قصة امرأة نوح عليه السلام


امرأة نوح لم يُذكر اسمها في القرآن الكريم، وإنما أشار الله جلّ وعلا إليها مرة واحدة بصفتها على أنها "امرأة نوح".وقد ذُكرت مع "امرأة لوط" وذلك في قول الله تعالى:

قال تعالي:( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)(التحريم 10 )

أجمع معظم رجال التفسير على أن المرأة التي أشار لها القرآن على أنها "امرأة نوح" كان اسمها "والعة"، وفي اسمها عند بعضهم اختلاف مع تشابه اللفظ، فقيل أنها "والغة"، وقيل هي "واعلة"، وقال الطبرسي اسمها "واغلة"، وقيل "والغة" و"واهلة".

وأما "الخيانة" في قوله تعالى فليس المقصود بها الخيانة الزوجية الجسدية، وإنما هي الخيانة الأدبية وبتر علاقات التواد والتراحم بين الزوجين بالنفاق والكفر في الدين وفي العقيدة، "فخانتاهما"، تعني نافقتا وأخفتا الكفر عن زوجيهم، وأظهرتا الإيمان.



خيانة امرأة نوح:
يُقال أن خيانة امرأة نوح لزوجها كانت بأنها قالت للناس عنه أنه مجنون، وخيانة امرأة لوط لزوجها أنها كانت تدلّ الرجال على ضيوفه، ولا ينبغي لامرأة نبي أن تفجر، وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بغت امرأة نبي قط"، فالخيانة هنا هي نقض العهد والأمانة وليست البغي.

كانت امرأة نوح عليه السلام كافرة تقول للناس أن زوجها مجنون، وكانت تخبر الجبابرة الكفرة عن كل من يُؤمن بعقيدته، ليعذبوه ويُؤذوه، فعاقبها الله تعالى بأن أغرقها مع قومها الكافرين.

وقد قال يحيى بن سلام: ضرب الله سبحانه وتعالى هذه الآية مثلا للذين كفروا يحذر بها زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة رضي الله عنهما من مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تظاهرتا عليه، وكان المراد بالآية الكريمة تخويفهما مع سائر أمهات المؤمنين من مغبّة معصيتهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم .