النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    148

    افتراضي من عام الرمادة إلى غرق الألاف في البحر المتوسط والفشل مستمر

    من عام الرمادة إلى غرق الألاف في البحر المتوسط والفشل مستمر
    د. حامد العطية

    في العامين السابع عشر والثامن عشر للهجرة حدثت مجاعة في بلاد الحجاز، كان الخليفة يومها عمر بن الخطاب، ودامت تسعة أشهر، انقطع المطر فيها وجفت الأبار والينابيع، وشح الطعام وهلكت المواشي، حتى اضطر بعض المسلمين لأكل الحشرات، وعرف بعام الرمادة لأن لون الأرض أصبح مسوداً كالرماد نتيجة انحباس المطر، حتى لون جلود البشر بما فيهم خليفة المسلمين أسود، وروي بأنه كان يردد: اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي، وقال أيضاً: يا ليت أم عمر لم تلد عمر، يا ليتني ما عرفت الحياة، آه يا عمر كم قتلت من أطفال المسلمين.
    اضطر عمر بن الخطاب للاستغاثة بولاته في العراق وفارس والشام ومصر فأرسلوا له قوافل إغاثة، واستسقى بعم النبي العباس بن عبد المطلب فنزل المطر وانتهت الأزمة.
    انحباس المطر ظاهرة طبيعية ولا سلطة لحاكم عليها، ولكن هل كان بالإمكان تلافي حدوث مجاعة شديدة بسبب الجفاف في عام الرمادة؟ هنالك عاملان جوهريان يستوجبان عدم حدوث تلك الأزمة الخطيرة، أولهما تاريخي والثاني قرآني، العامل التاريخي هو أن الخلافة الإسلامية في عام الرمادة كانت على الأغلب الأكثر ثراءً في العالم إن لم تكن الأغنى بالمطلق، إذ لم يمضي سوى عام واحد على استكمال الاستيلاء على العراق وفارس والشام وحسب ادعاء بعض رواة التاريخ مصر أيضاً، أمدت الخلافة بكميات هائلة من الغنائم وأموال طائلة من ريع الجزية والأراضي المفتوحة، وكان لأهل الحجاز نصيبهم الوفير منها، ويذكر حبيب بن صهبان، قال: دخلنا المدائن فأتينا على قباب تركية مملوءة سلالاً مختمة بالرصاص، فما حسبناها إلا طعاماً، فإذا هي آنية الذهب والفضة، وكان عدد الدراهم الموجودة في قصر كسرى ثلاثة آلاف مليون درهم، أي ثلاثة بلايين درهم جمعها كسرى ومن سبقه، وتعذر عليه وعلى جيشه أن يحملوا كل هذه الأموال.
    فأين ذهبت هذه الأموال الحمراء ولماذا لم تستخدم لشراء الأغذية لسكان البلاد الجائعين ومواشيهم؟
    أما العامل الثاني الذي كان ينبغي أن يمنع حدوث هذه المجاعة فهو العلم الرباني المبين في القرآن الكريم، وبالتحديد سورة يوسف ونصيحته إلى الحاكم الفرعوني بخزن محاصيل سنوات الوفر لاستعمالها في سنوات الجدب، أو ما يعرف اليوم بالخزين الغذائي للطوارئ، وهي تدبير رباني ألهمه للنبي يوسف عليه السلام ارتقى به من بؤس المسترقين وغياهب السجن إلى ملك مصر، فلماذا أهمل المسلمون الأوائل هذه العظة العظيمة والواضحة وضوح الشمس وبلادهم أكثر عرضة للجفاف ونتائجه الكارثية من بلاد نهر النيل؟ والأعجب من ذلك أن يدرك حاكم مصر الكافر هذه الحكمة وتعمى على المسلمين الأوائل.
    كما أن دوام المجاعة تسعة أشهر غير مبرر، فلو طلبت المساعدة من عمال الخلافة في وقت مبكر لأمكن تقليص مدة الأزمة إلى النصف على الأكثر لأن رحلة القافلة بين أي من الأقطار المفتوحة والحجاز لا تستغرق أكثر من شهرين.
    يبين القرآن الكريم في الآية التالية نتائج ظهور الفساد:
    (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].
    وفي التفاسير المعتمدة لدى أهل السنة يؤدي ظهور المعاصي في البر أو البحر إلى انحباس الغيث عنهما.
    ما بين عام الرمادة واليوم نشأت حكومات إسلامية في المنطقة، يسجل لها نجاحات وإخفاقات، واخفاقاتها في تقديري أكثر وأشد وأمرّ بكثير من نجاحاتها، إذ لم تنجح في تأسيس نظم سياسية واقتصادية مستقرة، وتعسف الحكام في معاملة الرعية، وظهرت فجوات طبقية واسعة بين الأثرياء والفقراء، وتقاتل المسلمون على الخلافة والموارد وبسبب الخلافات العرقية والمذهبية والعصبيات القبلية، وأضعف الاعتماد على العبيد قيمة العمل، وهضمت حقوق المرأة لتمسك العرب بأعرافهم وعاداتهم القبلية المتخلفة، وتشوهت العلاقات الزوجية بسبب الجواري، وكانت فترة ازدهار الفكر الفلسفي والدراسات العلمية (غير الدينية) قصيرة وسرعان ما وضع المتطرفون نهاية لها، وبسبب هذه الإخفاقات التاريخية فقد اضطر المسلمون عد حصولهم على الاستقلال من المستعمرين الأوروبيين في القرن العشرين إلى استيراد نظمهم السياسية والاقتصادية والقانونية من الدول الاستعمارية غير المسلمة، وهم اليوم يستوردون كل شيء تقريباً من هذه الدول وغيرها وقد فاتهم قطار التنمية الأسيوية لكنهم سقطوا في هوة الحروب الطائفية والإرهابية والحدودية، ولولا نعمة النفط لكان غالبيتهم أفقر من الصومال.
    في الأشهر المنصرمة غرق ألاف المهاجرين غير الشرعيين في البحر الأبيض المتوسط، وأكثرهم مسلمون هاربون من الحروب والإرهاب والبطالة والاستبداد والتمييز الطائفي والعرقي، ولم تثني حوادث الغرق الجماعية ألاف أخرى من محاولة عبور البحر، وهم مدركون بأن ما ينتظرهم ليس جنة بالتأكيد، وقلة منهم سيجد فرصة عمل تحفظ كرامته وتغنيه عن مد يده ليحصل على معونة حكومية أو وجبة طعام ساخنة من محسنين غير مسلمين، وقد ضاق الأوربيون بهم ذرعاً وازداد عدد العنصريين المطالبين بترحيلهم إلى بلادهم، وكثرت حوادث الاعتداء عليهم، لكنهم يفضلون المخاطرة بالغرق وحياة الغربة بين كارهين لهم على حياة الجحيم في بلاد المسلمين.
    عام الرمادة دليل واضح على قصور استيعاب وفهم المسلمين للرسالة الربانية، ومنذ ذلك الزمن وهم يعيشون حياة مليئة بالعنف والخوف والقلق والتصارع السلطوي والتباغض العنصري والتفرق المذهبي والتحاسد الطبقي والصراع القبلي والتخلف العلمي والتقني، وعليهم العودة إلى القرآن الكريم لا تركه مهجوراً لكي يتعلموا منه أغراض الخلق العظمى وهي الإحياء والإصلاح والوسيلة الكبرى لبلوغهما وهي التعلم، والله أعلم.
    (للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)
    5 أيار 2015م

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,117

    افتراضي


    ( وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا)... لكن الامة الخاسرة اختارت غير طريق الله تعالى وخانت الامانة ونكرت الامامة, فتاهت في الضلال الى يومنا هذا, وعام الرمادة مثال على العقوبة الالهية لهذه الامة الخائنة الضالة..

    أما قولك دكتور حامد
    حتى لون جلود البشر بما فيهم خليفة المسلمين أسود


    فهو خطأ شائع سقط به المسلمون وبعض المحققين, فالخليفة عمر أسود سود الله وجهه وليس بسبب عام الرمادة , فهو اسود بالولادة وليس في سواد المرء عيب يعاب به فهي خلقة الله تعالى , والسواد أتاه من امه حنتمة السوداء ومن جدته الحبشية صهاك, لكن المجملين للتاريخ غيروا ذلك وجعلوه ابيض ناصعا مثلما فعلوا في عهدنا في المسلسل التفلزيوني قبل فترة ما حيث ظهر عمر بن الخطاب في المسلسل بوجه وسيم يعلوه البياض , بينما يتفق المحققون على أنه كان أحولا وفي كلتا عيناه حتى ذكروه في قائمة الحولان, واللوم في ذلك على كاتب المسلسل والمخرج في تلك الخيانة التاريخية التي عمقت وصف الخليفة بالبياض والوسامة لابناء هذا الجيل الذين يستقون ثقافتهم من التلفزيون والفيسبوك والدردشة على شبكة النت ولاغير وربما احيانا من خطب جوامع لدجالين جهلة ومن بعض الافلام كفلم الرسالة وباقي المسلسلات المصرية. المهم عمر بن الخطاب أسود شديد الادمة وليس لعام الرمادة دخل في ذلك.. وهذه بعض المصادر التاريخية تثبت ذلك وهي من كتب الجمهور التاريخية ولكن المشكلة أن المسلمين لايقرأون ..

    (أما عمر فكان أصلع، أعسر، أيسر، طوالاً، شديد الأدمة، أي شديد السمرة يضرب الى السواد , شديد حمرة العينين .) (وكان أصلع ، أعسر ، أيسر ، طوالاً ، آدم شديد الأدمة . هكذا وصفه جماعة) (تهذيب التهذيب ج7 ص 385 للعسقلاني). وقوله شديد الادمة يعني أنه شديد السمرة .



    (وكان عمرطوالاً، أصلع،أقبل، شديدالأدمة، أعسريسرا،يعمل بيديه جميعاً ، ويصفر لحيته ، وقيل يغيرها بالحناء والكتم)( تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 161)

    وكان عمر يصرح أن سواده من أخواله (وقال عمر إن السمرة الشديدة جاءته من أخواله )( طبقات الصحابة ج2 ترجمة عمر , لابن سعد)



    أما صاحب الاستيعاب فيقول فيه (
    وكان آدم شديد الأدمة طوالا كث اللحية أصلع أعسر يسر يخضب بالحناء والكتم وقال أنس كان أبو بكر يخضب بالحناء والكتم وكان عمر يخضب بالحناء بحتا قال أبو عمر الأكثر أنهما كانا يخضبان وقد روى عن مجاهد إن صح أن عمر بن الخطاب كان لا يغير شيبته هكذا ذكره زر بن حبيش وغيره بأنه كان آدم شديد الأدمة وهو الأكثر عند أهل العلم بأيام الناس وسيرهم وأخبارهم ووصفه أبو رجاء العطاردى وكان مغفلا فقال كان عمر بن الخطاب طويلا جسيما أصلع شديد الصلع أبيض شديد حمرة العينين فى عارضه خفة سبلته كثيرة الشعر فى أطرافها صهبة قد ذكر الواقدى من حديث عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالى بنى مظعون)( الاستيعاب ج2, ترجمة عمر .لابن عبد البر)


    صاحب الاستيعاب أعلاه يقحم رأياً يقول ان عمرا كان
    أبيض البشرة, ثم لاينكر أن قائل ذلك هو أبو رجاء العطاردي وهو من المغفلين كما يصفه, فعلام اقحم هذا الوصف وكتبه عن مغفل ؟ ربما للأمانة التاريخية في النقل, وربما أقحم ذلك حتى يروي الناس من بعده أن عمرا أبيض اللون , وهو ما تحقق في بعض المصادر المعاصرة , فقد ترك المبيضون لصفحات التاريخ جميع المراجع التي تقول بسواد عمر وأعترافه بذلك وقالوا انه أبيض اللون وفقا لترجمة ابن عبد البر أعلاه الذي اعترف أنه نقلها عن مغفل , فتأمل



    تحيات وسلام






    الحرب السعودية العراقية !
    ايها العراقي ,ايها الانسان اعرف عدوك
    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86647

    تقسيم العراق وسوريا وداعش والبعث وحرب القادسية!
    الدور السعودي في تدمير العراق وسوريا والتمهيد للتقسيم والتطبيع

    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86036




ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني