق اليمن تخذلنى الحروف

إبراهيم سنجاب
... فى دولة كاليمن التاريخية من المستحيل أن ينتصر الرصاص فى أى حرب ولكن من المؤكد أن الدماء هى التى تنتصر , يستوى فى ذلك دماء القاتل أ المقتول , الفرد أو الجماعة .
اليمنيون لهم انتماءان هما القبيلة والدين وكل ما عدا ذلك هو دون هذين الانتماءين . ولأن السعودية تعلم ذلك فقد خاضت عاصفتها اعتمادا على قدرتها المالية التى تمكنها من اثارة الروح القبلية وقد فعلت ذلك من قبل وما زالت قادرة على الاستمرار فيه أو الأخرى الطائفية وهو ما فشلت فيه فشلا ذريعا على مدى عدة سنوات مضت .

الوقت ما زال مبكرا حتى نتعرف على الأسباب الحقيقية التى دفعت المملكة لبدء عملية عاصفة الحزم بشكل أظهرها أنها ذهبت وحدها وعلى الراغبين فى مشاركتها اللحاق بها وكأنها تبلغ رسالة بأنها قادرة على تنفيذ المهمة دون الاستعانة بأحد رغم أن ذلك لم يكن صحيحا .
على المستوى العسكرى الاستراتيجى لم يكن واضحا المدة التى سيستغرقها القصف العنيف للجبال والمؤسسات والمواطنين وبدا وكأنه سيستمر إلى يوم القيامة رغم أن ذلك مستحيل دون وضوح خطة التدخل البري إن هى أرادت احتلال اليمن وفرض ارادتها فيه سواء بما يسمى اعادة الشرعية وهو وهم زائف أو تدمير الحوثيين وهو ما لم يحدث أو القضاء على معسكرات وأسلحة ومواقع الجيش اليمنى الرسمي وقد نجحت فى ذلك بنسبة كبيرة جدا .
ولكن ماذا بعد ؟
التعاطف مع السعودية لم يكن كافيا ولن يكون كافيا مستقبلا أن هى أعادت الكرة , فلابد لقرار الحرب من مشروعية دينية فى بلاد الشرق المسلم أولا ثم مشرعية قانونيه وهى مشكوك فيها ثم وهو الأهم المشروعية الأخلاقية فالسؤال الذى سيؤرق أى ضمير سيكون كالتالى لماذا تحاربون اليمن ؟ وبما أن قرار الحرب هو من الخارخ فسوف يستتبع ذلك وهل اليمنيون مهما كانت خلافاتهم سيوافقون على هذه الحرب ؟
كل الإجابات سلبية حتى من الذين رحبوا بالقصف السعودى حيث وجدوا أنفسهم منبوذين بين أبناء وطنهم ومحتقرين وكانوا يراهنون على المدة القصيرة والحسم السريع وقلة أعداد الضحايا بين صقوق المدنيين ولكن الواقع كذبهم .
العاصفة كانت تركز على هدف أخر لم يتحقق أبدا ألا وهو انقلاب شعبى ضد السيد عبد الملك بما أنه رمز اللجان الثورية القوى الذى يستولى رجاله مع قوات الجيش المواليه له و لعلى عبد الله صالح كما رددت فضائيات العرب دائما على مساحات جغرافية جديدة بينما يشتد القصف وتتضاعف أثاره على المدنيين .
كما راهنت وخاب رهانها على الجزء الأخر من الجيش اليمنى واللجان التى أسساها الرئيس المستقيل هادى منصور فى الجنوب لوقف التمدد الحوثي كما أسموه دائما .
أما أسوأ الرهانات فكان على مسلحى تنظيم القاعدة فى الجزيرة العربية والذين كانوا من المتوقع أن يقتسموا المدن والمعسكرات مع مفاتلى الحوثيين ومن معهم من ألوية الجيش ولكنهم لم يحققوا نجاحا يذكر حتى فى المحافظات التى اشتهرت بتبعيتها لهم منذ عهد على صالح .
الدماء تنتصر والصبر أيضا !
أدهش اليمنيون العالم عندما كانوا يودعون كل يوم عشرات الشهداء ويعيشون حياة القرون الوسطى بلا ماء أ و كهرباء أو وقود لمدة زادت عن 3 أسابيع لم تدخل خلالها حبة دقيق إلى متجر يمنى ومع ذلك لم يصرخوا ولم ينزحوا ولا حتى باتجاه الحدود السعودية وكان ذلك مشروعا وقانونيا .
صحيح أنه تم الإعلان عن انتهاء عاصفة الحزم والاتجاه صوب عاصفة الأمل ولا أدرى سر استخدام مسمى عاصفة وهو وصف لرياح منبوذة لا يحبها العرب خاصة إن كانوا من أبناء الصحراء ولكن .
القادم ليس كله كما تريد السعودية ولا كما يحب أغلبية اليمنيين فالمرحلة التالية ستكون محل التلاعب بالريال وبالرجال بالأفراد والجماعات وهو ما يستدعى التعقل سواء من الطرف الذى اعتدى حتى لا تطاله مؤمرات من يتلاعبون بالريال والرجال والطائفة والمذهب , أو الأخرين الراغبين فى الاسبئثار بالسلطة أو حصد محصول الدماء الزكية التى سالت .
الحكمة يمانية وليست يمانية سعودية
هذا نص حديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أكتبها وكأننى أراه عليه الصلاة والسلام يبتسم للجرحى والمصابين من الأطفال والكبار بينما ظهره لمن قتلوهم وجرحوهم , هلا صدقتمونى قلت لكم إن الحكمة يمانية .
وبناء عليه فاليوم يوم اليمنيين تنازلوا لبعضكم ولا تبكوا على ما فاتكم عاشت يمنكم وعاشت حكمتكم ودامت الحياة لنبع العروبة