يعملون على دفن العاهرة بليل

الأحد 26 يوليو / تموز 2015 - 05:35
حسن الخفاجي


درجات الحرارة في العراق تقترب من حرارة جهنم ، تفتقت أذهان البعض من العراقيين على كوميديا سوداء . يسترشدون بما قاله الممثل القدير يوسف العاني في احدى مسرحياته على مسرح بغداد: " من كد ما الدنيا حاره العراقيين ما يخافون من نار جهنم" . لم يكن يوسف العاني يقصد جمهور المسرح أو الشعب العراقي وإنما قصد حيتان حكومة صدام التي أتت على كل شيء. لكننا بُلينا بحيتان أكثر نهما من صدام وحيتانه .
في هذا الصيف أللاهب لا كهرباء ولا ماء في اغلب مدن العراق ،
من يخرج يتظاهر يطالب بالخدمات يقتل وبعد قتله تصفه حكومة (الديمقراطية كلش) بالعمالة .
بهاء الاعرجي وصف المتظاهرين في البصرة أوصافا معيبة ، هو ذاته من بشرنا بحل بأس لمسألة الكهرباء وقال ان حلها يتم بعد خصخصتها ، هذا يعني في العربي إنهم يريدون دفن ملف الكهرباء الذي سرقت وهدرت فيه مئات المليارت . يجري دفن هذا الملف بليل وهذه لعمري فضيحة وسرقة كبيرة سيحاسبون عليها عاجلا أم آجلا .
عادت الانفجارات المتزامنة تهز مناطق بغداد لا احد يعرف السبب .
هل هو خرق أمني أم هو انتكاسة أمنية أم ماذا ؟ .
الجواب واضح لمن لديه بصيرة ، وان تبنى داعش التفجيرات فإنها ثنائية داعش القتل وداعش السياسة ، الذين كلما مروا بأزمة عكسوها مفخخات على الوضع الأمني لينتكس ويمرروا أزماتهم التي يظنون إننا سننساها لتمر بسلام.
موجة المفخخات التي تضرب بغداد يراد من خلالها وتحت ستر تفجيراتها دفن أخطر ملف يتم الإعداد لدفنه بليل ، كجسد عاهر قتلها أهلها دون علم احد ويريدون التخلص من جسدها وسمعتها .أنه ملف فضائح وكليلكس وما ترتب ويترتب على هذه الفضائح من نتائج . هم يريدون أحداث ضجة تنسينا وكيلكس وعمالتهم ، لذلك يقتلون الأبرياء ليتم غلق ملف عمالتهم نهائيا ، لكنهم واهمون .
سنقتص منهم ونحاسبهم ولو بعد حين (وين يروح المطلوب ألنه ).
يظنون أنهم يتخلصون من عار ملفاتهم باغلاقها الواحد بعد الآخر .غلقوا ملف سرقات البنك المركزي من قبل ، وغلقوا ملفات سرقات وجرائم كبرى ، لكن ذاكرة العراقيين ندية وسيقفون في أقفاص العدالة وأن طال الزمن .
لا أمل لنا غير بقانون صراع الأقوياء الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق.لان الديمقراطية التي لا يتمكن الشعب فيها من التظاهر ، ولا تتيح له قوانين انتخاب وضعوها بالتغيير ، هي ديمقراطية مشوهة لا تلد سليما .
بعد صراعهم الدموي الذي سيبدأ بعد حين سيصبح كرسي حكم العراق من نصيب حوت نهم ستقتله التخمة وتنهكه الصراعات ، ليصبح درب الثوار الجياع سالكا . دعونا نحلم بثورة خطابها الأول لا يأتي عبر دبابة أو بيان رقم واحد ، وإنما من سلطة جماهيرية مرجعيتها جروحها وتراب ميادين قتالها.
في ذلك الوقت الذي أراه قريبا سيكون مصيرهم مثل مصير صدام وأعوانه .

"من خان وطنه يشبه رجلا يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا ابوه يسامح ولا اللصوص يشكرون "